برلين - هاني دانيال
بدأ الحزب الاشتراكي الديموقراطي مشاوراته رسميا في ألمانيا لتشكيل حكومة جديدة خلفا لحكومة أنجيلا ميركل، وبعد مارثون انتخابي كبير جاء الحزب متقدما بنسبة 25.7 % على الاتحاد المسيحي المحافظ بنسبة 24.1 %، بينما حصل حزب الخضر على 14.8% ، والحزب الديموقراطي الحر 11.5 %، فى حين تراجع حزب البديل من أجل ألمانيا ـ ممثل اليمين المتطرف ـ إلى 10.3 %، بينما يقاتل اليسار "دى لينكه" بنسبة 4.9 % للتغلب على عقبة الخمسة في المائة ، ولكن بفضل ثلاثة ولايات انتخابية مباشرة فاز بها ، سيكون قادرًا على دخول البرلمان الألمانى "البوندستاج".
حسب المؤشرات ستكون هناك حكومة ألمانية تحت مظلة ألوان إشارة المرور "أحمر(الاشتراكي الاجتماعي، أصفر (الديموقراطي الحر، أخضر (حزب الخضر"، حيث هناك لون مميز لكل حزب ألماني، أو عبر ألوان علم جامايكا، "أسود (الاتحاد المسيحي)، أصفر ( الديموقراطي الحر) ، أخضر (حزب الخضر), لذلك من ينجح في تحقيق مشاورات وتوافقات سيذهب به الحال لضمان وجوده في الحكومة الجديدة، واذا تعطلت الإجراءات والمشاورات، قد يتأخر تشكيل الحكومة، وتظل ميركل في الحكم ورئاسة حكومة تصريف الافعال.
وبعيدا عن تشكيلات الحكومة، تتميز الأحزاب الألمانية بالتواصل مع الجماهير، وطوال فترة الحملة الانتخابية كان هناك تواصل مباشر بين المرشحين والناخبين، وهناك مصطلح شهير "بيتزا وسياسة", وهو يعني تخصيص حلقات نقاشية مع الناخبين في مراحل عمرية مختلفة عبر تناول قطع البيتزا، كذلك يتواجد المرشح أمام السوبر ماركت والأسواق العامة لسهولة التواصل مع الناخب مباشرة، كما يشارك المرشح في تعليق اللافتات الدعائية مع فريق حملته الانتخابية ولا يتركهم يقومون بذلك بمفردهم.
وبعد انتهاء الانتخابات، نظمت الأحزاب الألمانية حفلات شكر لاعضاء الحملات الانتخابية. لمجهوداتهم علي الفترة الماضية دون النظر للنتائج، وتم إرسال شكر للجميع علي هذا الأمر، بحيث تتولي فرع الأحزاب بالمدن والاحياء في تنظيم حملات مسائية وتناول المشروبات مع بعض الأغاني.
أيضا خصص الحزب الاشتراكي نموذجا جديدا، من خلال توزيع باقات الزهور صباح يوم الانتخابات لصالح مرشح الحزب لخلافة ميركل أولاف شولتس وكذلك فرانسيسكا جيفي الفائزة بمنصب عمدة برلين.
وفي سياق الحديث عن جيفي، قامت بتوزيع وردة مع ملصقات الدعاية الانتخابية الخاصة بها قبل يوم الانتخابات وعليها شعار "التجارة العادلة" , وهي تعني تقديم دعم وأموال لصالح بعض الحرف اليدوية تعويضا عن عملهم الشاق، وهو أمرت حرصت عليه جيفي، والتي تمكنت من الفوز بالمنصب بنسبة ٤٠%.
اللافت للنظر أيضا ظهور عدد من النواب في البرلمان الألماني من أصول تركية وأفريقيا , وهو ما يفتح الباب لسياسات جديدة في التعامل مع المهاجرين واللاجئين وسط تراجع شعبية حزب البديل من أجل المانيا" ممثل اليمين المتطرف .
عن الحزب الاشتراكي الاجتماعي خسرت كانسل كيزيلتيب مقعدها بالبرلمان الألماني، وهى من أصول تركية، بينما غاز الصحفي هاكان دمير المنحدر من أصول تركية أيضا، بعد أن شارك الاثنان فى حملة دعائية للحزب لمخاطبة الناخبين الألمان المنحدرين من أصول تركية، مع الاستعانة ببعض الفنانين الأتراك لتعزيز فرصهم .
كذلك فاز أرماند زورن المنحدر من أصول كاميرونية بمقعد في البرلمان عن إحدي دوائر مدينة فرانكفورت، وتبنى أيضا أجندة عامة لعدم قضايا المهاجرين غلى جانب القضايا التى تشغل المجتمع الألمانى فى الحد الأدني للأجور والتوقف عن استخدام الطاقة المدمرة للبيئة، إلى جانب الاهتمام بدور الاتحاد الأوروبي خلال الفترة المقبلة، وكان من اللافت للنظر استماع المرشح للمصريين المتواجدين فى مدينة فرانكفورت والالتقاء بهم والاستماع لوجهة نظرهم للتعرف على التحديات التى تواجههم فى الاندماج بالمجتمع الألمانى، وهو اللقاء الذى نظمته المنظمة المصرية الألمانية ورئيسها ماجد سعد، والذى أكد على أن مثل هذه اللقاءات مهمة لتحقيق الدمج المطلوب من المصريين فى المجتمع الألمانى والتطلع إلى المشكلات التى يتعرضون لها، وكيفية حلها.
بينما خسر المدير الموسيقي جو شيالو في الانتخابات بعد أن كان مرشحا عن الاتحاد المسيحي الديموقراطي، وهو من عائلية تنزانية، وضمن فريق المستقبل لمرشح الاتحاد أىمين لاشيت , وكان يتمني الحزب فوزه حتي يغير نظرة المجتمع عن عراقيل يفرضها الاتحاد المحافظ أمام المرشحين من المهاجرين واللاجئين.