إعداد / نجيب محفوظ نجيب.
تصوير / هانى ساويرس
طوال الوقت كانت تشعر أنها مختلفة، فهى تحمل قيما راقية و أخلاقا نبيلة اكتسبتها من والديها و من مدرسة الراهبات التى تربت و تعلمت فيها.
و لكنها وجدت نفسها بهذه القيم و االخالق تعزف لحنا وحيدا غريبا وسط مجتمع انانى لم يعد يسمع أو يرى.
قاومت واستطاعت بإرادة صلبة لا تعرف الهزيمة أن تحقق حلمها بأن توحد كل من يحمل نفس القيم و الأخلاق التى تربت عليها و تعلمتها طوال حياتها تحت ظل كيان واحد كبير اعطته أسم ( ESFA : مدارس الراهبات و الرهبان فى الإسكندرية ).
إنها صانعة الأمل : دعاء محمود طاهر.
ما أصعب ان تجد نفسك تمضى وحيدا في خضم بحر هذه الحياة ... تسبح ضد التيار ... تغرد عكس السرب ...
و ما أجمل أن تجد إنسانا آخر يشاركك الفكر و الثقافة و أسلوب الحياة ...
هى التى صنعت هذا اللقاء و هذا التقارب ... انها دعاء طاهر التى سوف تصحبنا معها فى رحلة نبحر من خلالها فى عالمها الخاص ، نقترب من أفكارها و أحلامها التى أصبحت واقعا يتحقق و يثبت اقدامه على الأرض.
هى الابنة الوحيدة لوالديها، دعاء كانت طالبة فى مدرسة الراهبات الفرنسيسكانيات بالابراهيمية ، و حتى الصف السادس االبتدائي لم يكن لها سوى صديقة واحدة. " بعد أن انتهيت من الدراسة فى الصف السادس االبتدائي، صديقتي الوحيدة التى لم أكن أعرف أحد سواها تركتني و سافرت. كانت صدمة كبيرة بالنسبة لى، رفضت الذهاب للمدرسة وقتها و لكن الراهبات لم يتركونى أشعر بالوحدة. بدأوا يتحدثوا معى محاولين اقناعى إلى أن زال عنى هذا الشعور، و مع نهاية الصف األول الإعدادى كانت كل طالبات الفصل قد اصبحن صديقات لى." تحكى دعاء.
فى المرحلة الإعدادية والثانوية، ارتبطت دعاء بشكل قوى بإحدى مدراساتها التي كانت من أصل ارمينى و احبتها لدرجة أنها بعد أن سافرت كانت قد تركت اثرا عميقا فى نفسها فاستمرت على اتصال بها من خلال الرسائل و الخطابات لمدة طويلة.
و لأنها كانت تحب الرسم و تجيده منذ صغرها، التحقت بكلية الفنون الجميلة قسم التصوير و تفوقت فى دراستها فقد كانت دائما تحصل على أعلى التقديرات طوال سنوات الدراسة التى كانت بالنسبة لها من أفضل أيام حياتها، فمن خلالها وجدت فرصة كبيرة للتعرف على خريجات مدارس الراهبات مثلها، و كونوا معا مجموعة مترابطة، حتى أن إحدى زميالتها فى الكلية و هى أيضا من خريجى مدارس الراهبات أصبحت من أقرب الصديقات لها الآن.
و بعد تخرجها و حصولها على درجة البكالوريوس أرادت أن تستكمل الدراسة فى مجال آخر " حاولت دراسة اإلرشاد السياحى و لكنى لم أستطع بسبب توقف الدراسة فى هذا التخصص فى ذلك الوقت، فاخترت دراسة الأدب الفرنسي من خلال ال
,Cours Supérieur de Sorbonne
و كانت بالنسبة لى دراسة شيقة جدا فهى
دراسة متخصصة في الأدب و الحضارة و الترجمة.
فمن وجهة نظري ان دراسة الأدب الفرنسي تعتبر دراسة مكملة للفن التشكيلى، فكل مدارس الفن التى قمت بدراستها من خلال دراستى للتصوير يوجد مثلها فى الأدب الفرنسي مدارس أدبية قد تواكبت معها. بالإضافة إلى أن دراسة الأدب على يد أساتذة فى الأدب مثل الدكتورة نازلى فريد أضافت لى إلى جانب الدراسة الأدبية قيما إنسانية و جمالية جديدة قدصنعت معى فارقا كبيرا فى الحياة. " توضح دعاء.
بدأت العمل االجتماعي من خلال ال
Roter Act
و هو مؤسسة عالمية تدرجت في مختلف وظائفها و تولت فيها مسئوليات مثل : ضابط النظام، لجنة تنمية الموارد، لجنة خدمة المجتمع، اللجنة الثقافية، أمين الصندوق، نائب رئيس ثم فى النهاية أصبحت رئيسا لها.
فهى قد تعلمت قيمة و أهمية العمل االجتماعي بالنسبة للمجتمع من خلال عملها في ال
Roter Act
في ال ثم بعد هذا عملها
Rotery.
و أثناء عملها فى ال
Roter Act
أسست جمعية تتكون من خريجى كلية الفنون الجميلة و خريجى كلية اآلداب الذين كانوا يدرسون فى المدارس الفرانكفونية فى الإسكندرية.
استمرت هذه الجمعية تؤدى دورا اجتماعيا و ثقافيا من خلال أعضاءها لمدة سبعة أعوام منذ عام 2000 و حتى عام 2007. " فى المجال الثقافى كنا نعمل مع القنصلية الفرنسية و المركز الثقافى الفرنسى على تنظيم حفالت للموسيقى الكلاسيكية و معارض فنية للفن التشكيلى، و مجال العمل الاجتماعى عملنا على التبرع ببعض األجهزة لبعض المستشفيات." تذكر دعاء.
أما عن تأسيسها ل
على ال Groupe ESFA
Facebook
، فقد كان لها أسباب قد دفعتها لتنفيذ هذه الفكرة منها انها وجدت ان حجم الفجوة بين ثقافة و فكر خريجى مدارس الراهبات و الرهبان و ثقافة و فكر خريجى المدارس الأخرى يزداد اتساعا بمرور الوقت. و منها أن القيم و الأخلاق التى تربت عليها أصبحت غير مفهومة و تحتاج دائما إلى شرح و توضيح، و بالتالى أصبح اإلتصال غير موجود بينها و بين الطرف الآخر الذى يختلف معها فهو ال يفهم و هى لم تعد تستطيع الشرح أو التوضيح.
" بدأت أفكر في تجمع يربط بين أصحاب الثقافة و الفكر و التعليم المتقاربين أو
المتشابهين و ال
Facebook
قد ساعد بشكل كبير جدا.
و بدأت تنفيذ الفكرة يوم الأربعاء 29 نوفمبر 2017، أثناء تواجدى فى العمل الساعة الواحدة و الربع ظهرا.
بدأت أعمل
Groupe
أدخلت فيه اصدقائي خريجى مدارس الراهبات و الرهبان
الذين هم أصلا موجودين فى ال
Contact Liste
الخاص بي و الذى كان عددهم لا
يتعدى 80 شخص و تحدثت معهم على الواتس آب و على الخاص و طلبت منهم
إدخال أصدقائهم من خريجى مدارس الراهبات و الرهبان.
و ما أن وصلت إلى البيت حتى حدثت المفاجأة التى لم اكن اصدقها فالعدد أصبح ثلاثة آلاف شخص فى ثلاث ساعات فقط و على نهاية اليوم ليلا وصل إلى ستة آلاف شخص و استمرت الزيادة فى اليوم التالى الذى وصل العدد فى نهايته إلى خمسة عشر ألف شخص. و استمرت الأعداد فى الزيادة حتى وصلت فى يومنا هذا اى بعد سنتين الى خمسة وعشرون
ألف شخص. " تتحدث دعاء بفخر.
تأسيس
Groupe ESFA
أحدث حالة منذ البداية فأرادت مع مرور الوقت أن تجعل من فكرة
ESFA
كيانا مثل كيان
Rotary
.الذى قضت فترة طويلة تعمل فيه و الذى تعلمت منه كثيرا
فبدأت بعمل لجان مثل : لجنة خدمة المجتمع و هى اللجنة الأساسية ، لجنة الرحلات
اللجنة الثقافية ، و دعت الأعضاء لإلنضمام لهذه اللجان التى بدأت تعقد إجتماعات.
و بعد مرور عام على تأسيس
Groupe ESFA
أطلقت
Radio ESFA
YouTube على Chanel و هو
و أيضا مجلة
Online
.
" عندما بدأت فى عمل اللجان طالب كثير من الأعضاء أن يصبح كيان
ESFA
جمعية مشهرة مثل أى جمعية خيرية أو أهلية، فبدأت اعرض على الأشخاص الذين كنت أعرفهم من قبل أن يتواجدوا فى الإجتماعات التأسيسية للجمعية، و انضم بعض الأشخاص الذين كانوا يعملون من خلال اللجان و الذين أرادوا أن يتواجدوا فى الإجتماعات التأسيسية ، حتى تم اختيار أعضاء مجلس الإدارة ، و بدأت فعلا إجراءات التسجيل الخاصة بالشئون الإجتماعية و ها هى الان تكاد تقترب من الوصول إلى مرحلة التفعيل و التنفيذ على أرض الواقع.
قد تحدث بعض الأخطاء و لكننى اتداركها و احاول تقويمها و إصالحها، فأنا أرى أن
الأهم هو أن يستفاد الأعضاء من هذا الكيان "
تؤكد دعاء
فبعد مرور أقل من عام على تأسيس
Groupe ESFA
قامت دعاء بتأسيس
ESFA Medical فرعية مثل Groupes
لكى تساعد الذين يريدون السؤال عن دواء أو الذين يريدون استشارة أحد الأطباء، و أضافت إليه كل الأطباء أعضاءESFA الذين تعرفهم .
ثم قامت بتأسيس
ESFA Business
لكل الذين يريدوا أن يستفيدوا بالبيع أو بالشراء.
و هذه الخدمات تقدمها
ESFA
. لجميع أعضاءها بدون أن تتقاضى عنها أى مقابل
و هكذا أصبح أعضاء
ESFA
يتواجدون داخل كيان يفيدون و يستفيدون منه.
و انضم اليهم أعضاء جدد من خريجى مدارس الراهبات و الرهبان فى القاهرة مثل خريجى مدارس :
Collège de La Mère de Dieu - École de Saint Joseph - Collège de La Salle.
و لا زالت دعاء تحلم بأن يصبح كيان
ESFA
مثل كيان
Rotary
يتواجد فى شكل فروع كثيرة فى جميع دول العالم
" و إلى أن يتحقق هذا الحلم فأنا أرى أن مرور الزمن أمر مهم و هو ميزة لكى تثبت أقدام ESFA أكثر على األرض. و ال يزال أمامنا الكثير لنحققه خصوصا على صعيد مسألة تقبل الآخر.
فمن وجهة نظرى أننا نحن خريجي مدارس الراهبات و الرهبان من أقدر الناس على تحقيق خطوات إيجابية فى سبيل توجيه نظر المجتمع إلى حقيقة و واقع يبدو أن أغلب الناس قد تناسوه لأسباب كثيرة، وهو أننا جميعا بشر ... ال يوجد بيننا فروق ... لنا نفس الحقوق و علينا نفس الواجبات "
و هكذا تنهى دعاء حديثها معنا بحلم جديد يضاف إلى قائمة أحلامها التى تتجسد على
أرض الواقع بعد أن تفكر و تخطط و تعمل بكل اصرار و جدية من أجل تحقيقها... واضعة نصب أعينها دائما خدمة الناس.
ولم لا تحلم ... فهى صانعة الاحلام ... و صانعة الأمل. ... الساحرة دعاء طاهر ...
جروب خريجى مدارس الراهبات و الرهبان الذى تأسس على يد السيدة دعاء محمود طاهر فى29/11/2017 و الذى يضم 25000 عضو من خريجات و خريجين مدارس الراهبات و الرهبان
.
فى ديسمبر 2020
تم إشهاره كمؤسسة بنفس الاسم غير هادفه للربح ، لخدمة المجتمع وخدمة الاعضاء وتعمل تحت اشراف وزارة الشؤن الاجتماعيه.