د. جهاد عودة
يمارس الإسلام الشيعي في أفغانستان من قبل أقلية صغيرة من السكان . تشير التقديرات إلى أن عددها يبلغ 10٪. شيعة أفغانستان هم في الأساس الإثنا عشرية ، بينما أقلية من الإسماعيلية .غالبية الشيعة في أفغانستان هم من الإثنا عشرية ، في المقام الأول من عرق الهزارة . جزء صغير من شيعة أفغانستان هم من الإسماعيليين النزاريين . يشمل هؤلاء السكان العديد من المتحدثين بلغة بامير في الجزء الشمالي الشرقي من البلاد (في الغالب في مقاطعة بدخشان المتاخمة لطاجيكستان ). مقاطعة بجلان هي أيضا موطن لطائفة الإسماعيلية وقائدهم سيد منصور نادري وابنه سيد جعفر نادري. أثناء الحرب السوفيتية الأفغانية ، دافع حوالي 10000 من رجال الميليشيات الإسماعيلية عن معقل بجلان الإسماعيلي. لقد عقدوا صفقة مع السوفييت بعدم مهاجمتهم ، لكنهم دعموا المجاهدين لوجستياً . في عام 2003 ، ورد أنه على عكس الجماعات الإسماعيلية الأخرى في المنطقة وفي جميع أنحاء العالم ، لم يذعن الإسماعيليون بجلان للزعيم الروحي للإسماعيليين في جميع أنحاء العالم ، الآغاخان .
هذا وقد اتهم مسؤولون في الحكومة الأفغانية 19 يوليو جمهورية إيران الإسلامية بـ "التآمر والتحريض على الفتنة والترويج للحرب" في أفغانستان. .وجاء الاتهام في أعقاب نشر مقال في صحيفة الجمهورية الإسلامية الإيرانية المحافظة نشر أنباء عن ظهور جماعة سياسية جديدة في أفغانستان تسمى ، بشكل غريب بالعربية ، الحشد الشيعي [الحشد الشيعي]. اسم الجماعة مشابه لميليشيا موالية لإيران في العراق تُدعى الحشد الشعبي. يركز المسؤولون الأصوليون الإيرانيون على كلمة "الباسيج" التي تميز الميليشيا الإيرانية المرتبطة بالحرس الثوري الإيراني والتي تسمى الباسيج ، والتي غالبًا ما تستخدم لقمع المتظاهرين.نشرت صحيفة "جمهوري إسلامي" ، التي مولها علي خامنئي عام 1979 عقب انتصار الثورة الإسلامية في إيران ، عدة مقالات تحذر المسؤولين الإيرانيين من عودة ظهور طالبان في أفغانستان خلال الأسابيع الماضية.وكتبت الصحيفة أن "الحشد الشيعي صعد لمواجهة إرهابيي طالبان" ، مضيفة أن طالبان صعدت من هجماتها على مدن مختلفة وأخذت ما لا يقل عن 50 بلدة أفغانية أخرى تحت سيطرتها خلال الأسابيع الماضية ".
ونقلت الصحيفة الإيرانية عن قائد الميليشيا سعيد حسن الحيدري قوله في أول خطاب علني له: "سأأمر الجماعات الشعبية بالقتال إلى جانب القوات الحكومية للدفاع عن وطننا بنفس الطريقة التي دافعت بها عن ملاذ جدي الأكبر. الإمام علي [أول أئمة الشيعة الاثني عشر]. "يقول قاسم ففايزاده ، رئيس وزارة الإعلام والثقافة الأفغانية: "بهذا النوع من المؤامرة تجعل إيران الحرب في أفغانستان أكثر تعقيدًا من خلال استفزاز الناس وخلق تهديدات أمنية ، لكن هذا الحريق سيحرق إيران أيضًا". وشدد فافي زاده على أنه "لا مكان في أفغانستان لمثل هذه الجماعات المرتزقة التي تعمل كدمى للأجانب ".في غضون ذلك دعا شاه حسين مرتضوي مستشار الرئيس الأفغاني عبد الله غني الصحيفة الإيرانية اليومية إلى "وقف مآسيها" ، وأوضح أن إيران تصور حركة طالبان بشكل جيد وفي نفس الوقت تشن الفتن في أفغانستان. ومن المفارقات أن جمهوري إسلامي انتقد المسؤولين الإيرانيين لتعبيرهم عن دعمهم لطالبان وتصوير الجماعة في صورة جيدة.في غضون ذلك ، أكد مرتضوي أن أفغانستان لن تكرر تجربة سوريا واليمن والعراق ولبنان وأن الفتنة الإيرانية ستفشل. منظمة حشدتها إيران للقتال في الحرب الأهلية السورية ، وفي تطور آخر اتهم مستشار سابق للرئيس الأفغاني الصحيفة الإيرانية بـ "الكذب" ، وقال إن الأفغان أذكياء ولن يقعوا في أيدي إيران المخادعة. كما كشف مستشار الحكومة السابق ، عبد علي محمدي ، أن الاسم الحقيقي لقائد الجماعة الموالية لإيران هو السيد حسن صفائي بلخي وأنه على الأرجح في بلخا وليس كابول حيث تدعي الصحيفة الإيرانية أنه مقره. وطالب صفاي بلخي بتقديم شكوى ضد الصحيفة الإيرانية وتبرئة اسمه. خلال الأسابيع الماضية ، زعمت صحيفة يومية أخرى ممولة من قبل خامنئي في مقالاتها حول تقدم طالبان في مدن مختلفة أنه في هذه العمليات لم يكن هناك أي أثر لجرائم مخيفة مثل جرائم داعش. كما زعمت الصحيفة أن طالبان لم تقل شيئًا ضد الشيعة في أفغانستان وأن "طالبان التي نراها اليوم تختلف عن طالبان التي كانت تقطع رؤوس الناس".
كما اقال وزير الخارجية المقترح لحكومة رئيسي يؤكد فى 22 اغسطس 2021 دعم الميليشيات التابعة لإيران في المنطقة. أكد حسين أمير عبداللهيان، الوزير المقترح للخارجية الإيرانية، أن دعم الميليشيات التابعة لإيران في المنطقة هو أحد برامجه الرئيسية. وأضاف: "سندعم حلفاءنا وجبهة المقاومة بكل فخر". وخلال جلسة النظر في أهليته بالبرلمان الإيراني، أعلن أمير عبداللهيان أن "جماعات المقاومة أنشئت بهدف استتباب الأمن المستدام في المنطقة، وأنها تتمتع بطاقات كثيرة أخرى إضافة إلى توفير أمن المنطقة"، مضيفًا: "نسعى إلى إرساء سلوك المقاومة الدولي في غرب آسيا".يشار إلى أن حسين أمير عبد اللهيان كان نائب وزير الخارجية في حكومة محمود أحمدي نجاد للشؤون العربية، وبعد عزله عام 2017 على يد محمد جواد ظريف، كتبت وسائل الإعلام الإيرانية أنه كان مقربًا من فيلق القدس التابع للحرس الثوري الإيراني. كما قال أمير عبد اللهيان في كلمته، اليوم الأحد، إنه لن يربط وزارة الخارجية بالاتفاق النووي، وإن المفاوضات بشأن الاتفاق النووي في حكومة رئيسي لن تكون "استنزافية"، وستخدم مصالح الشعب الإيراني. من جهته، أكد محسن علي زاده، النائب عن مدينة سبيدان، تصريحات عبداللهيان. وقال إن الخارجية يجب أن تتحول من وزارة الاتفاق النووي الفاشل إلى وزارة ثورية. كشفت صحيفة "جمهوري إسلامي" الإيرانية المقربة من معسكر التيار المتشدد، الإثنين، عن ظهور جماعة مسلحة في أفغانستان مدعومة من طهران على غرار ما حصل في العراق بعد سيطرة تنظيم داعش على مساحات واسعة عام 2014 بعد فتوى المرجع الشيعي علي السيستاني. وقالت الصحيفة، في تقرير لها، إن الجماعة الأفغانية تحمل اسم "الحشد الشيعي"، وإنها ظهرت في العاصمة كابول وتستعد لقتال حركة طالبان التي باتت تسيطر على أجزاء من مناطق أفغانستان بعد انسحاب القوات الأمريكية والأجنبية من البلاد. وأشارت الصحيفة إلى أن قائد هذه الجماعة يدعى حسن الحيدري الذي قاد جماعات مسلحة في العراق، مضيفة أن "قوات فيلق فاطميون لم يدخلوا مرحلة التعبئة العامة ضد طالبان". وفيلق فاطميون مليشيات مسلحة أسسها الحرس الثوري عام 2013 وقاتلت هذه الجماعة في سوريا ضد المعارضة. وأول من قاد مليشيات فاطميون القائد العسكري الأفغاني علي رضا توسلي وتم قتله في معارك بمدينة درعا عام 2015، وهو مقرب من قائد فيلق القدس السابق قاسم سليماني الذي قتل في العراق مطلع العام الجاري بطائرة أمريكية مسيرة. وبحسب التقرير الرسمي لمسؤولين إيرانيين، فقد بلغ عدد القتلى الفاطميين في سوريا عام 2018 أكثر من ألفي قتيل، وبلغ عدد الجرحى أكثر من ثمانية آلاف شخص، فيما قال مسؤولون أفغان إن عدد الضحايا أعلى بكثير مما تعلنه طهران.فيما قال مسؤولون في مليشيات فاطميون إن عناصر هذه الجماعة يبلغ قرابة 80 ألف شخص أفغاني شاركوا في سوريا. وقد أغرت إيران اللاجئين الأفغان بالقتال في سوريا مقابل تقديم مساعدات مالية شهرية لهم ومنح عوائلهم إقامة قانونية في إيران. وترى الحكومة الأفغانية إن وجود مسلحي فاطميون سيدفع البلاد نحو حرب طائفية لتحقيق مصالح إيران، وطالبت كابول عدة مرات طهران بحل هذه الجماعة بوصفها جماعة طائفية.
علما انه فى سبتمبر 2020، أعلنت وزارة اللاجئين الأفغانية في بيان أن 81566 لاجئًا أفغانيًا عادوا من إيران، وبدأت الموجة الأولى لعودة الأفغان إلى بلدهم بعد انسحاب الولايات المتحدة من الاتفاق النووي وأعادت فرض العقوبات على طهران في عام 2018، الأمر الذي أغرق اقتصاد البلاد في أزمة عميقة وركود. نقلاً عن مسؤول كبير بوزارة الداخلية الأفغانية، أن طهران كانت تساعد مسلحي فاطميون السابقين الذين يعيشون في كابول ومنطقة باميان الشيعية. وبحسب المسؤول الأفغاني، فإن المسؤولين الإيرانيين "يقدمون الأسلحة والمال للأعضاء فاطميون الذين عادوا إلى أفغانستان ويقومون ببناء هيكل يمكن إعادة تعبئته بسرعة إذا لزم الأمر". كما نقلت وكالة الأنباء عن بعض أعضاء الفاطميين الذين عادوا الآن إلى أفغانستان قولهم إن العديد من الأفغان وصفوهم بـ "الخونة والإرهابيين" وأنهم يواجهون الاعتقال خارج نطاق القضاء.
لم تكن إيران طيلة السنوات الماضية تراقب الوضع في أفغانستان في صمت، بل كانت تعمل في الخفاء منذ سنوات على بناء ذراع عسكري قوي في أفغانستان وزيادة قوتها الناعمة في البلد الجار، لا سيما في ظل وجود مشتركات ثقافية وعرقية ولغوية وتاريخية ودينية بين البلدين. وزارة الخارجية الإيرانية وفيلق القدس بالحرس الثوري يعملان كذراع مكملة للسياسة، الوزارة تعمل على مد النفوذ الاقتصادي والثقافي علنا، بينما يقوم الفيلق بممارسة النشاطات العسكرية خلف الكواليس. مسؤولون أفغان صرحوا بأن إيران أرسلت مجموعات من القتلة ورعت جواسيس سرا واخترقت صفوف الشرطة والإدارات الحكومية خاصة في الأقاليم الغربية في أفغانستان، حتى أن القائد الأعلى لحلف شمال الأطلسي في أفغانستان آنذاك، الجنرال السير ديفيد ريتشاردز اكتشف أن إيران جندت مترجمه العريف البريطاني دانيال جيمس والذي حكم عليه بالسجن عشر سنوات لقيامه بإرسال رسائل مشفرة إلى الملحق العسكري الإيراني في كابول أثناء خدمته العسكرية في عام 2006.يبدو أن إيران باتت تجد هذه الأيام، في الساحة الأفغانية فرصة جديدة لتمديد نفوذها، زاعمةً بأنها تملك القوة والقدرة على إيجاد التوازن ضد حركة طالبان المتطرفة، وبالتالي الادعاء بفرض الاستقرار في البلاد.على مدى سنوات شكلت إيران ميليشيات “فاطميون” الأفغانية التي تتمتع بدعم مالي وعسكري كبير من فيلق القدس، ويقدر عددهم بحوالي 30 ألف وتم تدريبها وتجهيزها للقتال في سوريا، لكن الهدف كان أبعد من ذلك. فقد تصبح هذه الميليشيات رأس الحربة في التمدد الإيراني في أفغانستان، حتى أن وزير الخارجية الإيراني، اقترح علنا مشاركة ميليشيا فاطميون في مواجهة الانفلات الأمني في أفغانستان وهي التصريحات التي أثارت غضبا واسعا في صفوف الناشطين والساسة الأفغان.وقد تكون إيران مستعدة أيضا لاستجلاب دفعات أخرى من ميليشياتها في العراق واليمن ولبنان إلى أفغانستان إذا ما دعت الضرورة.، وتم أفسح المجال أمام إيران للتغلغل ونشر قواتها مستغلة الفراغ الأمني الذي أحدثه انسحاب الأمريكان. مسؤولون بالحكومة الأفغانية أكدوا على أن طهران تسعى لـ «التآمر وبث الفتنة وتأجيج الصراع» في بلادهم. قاسم وفائي زاده، المشرف في وزارة الاستخبارات والثقافة الأفغانية في تغريدة عبر تويتر، شدد على أن إعلان هذا الفصيل – الحشد الشعبي – هو نوع من المؤامرة، مشيراً إلى أن النظام الإيراني يخلق بهذه الخطوة، للحرب أبعاداً أوسع وأكثر تعقيداً. كما أضاف أن تأجيج التهديدات الأمنية ضد الشعب الأفغاني سيشعل نارا يصل لهيبها إلى إيران أيضا، وفق قوله. بدوره، وصف القائم بأعمال وزير الثقافة الأفغانية، محمد قاسم وفافي زاده، أعضاء جماعة «الحشد الشيعي الأفغانية»، خلال تغريدة، بأنهم «مرتزقة وأدوات للأجانب». وحذر قائلا: «التهديدات الأمنية ضد الشعب الأفغاني ستشعل حريقا يجتاح إيران». وترى الحكومة الأفغانية أن وجود مسلحي فاطميون سيدفع البلاد نحو حرب طائفية لتحقيق مصالح إيران، وطالبت كابول عدة مرات طهران بحل هذه الجماعة بوصفها جماعة طائفية. إيران تستخدم قوتها الناعمة ممثلة في مؤسسة الإمام الخميني الإغاثية التي تلعب دورا محوريا في نشر النفوذ الإيراني في أفغانستان حيث تجند ما يقرب من 30 ألف موظف للأعمال الإغاثية وتقدم المؤسسة دعما ماديا للمواطنين كسلف لبناء المنازل بالإضافة إلى الدورات التعليمية وتعمل المؤسسة على نشر الأفكار والآراء السياسية المناصرة للنظام الإيراني.