الأقباط متحدون - تأمين المقار والقميص الواقي
أخر تحديث ١٨:٠٠ | الثلاثاء ٢٨ اغسطس ٢٠١٢ | ٢٢ مسرى ١٧٢٨ ش | العدد ٢٨٦٦ السنة السابعة
إغلاق تصغير

تأمين المقار والقميص الواقي

 بقلم- مينا ملاك عازر

صدقني عزيزيى القارئ، أنا ليس بيني وبين القميص الواقي الذي زعم سيادة الرئيس "مرسي" عدم ارتدائه له، وأثبت للجميع بالصور المقارنة بينه وبين "جمال مبارك" المسجون الآن أن الاثنين كانا يرتديان نفس التيشيرت من تحت الملابس، ودي أكيد طبعًا صدفة، ولا الرئيس "مرسي" وجد هذا التيشيرت في القصر الجمهوري لما دخله على أساس إن "جمال" كان ناسيه هناك، فأخذه "مرسي" وارتداه، على الرغم إن المقاسين مختلفان، على أي حال أنا حبيت أثبت حالة، أنه ليس بيني وبين هذا القميص أي شيء، ولا نفسي ألبسه، ولا عيني منه، ولا حاجة، لكن لا أعرف لماذا تذكرت الرئيس مرسي وهو واقف في ميدان "التحرير" يهتف بأنه غير مرتدي قميصًا واقيًا حينما صرح حزب الحرية والعدالة وجماعة الإخوان المسلمين أن أفرادًا من أعضائهما سيقومون بمهمة تأمين المقار أثناء يوم الجمعة 24/8 الماضي، حين كان يدعو البعض إلى ثورة ضد الإخوان. 
 
طبعًا حضرتك حاتسألني، إيه بقى إللي خلاك تفتكر حاجة زي كده في مناسبة زي دي؟ سأقول لك إن هناك وجه شبه واضح وقوي بين الحالتين، فاستحالة قيام من أيدوا "مرسي" باغتياله، ورغم ذلك يرتدي قميصًا واقيًا رغم نفيه هذا، يتشابه تقريبًا مع استحالة معارضي الإخوان تدمير مقار الإخوان، ليس فقط لسلميتهم لكن لأن من تدربوا على العنف واستخدام القوة هم الإخوان، وإن كنت ناسي إللي جرى سأذكرك بموقعة الجمل، وكيف يتباهى الإخوان للآن بأن فتيانهم المدربين هم الذين تصدوا لراكبي الجمال، فقل لي كيف لأولئك المعارضين لأخونة الدولة أن يدمروا أو يرتكبوا أفعال عنف؟ ناهيك عن أن أفكار الإخوان بها تلك القواعد الداعية لاستخدام القوة لفرض الرأي وللوصول للحكم، وتذكر ميليشيات الأزهر. 
 
فقل لي، من ذا الذي بمقدوره اغتيال الرئيس إلا جماعة تستطيع فعل هذا؟ وكيف لجماعة الرئيس أن تفعل هذا وهي التي تكبدت الكثير لتوصيله لتلك المكانة؟ فهل يستقيم أن يُغتال الرئيس بين أهله وعشيرته الذين كانوا يسيطرون على الميدان حينها؟ كذلك يستحيل تدمير مقار الجماعة أو الحزب، ليس فقط لما تقدم من سلمية المتظاهرين وسلمية مبادئهم وأفكارهم، وإنما أيضًا لأن من أمن المقار والحزب شباب من الجماعة كانوا يأمنون وجود الرئيس مرسي في التحرير، ودعك من أولئك الحرس الذين كان يزيحهم، فاعتماده الحقيقي يومها كان على شباب الإخوان، ناهيك أن أحدًا من أهل وعشيرة الرئيس لن يفعلها.
 
عزيزي القارئ، أهم وجه شبه بين الحالتين أن كليهما يشعرك أن الجماعة مضطهدة ومعرضة دائمًا للخطر، ورغم  أن شيئًا من هذا لم ولن يحدث لأن معارضيها سلميون، ولأن من يمتلكون السلاح وذوي الجناح العسكري هم أنفسهم، إلا إذا انقلبوا على أنفسهم، وأسألك عن من اقتحم السجون وأعطى مرسي هاتف ثرية ليتحدث مع الجزيرة مباشر وقت أن كانت الاتصالات مقطوعة في مصر قاطبةً، وإن وصلتم لإجابة لعرفتم أنه كما لم يكن هناك داعٍ لتأمين الرئيس لنفسه في ميدان "التحرير"، كذلك لم يكن هناك داعٍ لتأمين الجماعة والحزب- جناحها السياسي- لمقارهما أثناء محاولة الثورة على الإخوان. ولو أدركت هذا، لتأكدت أن الأمر لا يزيد عن كونه محاولة بأن يوحيا لنا بأنهما مستهدفين، ورغم ذلك سيواجها أي خطر.
 
المختصر المفيد، البطولة علم وليس إدعاء.

More Delicious Digg Email This
Facebook Google My Space Twitter