قضت محكمة بريطانية بسجن طبيب لمدة 14 سنة لإدانته بحقن شريكته بمادة سامة في إطار طقوس زائفة لطرد الأرواح الشريرة.
وشرع حسام متولي، 61 سنة، في قتل شريكته كيلي ويلسون بحقنها بمخدرات في عدة جلسات في منزلهما في غريمسبي.
واستمعت محكمة شيفيلد الملكية لأقوال متولي الذي اتهم شريكته، 34 سنة، بأنها تحت سيطرة أرواح شريرة.
وأدانت المحكمة الطبيب متولي بثماني تهم، من بينها الحقن بمادة ضارة والاحتيال.
كما ثبتت إدانته أيضا في اتهامات استراق النظر بعد اكتشاف كاميرا مخبأة في غرفة تبديل ملابس النساء في عيادته الخاصة.
وعلى مدار ثمانية أسابيع، استمعت هيئة المحلفين إلى مزاعم حسام متولي التي تضمنت اعتقاده بوجود كائنات أو "جن" داخل جسم شريكته وأنه كان يحاول إخراجه بقراءة آيات من القرآن ورش مياه وزيوت مباركة على بشرة ويلسون.
كما ذكرت أوراق القضية أنه كان يمارس معها 250 نوعا من الطقوس وسجل العشرات من الفيديوهات لتلك الجلسات العلاجية التي بدأها مع شريكته منذ عام 2016.
وعرضت مقتطفات من فيديوهات الجلسات العلاجية على هيئة المحلفين وتضمنت حوالي 200 لقطة مسجلة، سمع فيها متولي يردد بعض الكلمات أثناء حقن ويلسون، بسوائل من بينها مهدئات وهي ممدة أمامه بلا حراك على سرير.
نيجيريا: وفاة رجل دين مسيحي مثير للجدل زعم أتباعه أنه "نبي"
طائفة المورمون "المسيحية" التي أباحت تعدد الزوجات في ذكرى اغتيال "نبيها"
أسقفية ميلانو تنشئ خطاً ساخناً لطرد الأرواح الشريرة
وقد ألقي القبض على متولي بعد أن دخلت ويلسون في غيبوبة في الرابع من يوليو/تموز عام 2019، حيث كانت على شفا الإصابة بذبحة صدرية مما تطلب نقلها إلى المستشفى ذلك المساء.
وأثناء التحقيق في القضية، عثرت الشرطة في منزله على كمية كبيرة من المواد المخدرة، بينها كيتامين وبروبوفول وفينتانيل.
عثرت الشرطة على كمية كبيرة من المواد المخدرة في منزل الطبيب المدان
كما عثرت الشرطة أيضا على فيديوهات تمت معالجتها وتعديلها لتكون فاضحة يظهر فيها ضحايا استراق النظر الذي كان يمارسه المتهم المدان.
ورفض القاضي جيريمي ريتشاردسون مزاعم حسام متولي، طبيب التخدير وأخصائي الآلام المبرحة بالهيئة الوطنية للرعاية الصحية في المملكة المتحدة، بأنه كان يمارس طرد الأرواح الشريرة من جسد شريكته، مؤكدا أن تلك الطقوس كانت "زائفة تماما". وأكد القاضي البريطاني أيضا أن تلك الطقوس "ليس لها علاقة بالإجراءات الإسلامية المعمول بها في مثل هذه الحالات".
ووصف ريتشاردسون ما فعله حسام متولي بأنه "تطرف"، مؤكدا أن "تلك الطقوس التي مارسها مع ويلسون كانت ممارسات دينية زائفة".
وقال القاضي إن متولي ربما اعتقد أنه يساعد شريكته، "بطريقة ممنوعة"، وأنه فعل ذلك مستعينا "بإجراءات طبية غير فاعلة"، و"حقنها بمواد مخدرة قوية، مما عرض حياتها للخطر بصفة دورية".
وأضاف أن متولي، "الذي لم يظهر ولو ذرة من الندم أثناء دفاعه عن نفسه"، استغل ضعف إمرأة مفتونة به، معرضا إياها "لخطر بدني شديد".
وخاطب ريتشاردسون المتهم، قائلا: "أنت عار على مهنتك، ولن تكون طبيبا بعد الآن".
وأضاف: "لقد منعت الطرق العلاجية الطبية عنها لتحقق غاياتك الشخصية. كما أنك لست طبيبا بارعا، فقد كدت تقتل الإمرأة التي تزعم أنك تحبها".
وقال كبير مفتشي الشرطة المسؤول عن التحقيقات في هذه القضية رودري تروك: "قضية غريبة لا يوجد لها مثيل في تاريخ شرطة هامبرسايد".
وأضاف: "كانت الاعتداءات التي ارتكبها متولي خطيرة للغاية علاوة على إساءة استغلال مكانته وخيانته لثقة الضحايا فيه. إنه الآن في المكان الذي ينتمي إليه، السجن".
وأكد كبير مفتشي الشرطة في هامبرسايد للمرضى الذين تلقوا العلاج على يد الطبيب المدان حسام متولي، الذي كان يعمل في مستشفى الأميرة ديانا إلى جانب عيادته الخاصة التي كان يشغلها في منزله، لم يرتكب اعتداءات في حق مرضى آخرين ولم يعرض حياة أحد آخر للخطر".