حمدي رزق
«اللى إيده فى الميه مش زى اللى إيده فى النار»، و«هوه اللى كابش النار بإيديه الاتنين»، حمية الرئيس عبدالفتاح السيسى، وقلبه الواجف على مصر يجعله أحيانًا غاضبًا.
غضب مشروع، غضب على عدم المسؤولية، والتكاسل، واللامبالاة، غضب من التعدى على حقوق الدولة، واستباحة ممتلكاتها، والبناء فى المخالف، والسير عكس اتجاه الريح.
ليس مهضومًا، ولم يعد مستساغًا، ناس تبنى وتعمر وناس تهدم وتبور، ناس تسابق الزمن وناس «نحن ها هنا قاعدون.. أنا على قلبها لطالون!».
معلوم، طالون نفسه مات وشبع موت، الحى أبقى من الميت، و«حياة كريمة» ليست حلمًا ورديًا، بل مشروعًا مستقبليًا يستوجب التكاتف والتلاحم، وإيد فى إيد وكتف فى كتف، وقلب على قلب.
غضب مشروع، مشروعات بالمليارات، من لحم الحى، وبالقروض، والبعض يستحلها بضاعة، يهتبل ملكية الدولة، ويبنى فى المخالف، ويكلفنا ما لا طاقة لنا به من هدم وتنكيس، يخصم من المستقبل، كل قيراط أرض تم تبويره يعنى قفص عيش ناقص، يعنى جوال أرز، وجوال سكر، يعنى جوع طفل صغير، والقدر يغلى بماء قراح.
لسان الرئيس نشف من المحايلة، ماعدشى فيها كسوف، الطبطبة والحنية لمن يستحقها، والشدة أحيانًا وجاء، وآخر الدواء الكى. استمراء واستحلال أرض الدولة وخدمات الدولة على طريقة «شارع الحكومة» يعنى مالوش صاحب، كلام ماضوى، من أمراض الدولة الرخوة السارية، حزمة الأمراض المتوطنة فى النفوس خلفت أعراضًا مؤلمة، الدولة بتنهج من وعثاء الطريق.
اللى على البر عوام، فى عرض البحر حيث تضرب الأمواج العنيفة جوانب السفينة العتيقة، يستوجب نفرة الرجال، فمثل القائم عليها الذى ينهى عنها، ويحذر منها، والواقع فيها- الواقع فى المعاصى- كمثل قومٍ استهموا على سفينةٍ، اقترعوا على سفينةٍ لها طابقان، فأصاب أحدُهم طابقها الأسفل، والثانى طابقها الأعلى، فكان الذين فى الأسفل إذا أرادوا الماء صعدوا فوق ليسحبوا الماء من فوق، فقالوا: لو أننا خرقنا فى نصيبنا، يعنى: الطابق الأسفل، خرقنا على البحر، وأخذنا من البحر، ولم نُؤذِ مَن فوقنا.
يقول النبى ﷺ: إن تركوهم وما أرادوا غرقوا جميعًا، يعنى: يدخل الماء السفينة فتغرق، وإن أخذوا على أيديهم نجوا ونجوا جميعًا، يعنى: إن منعوهم من خرق السفينة نجوا جميعًا.
النجاة، لسان حال الرئيس، «وإن أخذوا على أيديهم نجوا ونجوا جميعًا».. هذه هى الرسالة التى وصلت الجميع من «بحر البقر» من مشروع هو الأكبر من نوعه عالميًا، يروى الأرض العطشى.
ناس ولا هنا، ولا على بالها، عاملين من بنها، لا يحجزون مكانًا فى قطار المستقبل، فارق سرعات، بين من يرى الحلم قريبًا، ومن يراه بعيدًا.
فارق بين من يستحث الخطى نحو حياة كريمة، ومن يستحل حياة كريمة وهو قاعد جنب الحيطة يبخس العاملين عليها حقهم.
ما أحب أن أراه غاضبًا، ارتسم فى عينى حانيًا، وهو صاحب المقولة الطيبة «شعب لم يجد من يحنو عليه»، والحنو مسؤولية قائد وشعب، مسؤولية كبيرة، حمل ثقيل، كيف توفر حياة كريمة لمائة مليون مصرى يترجون الستر والصحة ورزقًا حلالًا.. ربك رب قلوب.. ومع المخلصين جابر.
نقلا عن المصرى اليوم