زهير دعيم
في جُنينة غنّاء تقبع على خدّ تلّةٍ جليليّة ، تشرب من زخّات غيوم عبلّين - جُنينة أبو الصّافي عثمان - ، انساب الموّال الجميل ، وانطلق الفنّ والطّرب الأصيلان ، مع نُسيمات عُصارى يوم خريفيّ جميل ؛ انسابت لتغمر النفوس الظمأى الى " أيام زمان " وأغنيات زمان ، فرقصت النفوس والأرواح في الجُنينة الظليلة ، على وقع موسيقى عذبة وقّعها الفّنان والموسيقيّ المُبدع صافي أُسامة دعيم، رددتها الأوداء بصوت فنانتنا الرائعة رنا ادريس ، التي غنّت فيما غنّت أمّ كُلثوم وأسمهان ، فعادت بنا الى الماضي الجميل ، العابق بشذا العطاء الحقيقيّ .
وجاء دوري لأناجيَ الحاضرين وأكثرهنَّ من الحاضرات ومن شتّى البلدات العربيّة في الشّمال ، ناجيتهم بقصيدة " أُغنية في فم التّاريخ " ؛ قصيدة ترسم المحبةَ بالحروف ، وتهمس الإنسانيّة لوحةً جميلة ، وتعطي للمرأة الشّرقيّة بعضًا من حقّها الذي هضمه الزّمان وسرقته الرّجولة الجوْفاء.
كانت ندوة أندلسيّة بفوح عطر لبنانيّ- جليليّ حضرها رئيس المجلس المحليّ في عبلّين السّيّد مأمون شيخ أحمد – الذي حيّا الحاضرين والجمعية بكلمة جميلة ، كما وحضرها ايضًأ محرّر موقع " الغزّال" رجل المجتمع السيّد يوسف حيدر..
نعم كانت أندلسيّة بفوح عطر لبنانيّ – جليليّ رفلت بالفرح وزتزيّت بالجمال ، وأظهرت الشّموخ النسائيّ بألوان قوس قزح مُمثَّلًا بجمعية " سِراج زيتونة " ؛ هذه الجمعية التي مررت بها لأوّل وهلة مرورًا عَجولًا الى أن رأيتها ، فانبهرتُ كما مجموعة الرّجال الذين حضروا ، الى جانب العنصر النسائيّ الطّاغي بألوانه وأنفاسه وحيائه وعطائه وتاريخه الجميل، الذي يربط الشمال بالجنوب ويزرع الثقافة والمحبّة في كلّ النفوس.
افتتحت الندوة الجميلة العريفة الانيقة روحيّة نعراني فأبدعت وصبغت من حلو حروفها علينا الكثير ، ثمّ غرّدت عن الجمعيّة الصبيّة الجميلة سلوى عثمان فحكت عن اهداف الجمعية وعطائها وفتحت الباب على مِصراعيه لمتطوعات جديدات من الشّمال ، آملة أن يطير المجتمع بجناحيه فعلًا ، فيُحلّق في سماء التقدّم والتطوّر فيروح بنا بعيدًا بعيدًا الى حيث تشرق الصباحات فوق الزيتونات العتيقة.
وأخيرًا ؛ مجتمعنا العربيّ – الذي يرزح تحت طائلة العنف – يحتاج فعلًا الى مثل هذه الجمعيات والأطر المعطاءة ، الباذلة بهمسٍ وموسيقى وبدون ضوضاء.
فبوركَ العطاءُ وبوركتِ المُعطِيات .