الأقباط متحدون - ننشر نص مرافعة النيابة فى قضية مذبحة بورسعيد
أخر تحديث ٠٣:١٨ | الأحد ٢٦ اغسطس ٢٠١٢ | ٢٠ مسرى ١٧٢٨ ش | العدد ٢٨٦٤ السنة السابعة
إغلاق تصغير

ننشر نص مرافعة النيابة فى قضية مذبحة بورسعيد

مذبحة بورسعيد
مذبحة بورسعيد
 المستشار الحفناوى: المتهمون طغاه استحلوا دم الابرياء وازهقوا أرواحهم 
 
قيادات الأمن تركوا الضحايا انتقاما منهم لتعديهم عليهم بالسب فى مبارة سابقة 
 
 عبده الشرقاوى
 
أستمعت محكمة جنايات بورسعيد المنعقدة باكاديمية الشرطة لمرافعة النيابة العامة فى قضية احداث مجزرة ستاد بورسعيد التى وقعت عقب مباراة كرة القدم بين ناديي الأهلي والمصري البورسعيدي والمتهم فيها 75 متهما بينهم 9 من رجال الشرطة و3 من مسئولى النادى  .. طالبت النيابة بتوقيع عقوبة الاعدام على المتهمين جزاء ما اقترفت ايديهم من سفك دماء المجنى عليهم .
 
عقدت الجلسة برئاسة المستشار صبحى عبدالمجيد وعضويه المستشارين طارق جاد المولي ومحمد عبدالكريم بحضور المستشار محمود الحفناوي بالمكتب الفني للنائب العام بامانه سر احمد عبد الهادي.
 
قال ممثل النيابة الحمد لله الذي جاء بنا إلى ساحة القضاء العادل لتسمعوا شكوى المظلومين وهي تناشدكم ان اقتصوا ممن ظلمنا وأرسلوا بهم إلى منصة الإعدام وغيابات السجون بحكم الله ثم بحكم القانون وانتم هادئون مطمئنون شاكرون لفضل الله الذي هداكم إلى هذا فنصرتم الحق وارتاحت ضمائركم بعد ان سمعتم صرخة المجنى عليهم من الانفس غير السوية التى زين لها الشيطان جريمتها التى فعلتها
 
قسم المستشار الحفناوى الدعوى الى اطراف ومنها الطرف الأول  "المجني عليهم" والتي بدأت نهايتهم حينما انضموا إلى رابطة ألتراس أهلاوي لتشجيع ومؤازرة النادي الأهلي وسيرهم وراءه فى كل المحافظات والبلدان لمشاركته الأفراح والأحزان تاركين وراءهم أسرهم وأعمالهم وذويهم فمنهم الطفل ومنهم من هو فى ريعان شبابه .اما الطرف الثانى فانهم المتهمين وهم على شاكلتين  احدهما ارتكب جريمته بيده التى تلطخت بدماء الشهداء والثاني  ساعدهم على ارتكابها فى الأعمال المجهزة والمسهلة والمتممة لها.. فلقد كان الفريق الأول سيدى الرئيس منضما إلى الروابط المشجعة للنادي المصري البورسعيدي ودأبوا على التجاوز فى تشجيعهم أمام لاعبي ومشجعي الأندية الأخرى باستخدامهم الهتافات والشعارات واللافتات المسيئة لهم بل وصل تشجيعهم  فى أحيان عدة إلى التعدي والإيذاء.
 
أكد ممثل النيابة ان المتهمين أتخذوا أبشع أنواع الايذاء مع المجنى عليهم بل انهم اتخذوا من الروابط ستارا لتنفيذ غرضهم الاجرامى فى الانتشار لاراقة الدماء والتلويح بالقوة وازهاق الارواح وكأنهم فى معركة حربيه مع ألد الاعداء فى حين انهم مشتركون معهم فى العرق والاصل واللغه وفى ضيافتهم الا انهم ضربوا بذلك عرض الحائط واعدوا لغرضهم الادوات اللازمة للفتك بهم وانتظروهم فى طريق قدومهم  وبخارج وداخل الإستاد للانقضاض عليهم حتى سنحت لهم  الفرصه بعد نهاية المباراة  فقاموا بقتل أكثر من سبعين من المجنى  عليهم وإصابة المئات منهم ولم يتركوهم بل قاموا بسرقتهم وترويعهم انتقاما منهم ولفرض سيطرتهم وبسط نفوذهم على مشجعي الأندية الأخرى.
 
أشارت النيابة الى انه من العار على المتهمين الادعاء أنهم  أحفاد الرجال اللذين دافعوا عن أرض مصر والذود عنها ضد الغزاة على مر العصور والأزمان قائلا لهم أين أنتم من هؤلاء البواسل اللذين كانوا يحافظون على الأرواح و الأموال ؟ وأين أنتم من شعب بورسعيد الباسل الأبي الذي تنتمون إليه والذي قدمكم هو بيده إلى هذه المحاكمة متبرئا من جريمتكم التى اهتز لها عرش الرحمن ؟ بل انه ينتظر الحكم فيها مثلما ننتظر جميعا ليعلن للكافة أنكم لا تمثلون ذلك الشعب الذي طالما ضحي بأرواحه وأرواح أبنائه فداءا لأرض مصر ورفعة شعبها فنحن لا نحاكم شعب بورسعيد على نحو ما زعم البعض وإنما نحن وشعب بورسعيد نحاكم الطغاة اللذين استحلوا دماء الأبرياء مزهقين أرواحهم .
 
ذكر المستشار الحفناوى ان ضباط الشرطة المتهمون لم يقوموا بواجبات وظيفتهم ولم يحفظوا الامن والامان بل اشتركوا مع المتهمين فى تنفيذ مخططهم الإجرامي بمساعدتهم على ارتكابها دون عائق وعلي أكمل وجه وبدلا من حمايتهم للمجني عليهم وتوفير الأمن والأمان لهم احتجزوهم لتركهم بين براثن المتهمين للقضاء عليهم و ذلك للانتقام منهم لسبق تعديهم على رجال الشرطه وسب قادتهم فى مباراة سابقة وهى مباراة النادى الاهلى و كيما أسوان و التى شاهدنا  احداثها بالاسطوانات المدمجه فى القاعه كما تعدوا عليهم بالسب أيضا قبل بداية المباراة فأقسموا على الانتقام الذى يلقنوا به المجنى عليهم درسا لن ينسوه .
 
أضاف المستشار الحفناوى الى ان ضباط الشرطة المتهمون وافقوا على إقامة المباراة رغم الظروف التى أحاطتها والمعلومات التى تأكدت من اعتزام المتهمين قتل المجني عليهم الا انهم انتهزوا فرصة الأحداث التى تمر بها البلاد،واستتروا وراء مسلسل الانفلات الأمني الهابط و تزرعوا بالظروف القهرية وارتكبوا جريمتهم غير عابئين بما أقسموا تاركين رسالة للكافة واضحة المعاني بأن هذا هو مصير من تسول له نفسه التعدى على ضباط الشرطة بل وعلى أي فرد من أفرادها فى حين أن غيرهم من أقرانهم الذين ينتمون إلى جهة عملهم يربئون بأنفسهم عن تلك الصغائر ويؤدون أعمال وظيفتهم على أكمل وجه دون أحقاد أو ضغائن ويؤثرون الآخرين على أنفسهم مهما أساءوا لهم بل و يقدمون أرواحهم فداءا لهم و فداءا لوطنهم و يكفى أن يعلم الجميع أنه قد استشهد منهم فى الستة أشهر الاخيره سبعة و ثلاثين من خيرة أبناء الوطن وطالب ممثل النيابة معاقبة المتهمين بأقصى عقوبة لكونهم قد أساءوا لمهنتهم وبلدهم ومجتمعهم ودينهم .. أشار ممثل النيابة الى إن المتهمين روعوا الآمنين وبثوا الرعب فى نفوسهم وسعوا فى الأرض فسادا ظانين أنهم بمنأى عن العيون كل العيون ونسوا من يعلم خائنة الأعين وما تخفي .
 
وصف المستشار الحفناوى الجريمة بانها فجة .. أدمت قلوب المصريين جميعاً وعمت بها مشاعر الحزن والأسى ربوع البلاد و التى بسببها باتت الأحزان سمه لا تنفصل عن واقعنا بوقائعها المريرة لانها جريمه يتابعها العالم بأسره لما كشفت عنه من بشاعة وفداحة الجرم الذى ارتكبه المتهمون بقلوب ملأها الحقد والعنف والكراهية وكانت مثالا للظم والطغيان والخسه والعدوان مما انهارت معها كافة القيم الاخلاقيه التي هي عماد المنافسات الرياضية لأنه في الأول من شهر فبراير عام 2012 أبي الشيطان أن يكون الأمن والأمان هما السائدان فيه فجند بعضاً من جنوده وهم المتهمون ليجعلوا الفزع والهلع هما المخيمان عليه .
 
فبداية المأساة حينما تحدد موعد إقامة مباراة كرة القدم بين فريقي النادي المصري والنادي الأهلي فى الدوري العام وموافقة مدير أمن بورسعيد والقيادات الأمنية من المتهمين على إقامتها رغم الظروف التى أحاطتها و علمهم اليقيني بالخطورة الداهمة التى تسيطر على أجواء هذه المباراة والذي قام على إثره مشجعي الفريقين من الالتراس بالتراشق بالألفاظ والعبارات النابية عبر مواقع التواصل الاجتماعي وقام مشجعو روابط التراس المصري بتهديدهم بالقتل انتقاماً منهم لوجود خلافات سابقة بينهما وللقضاء على ظاهرة التراس أهلاوي و تجمع حزب الشيطان من قادة تلك الروابط واتفقوا جميعا على قتل المجني عليهم وسرقة ملابسهم ومتعلقاتهم والأدوات التى يستخدمونها فى التشجيع أيا كانت النتائج وأعدوا عدتهم بحشد أعداد غفيرة منهم والاتفاق معهم على ذلك المخطط مستعينين بالمسجلين الخطرين على الأمن العام ومن لهم خبرة فى مجال الإجرام ثم قاموا بشراء كميات كبيرة من الأسلحة البيضاء والألعاب النارية لاستخدامها فى تحقيق غرضهم المنشود وفى يوم المباراة توجه المجني عليهم إلى محافظة بورسعيد ولم يخطر ببالهم للحظة واحدة أن تلك المباراة سوف تكون أخر مباراة يحضرونها ولم يخطر ببالهم أيضا أنهم سوف يقفون أمام إعصار من الحقد والعنف والكراهية كما أنه لم يخطر ببالهم أن استاد بورسعيد سوف يشهد مثواهم الأخير و أن الأنشودة التي تغنت بها روابط الالتراس البورسعيدي على مواقع التواصل الاجتماعي سوف يتم تنفيذها والتى جاء نصها (يا اللى رايح بورسعيد إكتب لامك وصيه علشان هاتموت أكيد و ما لكش ديه ) فلقد بدءوا رحلتهم من محافظة القاهرة إلى محافظة بورسعيد بالهتاف مستبشرين بالنصر لفريقهم ثم ذاقوا الأمرين بدءا من رشقهم بالطوب والحجارة على طول طريقهم ثم إنزالهم قبل محطة بورسعيد بأربعين كيلو مترا لتغيير خط سيرهم لعلم المتهمين من قيادات الشرطة- علماً يقينياً - بما أضمر للمجني عليهم من عدوان وتربص فى مواقع عدة للقضاء عليهم ثم إقلالهم بمركبات إلى داخل إستاد بورسعيد ورشقهم بالطوب والحجارة وأخيرا دلوفهم الى المدرج الشرقي المخصص لهم ظانين ان ذلك المدرج هو ملجأهم من تلك الصعاب.

و لم يكن فى علمهم أنه هو الشرك المعد لإزهاق ارواحهم بداخله و من ناحية اخرى كان باقي المتهمين يقومون بمساعدة منفذي الجريمة على تنفيذ مأربهم بعد علمهم اليقيني بعزمهم على ارتكابها وذلك بالسماح لهم بالدلوف إلى الإستاد دون تفتيش لإدخال ما بحوزتهم من العاب نارية وأسلحة بيضاء بكافة أنواعها كما أنهم مكنوا المتهمين من المسجلين الخطرين على الأمن العام من الدلوف إلى مضمار الملعب والمدرجات المخصصة لمشجعي النادي المصري بحجة تأمين المباراة كلجان شعبيه ولم يكتف بذلك المدير التنفيذي للنادي المصري محسن شتا وهو المتهم الحادى و السبعون  بل وتعمد – في سابقة هي الأولى من نوعها في مباريات الناديين ادخال المتهمين بالمدرج الملاصق لمدرج المجني عليهم حتى يسهل الانقضاض عليهم بعد نهاية المباراة  فلقد سمح بإدخال رابطة السوبر جرين بالمدرج البحرى القريب من المدرج الشرقى المتواجد به المجنى عليهم معتمدا على أنه صاحب القول الفصل و المرجعيه فى هذا الشأن لكونه الأب الروحى للنادى المصرى و المدير التنفيذى له فضلا عن أن له سطوه بين هذه الاوساط كما أنه فتح بوابات دخول جماهير النادي المصري بالإستاد على مصراعيها لتزداد أعدادهم بغض النظر عن سعتها الرسمية التى لا تسمح بذلك العدد الكبير والتى زادت عليها بستة ألاف شخص من العناصر الاجراميه اللذين كانوا قابعين بالمدرجات ينتظرون اللحظه المناسبة لبث سمومهم و إظهار نزعاتهم الإجرامية و إمعانا فى الغدر استعان مشرف أمن النادى المصرى محمد صالح الشهير بالبرنس وهو المتهم الثانى و السبعون بالمزيد و المزيد من العناصر الاجراميه.

و سمح لهم بالدلوف إلى مضمار الملعب لارتكاب جريمتهم و علل تواجدهم بأنهم أصحاب سطوه على الجمهور متذرعا بالضعف الامنى و عدم القدره على منعهم من التعدى خشية بطشهم  وما أن بدأ المجني عليهم فى التشجيع حتى قام المتهمون من مشجعي التراس المصري بإثارتهم واستفزازهم بعبارات وألفاظ وهتافات عدائية تهديداً ووعيداً لهم معلنين رغبتهم فى قتلهم رافعين لافتة مدون عليها باللغة الإنجليزية موتكم هنا ثم قاموا بإطلاق الألعاب النارية صوبهم وصوب لاعبي النادي الأهلي أثناء قيامهم بالإحماء وذلك لممارسة البلطجة والترويع وإدخال الرعب فى نفوسهم وفى أثناء المباراة نزل بعض المتهمين  إلى ارض الملعب في إشارة واضحة منهم عن نيتهم فى الإيذاء ولم يتخذ المتهمون من رجال الشرطة أية إجراءات رادعة ضدهم بل كان رجالهم يربتون على أكتافهم مكتفين بإرجاعهم إلى مدرجاتهم وذلك بتعليمات صريحة من مدير الأمن ودون اعتراض من الآخرين وما قصد من ذلك سيدى الرئيس سوي إدخال الأمان و الطمأنينة فى نفوسهم حتى يقدموا على جريمتهم بكل جرأة وعدم اكتراث وبين شوطي المباراة قام المتهمون بإطلاق المزيد والمزيد من الألعاب النارية و الطوب و الحجارة صوب المجنى عليهم ولم تتخذ معهم أية إجراءات رادعه أو تدابير للحيلولة بينهم و بين ذلك مما دعاهم إلى النزول بأعداد كبيرة إلى مضمار الملعب حاملين فى أيديهم أسلحة بيضاء والعاب نارية متجهين بها إلى المجني عليهم لإيذائهم على نحو ما شاهدنا جميعا وبدأ الشوط الثاني وأثناءه ظلوا منتظرين بمدرجاتهم مترقبين نهاية المباراة أيا كانت نتيجتها لتنفيذ مأربهم الحقير و استعدوا لتنفيذ جريمتهم فارتدى البعض منهم الزى المميز لرابطتهم و المميز لأفعالهم و المكتوب علية من الامام عبارة عقليه حربيه ومن الخلف أحفاد 56 فهذه العبارات ظنوا واهمين أنها شعار رابطتهم التى انضموا إليها فى حين أن شعارهم الحقيقى هو الحرب والعدوان و دستورهم هو السرقه و إزهاق الأرواح ذلك الدستور الذى تقطر مبادئه دماءا  و يستحل الروح إزهاقا  دستورا لا يعرف شيئا عن معانى الإنسانيه بعيدا كل البعد عن الروح الرياضيه فمن العار عليهم سيدى الرئيس أن يظنوا أنهم من أحفاد 56 لان أجدادهم البواسل قد استخدموا العقلية الحربية في أمن مصر و سلامة أراضيها و ليس فى إزهاق الأرواح و سلب الأموال و قد حرصت النيابة العامه على تقديم ذلك الزى كحرز من أحراز القضية ليكون خير دليل على دموية أفكارهم و فساد معتقداتهم و انحراف سلوكهم.

 وما أن أطلق الحكم صافرة النهاية حتى اندفعوا جميعا إلى ارض الملعب عبر البوابات الفاصلة محطمين إياها متجهين إلى مدرجات المجني عليهم وبحوزتهم الأسلحة البيضاء والأدوات التى أعدوها للفتك بهم و كانوا يتسابقون فيما بينهم عدوا للوصول سريعا الى المجنى عليهم و كأنهم ذئاب بشريه يسيل اللعاب بين أشداقها تعطشا لافتراس ضحيتها تلك الضحية التى كانت تفر خوفا و رعبا و هلعا و كأنها شاهدت ملك الموت متجسدا فيهم  ثم صعدوا إلى مدرجاتهم بعد أن أفسح لهم المتهمون من رجال الشرطة الطريق عمدا حتى تصبح الضحايا لقمة سائغة لهم وما أن أصبحوا في متناول أيديهم حتى قاموا بضربهم وطعنهم بكل حقد وكراهية مطبقين عليهم بالأسلحة الفتاكة  بلا هوادة أو رحمة وكأنهم متعطشين إلى دمائهم التى طالما اشتاقوا إليها فأحدثوا إصابة المئات منهم أما الباقون فلقد حاولوا الفرار للنجاة بأرواحهم فمنهم من هرع إلى اعلي المدرجات فى سبيل الوصول إلى أي مخرج للنجاة إلا أن المتهمين جماعات كانوا يتعقبونهم فرادى ويقومون بحملهم وإلقائهم من أعلى المدرج إلى خارجه بلا رحمة ومن ارتفاع كبير مما نتج عنه ارتطامهم بالأرض وتهشم عظامهم ومفارقتهم للحياة ومن المجني عليهم الطفل الذي لا يقوي على الفرار لضعفه  فكان يستعطفهم ليرحموه ويبكي لهم ويقبل أيديهم ليتركوه إلا أن قلوبهم كانت قد قست نعم قد قست فلقد قتلوهم بدم بارد وسرقوا أموالهم بكل خسة ودناءة ولم يرحموا ضعف قوتهم وصغر سنهم وقلة حيلتهم فهان أمرهم عليهم فليكن ألان أمرهم عليكم أهون ومن المجني عليهم سيدي الرئيس من هرع إلى الممر المؤدي إلى بوابة الخروج ظانا أنها مفتوحة كما كانت منذ بداية المباراة ولم يكن في مخيلته مطلقا أنه تم إغلاقها و بأيدى   رجال الشرطه فتلحقهم المتهمون مطاردين ولروحهم باغين لعلمهم مسبقا  بغلق الأبواب ولعلمهم بوجود فريق آخر منهم يحاصرهم من الجهة المقابلة لها مزودين بالأسلحة والأدوات الكافية لقتل المجني عليهم وبذلك لم يتركوا لهم أي سبيل للنجاة فلقد قاموا بمحاصرتهم من خارج وداخل البوابة حال تواجدهم فى مساحة صغيرة لا تتناسب مع أعدادهم وقاموا بضربهم من الداخل والخارج بكل ما أوتوا من قوة ولم يكتفوا بذلك بل أمطروهم بوابل من الشماريخ الملتهبة والحارقة بطريقة منظمة ومتوالية حتى يختنقوا من أدخنتها مستغلين تدافعهم وكثرة عددهم فى تلك المساحة فكان الجحيم بعينه الجحيم الذي سوف يذيقهم الله إياه يوم تقوم الساعة وليتأكدوا سيدي الرئيس من تنفيذ مأربهم أطبقوا عليهم داخل الممر بالأسلحة والأدوات التى كانت بحوزتهم فأزهقوا أرواح أكثر من سبعين شهيداً وأصابوا المئات من المجني عليهم.

تلك الأعداد سيدى الرئيس التى قد تفوق اعداد القتلى فى بعض المعارك الحربيه فهذا يدل على عدم تكافؤ المعركه و على بشاعة المتهمين و قسوتهم لانه لم تردعهم توسلات المجنى عليهم وبكائهم ونحيبهم بل أمعنوا فى غيهم بكل قسوة وجبروت  فما كان من المجني عليهم فى تلك اللحظة إلا أن توسلوا لرجال الشرطة المتواجدين خارج البوابة لمساعدتهم إلا أنهم امتنعوا عمدا عن نجدتهم مع قدرتهم على ذلك مما نتج عنه ازدياد التدافع لكثرة الإعداد المتواجدة بالممر ذلك المشهد الذى حمل شابا فى مقتبل عمرة هو الشهيد/ يوسف حمادة الذى كان متواجدا خارج البوابه  على الاندفاع نحوهم بكل طاقته تلبية لنداء المجنى عليهم المتواجدين داخلها غير عابئ بالخطورة الداهمة التى تحيط به وكأنه يستشرف قول الشاعر " إذا لم يكن من الموت بد فمن العار أن تموت جباناً " ولسان حاله يقول لرفاقه حياتي ليست اغلي من حياتكم ولسوف أضحى بها فداءا لنجدتكم فلقد ظن البطل بسمو خلقه هذا أن بمكنته إنقاذ المجني عليهم من ذلك الجحيم بتحطيمه البوابة الحديدية بكلتا يديه فحاول تحطيمها بالفعل بكل ما أوتى من قوه إلي أن بزغ قبس من رحمة الله فإذ بالبوابة الحديدية تغادر الحائط من قراره وتسقط عليه ومن فوقها رفاقه ليكتب الله لهم النجاة من الموت المحقق ويكافئه الشهادة و كأنه سبحانه و تعالى يقول لنا سوف أسترد و ديعتى التى ضحت بروحها و دمائها فى سبيل إنقاذ أرواح و دماء الأبرياء فأنتم لا تستحقون أن يعيش بينكم مثله و ترك لنا أمثال الدنف والماندو و الشيطان وحسيبه والموءه والحرامي ومن هم على شاكلتهم رحمك الله يا يوسف و رحم رفاقك من الشهداء وأسكنكم فسيح جناته ووهب لكم جنة الخلد واعلي درجات الشهداء والقديسين.
سيدي الرئيس عودة بنا إلى مسرح الجريمة فبعد أن سقطت البوابة الحديديه  وانفرج باب الرحمة الوحيد للخلاص من زبانية جهنم هرع الكثير من المجنى |عليهم إلى ارض الملعب لإسعافه أما الباقين منهم  فلقد كتب الله لهم الشهادة .
 
ولم يكتف المتهمون بما أزهقوا من أرواح و اعتداءات سيدي الرئيس بل قاموا بإتلاف وتخريب أي شيء يرونه داخل الإستاد إما لاستخدامه في التعدي  وأما إمعانا فى الأذى واستمروا في غيهم غير عابئين بالجرم الذي أتوه ومدي مخالفته لشرع الله والقانون وقاموا بسرقة المجني عليهم بالإكراه وتحت تهديد السلاح للاستيلاء على ملابسهم ومتعلقاتهم وأموالهم ثم أعلنوا عن انتصارهم فى تلك المعركة متباهين بإزهاق الأرواح وسلب الأموال وعقب ذلك انسحبوا جميعا من المدرج بطريقة منظمة و متفق عليها معتمدين على قطع التيار الكهربائى عن الإستاد بمعرفة المتهم الأخير فاستطاعوا الفرار بفعلتهم من وجه العدالة ولكن الله كان لهم بالمرصاد وتم ضبطهم لينالوا جزاء ما اقترفت يداهم فى الدنيا و الاخره مصداقا لقوله تعالى
 
بسم الله الرحمن الرحيم
و من يقتل مؤمنا متعمدا فجزاءه جهنم خالدا فيها و غضب الله عليه و لعنه و أعد له عذابا عظيما
صدق الله العظيم بسم الله الرحمن الرحيم
إِنَّمَا جَزَاءُ الَّذِينَ يُحَارِبُونَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَيَسْعَوْنَ فِي الْأَرْضِ فَسَادًا أَنْ يُقَتَّلُوا أو يُصَلَّبُوا أو تُقَطَّعَ أَيْدِيهِمْ وَأَرْجُلُهُمْ مِنْ خِلَافٍ أو يُنْفَوْا مِنَ الْأَرْضِ ذَلِكَ لَهُمْ خِزْيٌ فِي الدُّنْيَا وَلَهُمْ فِي الْآخِرَةِ عَذَابٌ عَظِيمٌ 
صدق الله العظيم
و بعد إعلان الفريق الأول من المتهمين انتصاره فى هذه المعركة أعلن الفريق الثانى انتصاره هو الأخر لنجاحهم فى تمكينهم من تنفيذ جريمتهم دون عائق وعلى أكمل وجه بسماحهم لهم بالدلوف إلى الإستاد وبحوزتهم الأدوات والأسلحة اللازمة لقتل المجني عليهم دون تفتيش بعد أن اتخذوا قرارا جماعيا بتعمد عدم ضبطها كما أنهم سمحوا بوضع العديد منها بالغرفة المخصصة لمشجعي التراس المصري أسفل المدرج الغربي وذلك قبل المباراة لاستخدامها فى الواقعه ، كما أنهم تعمدوا عدم توفير الحماية للمجني عليهم بالمدرجات أثناء هجوم المتهمين عليهم رغم علمهم بذلك كما أنهم تعمدوا إفساح الطريق للمتهمين من جماهير المصري لصعودهم للمدرجات المخصصة للمجني عليهم بل وتركوهم يفعلون بهم ما يشاءون ولم يكتفوا بذلك  بل قام المتهم ألعقيد محمد محمد محمد سعد بإغلاق باب الخروج من ذلك المدرج قبل نهاية المباراة وهو باب الرحمة الوحيد أمام المجني عليهم من ذلك الطوفان الجامح حتى يتمكن المتهمون منهم بعد أن قام مدير الأمن بإصدار قرار قبل المباراة بإغلاق باقي الأبواب الخاصة بالخروج من المدرج الشرقي حتى لا يستطيع المجني عليهم النجاة بأرواحهم كما قام الباقون منهم بتعمد ترك محل خدمتهم بالمدرج لأسباب واهية تسهيلا للكارثة القادمة لا محالة مما مكن المتهمون من محاصرتهم من كل جانب وارتكاب جريمتهم. كما أعلن المتهم الأخير / توفيق ملكان طه صبيحة انتصاره هو الأخر فى تلك المعركة بتمكينه للمتهمين من ارتكاب جريمتهم بتعمده قطع التيار الكهربائي عن الإستاد فى ذروة الأحداث مع علمه اليقينى بوقوعها مخالفا بذلك تعليمات رئيسه فى العمل / محمد يونس سعد  ليمكن المتهمين من الإجهاز على المجني عليهم و الفرار دون تعقبهم أو رؤيتهم فلقد حملوا عصى مضيئة ليستطيعوا من خلالها رؤية المجني عليهم وتمييزهم للقضاء عليهم معتمدين على كثرة عددهم وقوتهم وما لديهم من أسلحة فتاكة التى بها اسقوا المجني عليهم من كأس المر موتا فحق عليهم أن يسقوا من نفس الكأس ليكن الجزاء من جنس العمل وهاهم المتهمين ماثلين أمامكم مدحورين منكسي الرأس وذلك بعد ان تخلي عنهم الشيطان  . 
"
تلك النهاية المأساوية هي خاتمة واقعاتنا المتلاحقة التي وان نمت عن شيء فهي تنم عن الخطورة الإجرامية التى تأصلت فى نفو

More Delicious Digg Email This
Facebook Google My Space Twitter