( 1937- 2021 )
إعداد/ ماجد كامل
خرجت علينا وسائل التواصل الاجتماعي يوم 18 أغسطس 2021 بخبر مؤلم وحزين هو وفاة الطبيب المصري العالمي الدكتور فوزي اسطفانوس ؛ والدكتور فوزي اسطفانوس هو واحد من أقباط المهجر الذين حققوا شهرة عالمية في مجال تخصصهم الأصلي وهو التخدير ؛ وهو كذلك قام بأعظم خدمة للتراث القبطي من خلال دعوته لتأسيس "مؤسسة مارمرقس لدراسة التاريخ القبطي . أما عن فوزي استفانوس نفسه ؛ فلقد ولد في مدينة سوهاج خلال عام 1937 في أسرة متوسطة الحال ؛ وتدرج في مراحل التعليم المختلفة حتي حصل علي شهادة الثانوية العامة من سوهاج بتفوق كبير ؛ التحق بعدها بكلية الطب جامعة عين شمس ؛ وتخرج منها عام 1960 ؛ وبعد تخرجه من الكلية تخصص في مجال التخدير ؛ وفي عام 1967 سافر إلي انجلترا حيث حصل علي درجة الزمالة عام 1970 .وبعده قرر الهجرة الي الولايات المتحدة الامريكية حيث ألتحق بالعمل في مستشفي كليقلاند بولاية أوهايو بولاية اوهايو ؛ وهناك قام بتأسيس قسم خاص لتخدير علميات القلب ؛ وأشرف علي العديد من الأبحاث العلمية للباحثين الشباب . ويذكر الدكتور رسمي عبد الملك في مقالة هامة له علي موقع أرثوذكس نيوز ؛ أن الدكتور فوزي أسطفانوس قام بعمل العديد من الأبحاث والدراسات في مجال تخصصه نذكر منها :-
1-له خمسة كتب تعد من الكتب المرجعية الهامة في مجال التخدير .
2-له أكثر 150 بحثا منشورين في كبري الدوريات العالمية .
3-حضر العديد والعديد من المؤتمرات العلمية .
4-ساهم في إنشاء العديد من الأقسام العلمية والمشروعات المتطورة .
5-قام بعمل عمليات تخدير للعديد من رؤساء الدول ؛ وكبار الكتاب والفنانين ؛ ولقد كتب الكاتب الكبير جمال الغيطاني (1945- 2015 ) في أحدي مقالاته عنه فقال " رغم انقضاء ما يقرب من أربعة عقود أو أكثر علي إقامته في أمريكا ؛ إلا ان أرتباطه الوجداني العميق بمصر بدأ عميقا متجددا . لكنته الصعيدية كما هي ؛وعندما دخلت مكتبه رأيت لوحتين :- الأولي أيقونة قبطية ؛ والثانية لوحة الغوري ؛ وهذا بالضبط التكوين الفكري والرؤي لفوزي أسطفانوس المصري الوطني الأصيل ؛ ولقد تحدثنا طويلا عن تاريخ مصر واتصاله واستمراره .وشحوب بعض المراحل وعدم وضوحها بالنسبة للمصريين أنفسهم ؛ خاصة مرحلة تحول مصر من الفرعونية إلي المسيحية . وما جري خلال القرون الستة السابقة علي دخول العرب مصر " .( راجع المقالة كاملة علي موقع جريدة ارثوذكس نيوز ) . وأضاف عنه في احدي كتبه فقال " منذ إجرائي الجراحة أهتم بكل ما يتصل بالقلب وشئونه ؛ وأساليب تطور الجراحة والتقدم الذي حدث فيها ؛ بل انني ما زلت علي اتصال بأطبائي في أمريكا ؛ ومنهم من أصبح صديقا حميما الدكتور فوزي اسطفانوس المصري ؛ ابن نجع الشجرة في طما الذي أصبح خبيرا عالميا في التخدير ( مينا أشرف :- فوزي اسطفانوس عاشق التخدير القبطي وطبيب التخدير العالمي ؛ موقع مبتدأ ؛ 19 اغسطس 2021 ) .
ولقد قام الدكتور فوزي اسطفانوس بتاسيس مدرسة طبية كبري في كليفلاند شعارها " المريض أولا " وأهمية التواصل مع المريض والبحث ومتابعة حالته أولا بأول ؛ ولقد أسس جيل كامل تربي بهذه القيم منهم ( د .وائل برسوم – د . وجيه غبريال .... الخ ) ولقد ذكر نجيب ساويرس في مقالة له علي موقع الأقباط اليوم بعنوان " وائل برسوم – وجيه غبريال وقلهم فوزي اسطفانوس " أن هذه المستشفي يزورها اكثر المرضي من 133 دولة وأنها تحتفظ بالمركز الأول في علاج أمراض القلب لعشرين سنة وأمراض المثانة ايضا وميزانية أبحاث 260 مليون دولار . كما وصل حجم التبرعات لهذا المستشفي إلي 160 مليون دولار في العام الماضي ؛ وأن لهذه المستشفي فروع في كندا وأبو ظبي ( راجع المقال كاملا علي موقع الاقباط اليوم بتاريخ 3 مايو 2015 ) .
ولقد قام قداسة البابا تواضروس الثاني بنعي العالم الكبير حيث قال " لقد غادر عالمنا الفاني اليوم بعد حياة حافلة بالخدمة والعطاء علي المستويين المهني والكنسي ؛ ونلتمس عزاءا سمائيا لأسرته المباركة وجميع محبيه وتلاميذه ؛ طالبا لنفسه البارة النياحة والراحة " .
أما عن نشاطه في المجال الكنسي ؛ فلعل أهم ما يذكر له هو تأسسيه لمؤسسة " القديس مرقس لدراسات التاريخ القبطي " عام 1998 ؛ وهي مؤسسة تهدف إلي جمع ونشر وتوثيق التراث القبطي ؛ ومساعدة الباحثين في مجال الدراسات القبطية سواء كان آثار ؛ تاريخ ؛ لغة ؛ عمارة ؛ فن ...... الخ . والجذور الأولي لفكرة المؤسسة من خلال لقاء جمع بين العالم الكبير الدكتور فوزي اسطفانوس والمؤرخ الكبير الدكتور يونان لبيب رزق ( 1933- 2008 ) من خلال حديث عن التاريخ القبطي واهمية توثيقه ؛ ولقد تحمس الكاتب الكبير جمال الغيطاني للفكرة عندما سمع بها ؛ وفي نفس العام قام الدكتور يونان لبيب رزق بجمع مجموعة من كبار العلماء المهتمين بالقبطيات نذكر منهم ( وليم سليمان قلادة ( 1924- 1999 ) - سليمان نسيم ( 1923 – 1998 ) – جودت جبرة ( 1947 - مازال حيا متعه الله بالصحة والعافية ) – فوزي اسطفانوس ) ولقد تحمس قداسة البابا المتنيح البابا شنودة الثالث للفكرة ؛ وخصص لها مكان بالمقر البابوي .
ولقد عقدت المؤسسة حتي الآن 8 مؤتمرات دولية تندرج تحت سلسلة عنوان " المسيحية والرهبنة في إيبارشيات مصر " هي :-
1-عقد المؤتمر الأول في فبراير 2002 بوادي النطرون بحضور قداسة البابا المتنيح البابا شنودة الثالث .
2-والمؤتمر الثاني عقد بدير العزب بالفيوم عام 2004 .
3-والمؤتمر الثالث عقد بدير الأنبا شنودة بسوهاج عام 2006 .
4- والمؤتمر الرابع عقد بدير رئيس الملائكة ميخائيل بنقادة عام 2008 .
5-والمؤتمر الخامس عقد بدير الانبا هدرا بأسوان عام 2010 .
6- المؤتمر السادس عقد بالدير المحرق بحضور قداسة البابا تواضروس الثاني عام 2013 .
7-المؤتمر الثامن عقد بمركز لوجوس بوادي النطرون ( لا أذكر السنة بالضبط ) .
كما قامت المؤسسة بطبع ونشر العديد من الكتب الهامة المهتمة بالتاريخ والآثار نذكر منها :-
1-تاريخ الأمة القبطية ليعقوب نخلة روفيلة عام 2000 .
2-تراث الأدب القبطي لجودت جبرة ويوحنا نسيم عام 2003 .
3-سيرة القديس مرقس ( بالللغة الإنجليزية ) عام 2002 .
4- سلسلة كتب عن تاريخ الايبارشيات نذكر منها ( إيبارشية البحيرة – الخمس مدن الغربية – اسوان والنوبة - سوهاج – أخميم – قوص ونقادة – الجيزة – أسيوط ) . وصدر حديثا كتاب " التقاويم " للباحث " ملاك نصحي " وكتاب بعنوان " تراث الأجداد في عيون الأحفاد " .
5-قامت بنشر وطبع كتاب " مارمرقس – كارزو الديار المصرية ؛ ولقد صدر في عام 2018 .
6- تصوير 35 موقعا في إطار مشروع توثيق وتصوير الأديرة والكنائس .
7- قدمت المؤسسسة 16 قرصا مضغوطا مسجلا بها نحو 40 % من المخطوطات القبطية الموجودة بالخارج ؛ وتفضل مثلث الرحمات قداسة البابا شنودة الثالث بتقديمها كهدية رمزية لمكتبة الإسكندرية عند زيارة قداسته لها في 23 فبراير 2003 .
8-بدء ترجمة الموسوعة القبطية Coptic Encyclopedia علي أقراص ممغنطة . C D
( لمزيد من التفصيل ومعرفة الانجازات بالكامل ؛ راجع مجلة الكرازة :- مؤسسة القديس مرقس لدراسات التاريخ القبطي ؛ مجلة الكرازة ؛ 25 مايو 2018 ) .
وفي ختام المقالة نطلب له الراحة والنياح ؛ وأن يعوضه الرب عن أتعابه في أورشليم السماوية ؛ وأن يعزي أهله وأسرته ؛ ويعوضنا عنه خيرا .