مراد وهبة
مذهب دينى فلسفى مؤسس من عشرة معلمين، ومسجل فى كتاب مقدس ويحتوى على تعاليم هندية وإسلامية، أى هو مزيج من الفكرة الآرية التى ترى أن الله محايث فى كل الأشياء، والفكرة السامية التى ترى أن الله متعال على كل الأشياء، هو إله واحد والموجود اللامتناهى والواحد الخالق والذى يقال عنه إنه الاسم الحق. وقد قال عنه أحد هؤلاء العشرة وهو المعلم باهادور (1621-1675) ما يلى:
لماذا تذهب إلى الغابة بحثًا عن الله؟
إنه يحيا فى الكل ومع ذلك فهو متميز عن الكل.
يقيم فيك كما تقيم الرائحة العطرة فى الوردة
أو الانعكاسات فى المرآة
وكذلك الله يقيم فى كل الأشياء
ولهذا ابحث عنه فى قلبك.
وتأسيسًا على ذلك يمكن القول إن الله ليس قبيلة يقال عنها إنها شعب الله المختار لأنه فوق كل التجليات الجزئية. وعلى الإنسان أن يهزم خمسة أعداء: الشهوة والغضب والشراهة والتعلق بكل ما له علاقة بهذه الحياة الدنيا والكبرياء الزائف. والمعلمون مرشدون وكاملون وبلا خطيئة ولكنهم ليسوا آلهة. ولهذا فإن أى إنسان يمكن أن يحاكيهم على أمل أن يكون مثلهم. والخلاص يكمن فى الاتحاد مع الروح الإلهى وليس مع الفناء على نحو ما تذهب البوذية. فالخلاص على نحو ما يقول المعلم أرجون دف (1563-1606) يمكن أن يكون موجودًا فى الضحك والمأكل والمشرب واللعب. ولكن من الأفضل أن يكون الخلاص فى المعرفة على نحو ما يرى المعلم أورجان الذى يقول إن الوجود الحق فى العقل والواحد الحق على اللسان. ويلزم من ذلك أن تكون رفاهية البشرية فى الصدارة. ومن هنا تكون المسألة الدينية مسألة بشرية. ومن هنا أيضًا يلتزم السيخى بالله والإنسان معًا، أو بالأدق يلتزم بما هو إلهى وما هو بشرى، ولكن بشرط أن يكون ما هو بشرى معبرًا عن الإنسانية باعتبارها جنسًا واحدًا.
والسيخيون مسالمون ولكنهم إذا اضطهدوا فليس أمامهم سوى الدفاع الشرس. وقد حدث هذا الاضطهاد منذ منتصف القرن السابع عشر إلى منتصف القرن الثامن عشر، من قبل أباطرة المغول، واستشهد المعلم التاسع نغ باهادور(1621- 1675) ومن ثم انتقل «سيف القيادة» إلى المعلم العاشر جوبند سنج (1666- 1708) الذى حول السيخ إلى جيش من الرجال والنساء ودربهم على كيفية حمل السلاح.
ويتمركز السيخ فى البنجاب، ويتميزون بلبس عمامة ليست ككل العمامات، وشعر طويل ولحية طويلة وسوار من الصلب حول الرقبة.
وإذا أثير سؤال عن العلاقة بين السيخ والتنوير فأظن أن الجواب يكون بالسلب؛ لأن التنوير يرفض المحاكاة على نحو ما يراها السيخ، ويدعو إلى التحرر من الوصاية الواردة لدى المعلمين العشرة. ومن هنا يكون من الميسور تحويل المؤمنين بالسيخية إلى جيش يعادى ويحارب والسيف فى يده. ومن هنا ثانيا يكون من العسير على السيخ أن تكون دعوتهم مثل دعوة فيلسوف التنوير كانط إلى تأسيس مشروع للسلام العالمى، الذى أعلن فيه إنشاء حلف بين الشعوب من أجل القضاء على الحرب، ليس بمعنى الحرب الحاضرة أو الحرب الماضية، إنما بمعنى دوام الاستعداد للحرب القادمة. ومن هنا ثالثًا يمكن للسيخى أن يدخل فى علاقة عضوية مع الأصوليات الهندية إذا لزم الأمر.
نقلا عن المصرى اليوم