ماجدة سيدهم
كلكم عارفين العادة الصينية القديمة المعروفة بالقدم الذهبي (تعبير محتال )
بلبس الحذاء الضيق للبنات الصغيرين لتقيد النمو الطبيعي لأقدامهم باعتبار أن القدم الصغيرة من معايير الجمال الأنثوي
وبالتالي بتتحمل البنت الآما هائلة بكسر عظام القدم وطييها ومع الوقت بتتعود.. لكن بيكون الشكل النهائي زي مانتو شايفين. انبعاج وتشوه غير انساني بالمرة
ماهو مستحيل تقف ضد الطبيعة وتخرج منها إنسان طبيعي
بالظبط دي نفس الفكرة لما قريت البيان الكنسي المنتشر " تأثير الموسيقا ونوعها "
واللي صدر من أيام بيؤكد على أ ن أي موسيقا خارج نطاق الألحان الكنسية الأرثوذكسية بالذات دا أمر شر وغير مرحب به على الٱطلاق حتى لو كانت الموسيقا دي لترانيم ( غيرأرثوذكسية طبعا ) باعتبار أنها بتحرك عاطفة الجسد بحركات وتمايل اللي هو الرقص ..
وأكد أن الألحان الكنسية الأرثوذكسية كافية جدا للإنسان لأنها بتشبع وبتقوي الروح ..وبتغني تماما عن الموسيقا الجسدية
والكلام هنا مش مظبوط خالص ..وإلا كنا اكتفينا بالتناول كغذا روحي اللي يغنينا عن الطعام كغذا للجسد ..
* للأسف حالة القلق من الجسد في منطقتنا الناطقة بالعربية بتتصاعد بشكل مزعج .. ليه بنخاف من الجسد ..ليه بنكرهه أوي كدا ..
ليه بنزرع العداء بينا وبينه .. .وليه بنشوفه ضد الله وضد القيم وضد الشرف..وليه للأسف ماعندناش النضج الكافي حتى نميز بين الرقص أو حركات الجسد الراقية والمبتذلة ..ليه ارتبط الجسد والعواطف بالخطأ والعيب والإثم والندم اللي بيشكل عبيء نفسي كبير جدا على أجيال بتشوف العالم في شاشة
وبالتالي لازم من قمع المشاعر و الجسد وازلاله وانهاكه بشتى الطرق المتاحة بأي معتقد على سبيل الباب اللي يجيلك منه الريح ...
ورغم ان البيان فيه تحذير من المشاركة في الكنائس الأخرى لكن تعالوا نقول كام نقطة كدا وعلى مهلنا .
١* والكلمة صار جسدا . ...جسد طبيعي حر وذكي ومتوهج .كله طاقة ومشاعر وابداع وقوة ..جسد بيحس ...جسد حب العالم وفداه ..
كان ممكن جدا الكلمة تتجسد رمل أو سحابة أو صخرة مثلا ..
.ماسمعناش مرة أن الكلمة الجسد كان قلقان من جسده أو خايف من أحاسيسه أو انه بيقمع جسده بالرفض ..
وطبيعي جدا أي إيقاع لأي موسيقا أو كلمات حلوة بتحرك فينا الأحاسيس اللي بيترجمها الجسد في حركة انتشاء بتخليك تهز راسك وتدندن الأرض برجلك وتقول الله ..
طيب مين ماسمعش مثلا ترنيمة "زيدوا المسيح تسبيح " وماقمش من مكانه بحماس يصقف ويرقص ويتنطط ويهلل...
مين مادخلش أي كنيسة كاثوليكية وذهل للجمال والروعة في المعمار والفخامة و ماتأثرش بالألحان اللي تخلي كل خلية فيك بتدوب من الجمال ..مين ماحضرش الشهر المريمي وهلل لروعة الترانيم أو لترانيم أعياد الكريسماس المشهورة ...(سبحوه بدف ورقص وأوتار ومزمار )
.* حاجة تانية .. هل تفتكروا المسيح لما كان معزوم في فرح قانا الجليل كان قاعد مكانة ماتحركش ..وشه متجهم وغضبان من الهيصة والموسيقا والرقص والزغاريد والأغاني ..وعمال ينتقد دا ويلوم دا
..
زمان شوفت فيلم رائع عن حياة المسيح برؤية انجيل مرقس واللي صور المسيح في فرح قانا بمشاهد إنسانية طبيعية بيشارك فيها الأصحاب فرحهم و رقصهم وضحكهم وأكلهم وحول لهم الميه لأحلى نبيذ علشان يفرحوا . .
..
*ماتخوفوش الناس من الجمال والفنون والموسيقا .. ماتخلوهمش يلغوا ويحتفروا جسدهم باعتباره سبب كل العثرات ..
في حين ان العثرة بتيجي من المخ ..
ماترهبوش الناس من الترانيم للكنائس المختلفة لأن كلها تسبيح لشخص المسيح الواحد ..
شجعوهم على الانفتاح والإنطلاق وتعلم كل الفنون وبإتقان .. خلوهم ينضجوا ويعرفوا من نفسهم يميزوا بين الحلو والوحش.. وأن النمو الطبيعي للإنسان ببكون باكتمال وإشباع الجانب الروحي والنفسي والجسدي ..
...
*الخلاصة ...عملية قمع الجسد ورفضه باعتبار أن اشباع الجانب الروحي الكنسي يغني تماما عن إشباع الجانب الجسدي .. هو بالظبط زي حشر القدم الصينية في حذاء مقنن جدا ..
الكارثة هنا ..أنك بتحط جسدك كله وكيانك وذهنك كله في قالب ضيق بحجة الالتزام بالألحان الأرثوذكسية فقط ..
النتيجة تشوه ذهني ونفسي واضح يعقبه حاجتين.
يا إما قطاع كبير مستسلم ومقتنع أن هو كدا
وخلاص وماشي جنب الحيط أو هروب البعض لحتة تانية خالص ..وفي الحالتين بتخلق مجتمع منغلق من الصبار مايعرفش يندمج مع أي مجتمع تاني..
* مجرد سؤال ..إيه المقصود من جملة كبسولة يوم السبت المكتوبة أعلى البيان ؟ لأن دلالتها تؤكد أن الشعب مريض أو قاصر وغير مؤهل نفسيا للإدراك ويحتاج لجرعات إرشادية من النصائح في كبسولات ..
*كفى اختذالا للكيان الإنساني بإجتهادات قمعية إلى حد الضغط كيلا يهرب الكثير من دون أن تدروا
.* في البدء كانت الموسيقا لما صارت الكلمة جسدا مفعما بالعبقرية والمشاعر .
وللحديث بقية .