جمال رشدي يكتب
بعد ظهور نتيجة الثانوية العام منذ ايام قليلة، تباينت ردود الأفعال ما بين مؤيد ومعارض لما يتخذه وزير التعليم الدكتور طارق شوقي من تغييرات الهدف منها تحسين جودة التكوين الذهني والفكري للطالب بعيدا عن ثقافة التلقين والحفظ.
الجميع يؤدي رؤية الوزير في تغيير نهج التعاطي مع مكونات الطالب والانتقال بها إلى نهج البحث والابداع، ولكن لابد أن يكون هناك خطة شاملة لتكوين شخصية طالب قادر على التعاطي والتعامل مع اطروحات امتحانات الثانوية العامة رؤية وفكر الوزير، تبدأ تلك الخطة من صفوف الروضة ومن ثم مراحل ابتدائي وإعداد وثانوي، ومن ضمن بنود تلك الخطة الأساسية هو سطور منهج التعليم في كل المواد والأنشطة، فتاريخيا ما زال الطالب يدرس تاريخ الهزيمة والانكسار الخاص بفترات احتلال مصر المتنوعة، واقصي بطولات ذلك التاريخ هو مقاومة ذلك الاحتلال او التظاهر ضده،، ومن العجب ان وطن هذا الطالب يمتلك أعظم تاريخ حضاري عبر كل تاريخ الإنسانية، فأجدادنا الفراعنة سطروا للإنسانية كل ما هو عظيم من علوم وأخلاق انسانية،، والسؤال لماذا تتجاهل وزارة التعليم هذا التاريخ العظيم القادر على صناعة شخصية طالب منتصر متشامخ متسامح،، والتصميم على وضع تاريخ الاحتلال للمهزومين والمنكسرين والضعفاء،.
وبجانب ذلك هناك الكثير من المواد الأخرى التي تدرس عبر مراحل الدراسة لا تتضمن معطيات طريقة الفهم والبحث والتفكير،، بل جميعها تجبر الطالب على التلقين والحفظ الغير مفيد.
فان كنا جادين حقا في تطوير التعليم علينا اولا تطهير تلك الوزارة من الفكر الرجعي الممثل في الأخوان وأعوانهم لما يمتلكونه من نفوذ في كل جوانب الوزارة، ثانيا لابد تكوين لجان من خبراء التعليم وعلماء التاريخ القادرين علي وضع مناهج تعليمية قادرة على صناعة طالب عصري يسعى للبحث. الفهم والتفكير والابداع وذلك منذ مرحلة الروضة الي مراحل الثانوي العام.
ثالثا، يلزم ان تكون المدرسة متكاملة الأركان من حيث كثافة الفصل والملعب والمسارح والمعامل، رابعا،، وهذا الأهم صناعة تكوين معلم متكامل الشخصية علميا وثقافي ونفسيا مع الارتقاء بمرتبته المالية ليكون الأعلى في كل المستويات الوظيفية داخل الوطن مصر،، فذلك المعلم هو المعمل والمفرغة التي تنتج رئيس الجمهورية والوزير والمسئول وكل من يشترك في العمل بكل مجالات في الوطن.
خامسا، الدخول بالعملية التعليمية الي الإدارة الرقمية الحقيقية عن طريق وضع كل ما يخص المنهج والامتحانات رقميا.
اما الذي حدث في ثانوي عام هذا العام فقد أثر سلبيا على الكثير من الأسر المصرية،، لأنها كانت تجربة غير مكتملة الأركان،، فالطالب غير جاهز ثقافيًا أو علميا منذ نشأته للتعاطي مع طريقة الامتحانات.
فما زال الطالب وأسرته تمتلكهم ثقافة مترسخه عن الثانوية العام.. تلك الثقافة لا تحتاج إلى الصدمة للتعامل معها بل تحتاج إلى مرونة إدارية للتخلص منها على مراحل زمنية.
واخيرا اقول ان السيد وزير التعليم الدكتور طارق شوقي، رجل وطني يمتلك الرغبة في التغيير،، ولكن تلك الرغبة تحتاج إلى مقومات قوية تتضافر فيها كل مؤسسات الدولة لصناعة خطة تعليم شاملة متكاملة عبر كل المراحل ليقودها هذا الوزير الكفء النشط.