كتب – روماني صبري
اختتم في بغداد مؤتمر دول جوار العراق الذي اعتبر حدثا تاريخيا مهما لأنه استطاع جمع قوى مختلفة بينها أزمات، وقال وزير الخارجية العراقي إن اجتماع بغداد سيستمر ويكون نموذجا لاجتماعات مقبلة، وعبرت الوفود المشاركة عن دعمها لاستقرار العراق وأمنه وسيادته وعن ضرورة تجاوز الخلافات الثنائية ورفض التدخل في شؤون دول المنطقة، كما شهد الاجتماع لقاءات بين مصر وقطر ومصر والإمارات، فما الذي تحقق في مؤتمر بغداد للعراق ودول المنطقة؟، وما الذي يمكن ان نقول انه تحقق في قمة بغداد ؟.
بعث العراق رسالة اطمئنان للدول
وقال باسل الكاظمي محلل سياسي :" هذه القمة حالة اسثنائية مقارنة باي قمة سابقة في بغداد، ونقلت هذه القمة رسالة واضحة الى الكثير من البلدان ولا ننسى المحور العربي الذي كان يتحدث دوما وتكرارا بان العراق محصور بزواية ضيقة او تابع الى هذه الدولة او تلك الدولة ومعزول عن المحور العربي.
مضيفا عبر تقنية البث المرئي لفضائية "روسيا اليوم"، اما بهذه القمة فقد اثبتت حكومة الكاظمي وسياستها بانها تختلف عن الحكومات السابقة، حكومة الكاظمي تقول نحن على مسافة واحدة مع جميع البلدان، ولا يمكن ان نقترب من دولة ونبتعد عن اخرى.
لافتا :" لاحظنا تحت قبة هذه القمة وعلى طاولة واحدة قد جلس الجانب الايراني، الاردني، السعودي، الفرنسي، كل هذه البلدان جلست تحت طاولة واحدة، فهذه تعتبر من اهم النقاط والرسائل التي نقلتها بغداد.
مشيرا :" بغداد اردات ان تنقل رسالة اطمئنان بان العراق اليوم يختلف على ما كان عليه في السابق، بان العراق اليوم فاتح ذراعيه لكل هذه البلدان، بان العراق يعود الى حاضنة الدول العربية.
وواصل :" هذا ما جانب، من جانب اخر نتحدث حول العلاقات المشتركة بمسالة الجانب الاقتصادي والشراكة، وبغداد بحاجة الى فتح قنوات جديدة مع الكثير من الدول.
لماذا غابت الولايات المتحدة ؟
ما تقييمك لهذه الجهود التي بذلها العراق لحلحة الازمات بين دول المنطقة؟، وردا على هذا السؤال قال اللواء سمير راغب / خبير عسكري واستراتيجي، اتفق مع باسل الكاظمي حين قال ان القمة بها جزء ايجابي وغير مسبوقة.
مستطردا :" فكرة ان تجمع 9 دول منهم دول صديقة، لكن كون ان يجتمعوا تحت سقف واحد وعلى مائدة واحدة بحضور الطرف الفرنسي، دا شيء ممتاز.
لافتا :" عسكت القمة عودة العراق الى الحاضنة العربية مع عدم الاخلال بعلاقاتها الاقليمية، ويحق لبغداد ان تدير علاقاتها كما تشاء، فكرة العراق كدولة وطنية مهمة لكن مهمة لينا، وعودة العراق كاحد دوائر صناعة واتخاذ القرار العربي كما كان ما قبل الازمات التي تعرض لها.
لافتا :" يبحث الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون عن دور لفرنسا منفصل عن الدور البريطاني كون بريطانيا خرجت من الاتحاد الاوروبي، وكذا عن الدور الامريكي.
موضحا :" منطقة الشرق الاوسط منطقة مصالح بالنسبة لفرنسا، سواء ما يتعلق بالشق الافريقي بمناطق الساحل والصحراء، ما يتعلق باستثمارات فرنسية وغاز شرق المتوسط، وعلاقات فرنسية متميزة مع مصر.
اليس غريبا ان تشارك فرنسا وتغيب الولايات المتحدة عن القمة؟، ولفت راغب :" الولايات المتحدة مشغولة بما يحدث في افغانستان، مشغولة بفكرة الانسحاب من المنطقة وسوف تنسحب من العراق ومن بقايا قليلة في سوريا.
وراى راغب :" لن يحدث اعادة تموضع، والدليل سرعة الانسحاب الامريكي من افغانستان رغم الخسائر والهزائم، والراي العام الامريكي ليس لديه شهية في سماع اي شيء متعلق بهذه المنطقة."
والتقى الرئيس عبد الفتاح السيسي ، في العاصمة العراقية بغداد، مع السيد مصطفى الكاظمي، رئيس وزراء العراق، الذي أكد على تقدير بلاده للجهود المصرية الداعمة للشأن العراقي على كافة الأصعدة، والتطلع لتعزيز أطر التعاون مع مصر، سواء على المستوى الثنائي أو في إطار آلية التعاون الثلاثي مع الأردن، وذلك للاستفادة من تجربة النجاح المصرية الملهمة على صعيد بناء مؤسسات الدولة وتحقيق التنمية المستدامة والمشروعات القومية ونقلها إلى العراق، خاصة في مجال البنية التحتية والطاقة الكهربائية، فضلا عن تعزيز مجالات التعاون الاقتصادي والتجاري والاستثماري، مع تثمين الدور المصري الداعم للعراق.