زهير دعيم
( في اربعين طيّب الذّكر الشّابّ جورج جوني حاج 26\ 09\ 2021)
وتَحرِنُ الحروفُ وتتمرّدُ
وترفضُ الإنصياعَ
وتأبى الكلماتُ
أن تخُطَّ على الورقِ قصيدةً
ونجوى حزينة
فالحُزنُ يلفُّها ، يخنُقُها
يطيرُ بها الى وادي الدّموع
يأخذُها بعيدًا بعيدًا
الى ذاك العريس المُهاجر الجميل
الذي سافر فجأةً
ودونَ سابقِ إنذارٍ
تاركًا في القلوبِ غصّاتٍ
تاركًا أُمًّا تذرفُ الدّمع مدْرارًا
وأبًا يزرعُ الليلَ سَهَرًا
ووخزاتٍ حُبلى بالألم
وبعضًا من حنين
لا يعرفُ النُّقصانَ ....
سافرَ الحجّاويُّ الجميلُ
وترك جوازَ السّفرِ مفتوحًا
والقلوبَ داميةً
سافر ليقابلَ العريسَ السّرمديَ
ويشاركَ النفوسَ التّابئةَ
المُغسّلةَ بالدمِ
في عزفِ أغنية السُّجودِ
عندَ أقدامِ المصلوبِ
سافرَ ....
وما زالت روحه تُطِلُّ منَ العُلا
تراقبُ الوالديْنِ الغالييْن
وتبتسمُ وتُهدِّىء الرّوْعَ
فأنا في سلامٍ يا أمّاه
وأنا في سلامٍ يا أبتاه
في رِحابِ مَنْ لَوَّنَ الحياةَ
بالأحمرِ القانيّ
وزرعَ الأملَ في كلِّ النفوسِ
وحَمَلَ على كَتفيْهِ أوصابَ البَّشرِ
اطمئنا ..
طِيبا نفْسًا
واسجدا عندَ أقدامِ الفادي
وازرعا الليْلَ رجاءً
وتوبةً وفرحًا