بدأ العالم منذ فترة طويلة تناول الجرعة الثانية من لقاحات كورونا بعد مرور الفترة المقررة بين الجرعتين الأولى والثانية، استعدادًا للموجة الرابعة من الفيروس وكذلك متحور "دلتا بلس" الذي اكتشفت أول حالة في مصر به آواخر أغسطس الماضي.
وحذرت المؤسسات الصحيّة من أن الآثار الجانبية للجرعة الثانية قد تكون أشد وأكثر من الأولى، لكن تتفاوت تلك الآثار أيضًا فيما بينها باختلاف اللقاح الذي تم أخذه في مرحلتي التحصين الأولى والثانية.
ويفسر موقع wgno العلمي الأمريكي، بإنه في الجرعة الثانية لا ينتج الجسم أجسامًا مضادة فحسب، بل يحفز الغدد الليمفاوية وأجزاء أخرى من الجسم على التفاعل مع اللقاح على مستوى الأنسجة، وهذا يؤدي إلى آثار جانبية أكبر.
أوضح أن الأعراض الجانبية التي تحدث بعد تلقي الجرعة الثانية تشمل الشعور بالإرهاق والصداع والقشعريرة والحمى والغثيان وآلام العضلات، وفقًا لـ"ريتشارد كينيدي" أستاذ الطب في كلية عيادة "مايو كلينك".
أشار إلى أن الآثار الجانبية بعد تلقي اللقاح تتم بسب أمرين، وهو أن المناعة لدى متلقي اللقاح من مكونين مختلفين "المناعة الفطرية والمناعة التكيفية والمناعة الفطرية هي استجابة جسدك الأولى للغزاة الخارجيين".
بالفعل فإن الجرعة الثانية من التحصين يكون لها آثار جانبية أشدّ من الأولى وتستمر لفترة أطول، وذلك وفقًا لتجارب مواطنين حصلوا على الجرعتين إلى الآن من اللقاح سواء كان "سينوفارم أو استرزينكا".
زكريا محمود، أحد متلقي الجرعة الثانية من لقاح فيروس كورونا، وكان لقاح استرزينكا من نصيبه في الجرعتين، إلا أنه يصف الآثار الجانبية للجرعة الثانية بالأشد والأطول في المدة الزمنية منذ تلقي اللقاح.
يقول: "الأعراض دامت لأكثر من إسبوع في الجرعة الثانية، بالرغم من أن الجرعة الأولى استمرت لمدة يومين فقط، وطوال ذلك الإسبوع كنت أشعر بإنني اتصبب عرق كل ليلة، ونهجان وكأنني أعاني من نزلة برد".
يضيف: "إلى جانب الحمى والسعال وانسداد الأنف وبعد فترة وجيزة بدأت حاستي الشم والتذوق تنخفض تدريجيًا، وكان هناك عرض جديد في الجرعة الثانية وهو الزيادة في حساسية الجيوب الأنفية والعين لم تكن موجودة في الجرعة الأولى".
يحتتم: "عقب 10 أيام بدأت أتعافى تدريجيًا من جميع الأعراض، وبدأت حاستي الشم والتذوق تعود مرة أخرى، وتختفي جميع الأعراض لكن اللقاح مهم للغاية وعلى الجميع تناوله قبل الموجة الرابعة من كورونا".
ولقحت مصر إلى الآن نحو 8,741,005 مواطن واقتربت الآن من تلقيح 10 مليون مواطن وفقًا لموقع منظمة الصحة العالمية، بينما كان آخر إعلان عن جرعات اللقاح ما أعلنته وزارة الصحة بالتعاقد على نحو 120 مليون جرعة من لقاحات كورونا.
وأكدت أن مصنع "فاكسيرا" التابع للوزارة أنتج نحو 650 ألف جرعة من لقاح "سينوفاك" الصيني، وبدأت دراسات الثبات على اللقاح والتي لا تستغرق سوى أيامًا بسيطة، ويمكن تطعيم المواطنين باللقاح المصري قريبًا.
أروى كمال، عشرينية، حصلت على الجرعتين الأولى والثانية من لقاح سينوفارم، في الأولى كما تصف كانت الأعراض ليست شديدة: "كان همدان وارتفاع بسيط في درجة الحرارة ثم بعد يومين ذهبت كل الأعراض".
أما في الجرعة الثانية كانت الأعراض أشد بسبب فقدانها حاسة الشم، وارتفاع شديد في درجة الحرارة، واستمرت لمدة أطول من الجرعة الأولى، وكذلك همدان الجسد كان أشد من المرة الأولى في التلقيح".
تضيف: "كان عندي مشكلة زيادة في الجرعة التانية أنه أنا عندي حساسية دائمة وتسببت بزكام شديد بعد الجرعة الثانية من اللقاح، ولكن لم يتأثر الأكسجين أو التنفس بأي من تلك الأعراض ثم اختفت تدريجيًا".