(6) كان يأكل ويشرب
د. ممدوح حليم
كانت رسالة المسيح للبشرية هي خلاص الإنسان، لذا عاش وسط الناس مشاركًا حياتهم، يأكل ما يأكلون، ويشرب ما يشربون. لم يكن يسوع منعزلًا عن مجتمعه.
لقد كان منهج المسيح مختلفًا عن أسلوب يوحنا المعمدان الذي عاش بعيدًا عن الناس. عاش يوحنا في صوم، أما يسوع فكان يأكل ويشرب. لقد صرّح يسوع بهذا الاختلاف علنًا لليهود في شجاعة بالغة، فقال لهم:
" لأنه جاء يوحنا المعمدان لا يأكل خبزًا و لا يشرب خمرًا فتقولون: به شيطان. جاء ابن الإنسان يأكل ويشرب، فتقولون: هوذا إنسان أكول وشريب خمر، محب للعشارين والخطاة" لوقا 7 : 33 ، 34
الأمر ذاته كرره متى في روايته للإنجيل، إذ جاء به ما قاله المسيح لليهود:
" جاء ابن الإنسان يأكل ويشرب، فتقولون : هوذا إنسان أكول وشريب خمر" متى 11 : 19
لقد قدّس يسوع المسيح الحياة الإنسانية حين شارك البشر ما يأكلون و ما يشربون. تبارك فيه الطعام والشراب.
ولم يذكر الإنجيل أن يسوع المسيح صام إلا مرة واحدة طوال حياته، صام أربعين يومًا (متى 4 : 2 )
لقد سعد يسوع بالبشرية فشاركها كل شيء ما عدا الخطية ، " كان ينبغي أن يشبه أخوته في كل شيء" عبرانيين 2 : 17 ، أحب الناس وأحب أكلهم وشربهم، واشترك معهم فيهما.
أيها الإنسان، يا لسعادتك، كم هي رفيعة مكانتك بيسوع الذي تناول طعامك وشرب شرابك.
وما زال المسيح ينادي:
" ها أنذا واقف على الباب وأقرع. إن سمع أحد صوتي وفتح الباب ، أدخل إليه وأتعشى معه وهو معي" رؤيا 3 : 20 ، يسوع يبغي مشاركتك الطعام، فلا تتأخر