{من كتاب : معجم المصطلحات الكنسية ــ الراهب القس أثناسيوس المقارى}
كمال زاخر
• "أرثوذكس" تعريب للكلمة اليونانية (أرثوذكسوس) أو (أورثوذكسى) أى "مستقيم الرأى"، ومنها الفعل اليونانى (أورثودوكسيؤ) الذى يعنى "لديه فكرة صائبة صحيحة (عن شئ). والإيمان الأرثوذكسى هو إيمان الكنيسة الجامعة قبل الإنشقاق، مقابل إيمان الهراطقة. وهو ما يذكره المرد القديم فى أوشية سلام الكنيسة، حين يقول الشماس:"صلوا من أجل سلام الواحدة الوحيدة المقدسة الجامعة الرسولية، كنيسة الله الأرثوذكسية".
• أما الأرثوذكس، فهم شعب الكنيسة الشرقية بعد أن انفصلت الكنيستين الشرقية والغربية عن بعضهما سنة 1054م.
وينقسم الأرثوذكس إلى:
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ـ أرثوذكس لاخلقيدونيين،
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
وهم الذين لا يعترفون بقررات مجمع خلقيدونية، الذى عقد سنة 451 م وهم يمثلون اليوم 6 كنائس فى الشرق هى : الكنيسة القبطية، والكنيسة الأثيوبية، والكنيسة الإرترية، والكنيسة السريانية الأنطاكية، والكنيسة الهندية فى مقاطعة المالابار، والكنيسة الأرمينية.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
* أرثوذكس خلقيدونين،
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
وهم يمثلون اليوم فى الشرق 19 كنيسة هم:
ـ أربع بطريركيات قديمة هى القسطنطينية، الإسكندرية، أنطاكية، وأورشاليم.
ـ خمس بطريركيات حديثة هى روسيا، صربيا، رومانيا، بلغاريا، وجورجيا.
ـ ست كنائس مستقلة هى قبرص، اليونان، تشيكوسلوفاكيا (سابقاً)، بولندا، ألبانيا، وجبل سيناء.
(كلمة كنائس مستقلة تعنى فى استخدامها الحديث: الكنائس الوطنية الحديثة، والتى تؤلف معاً الكنيسة الشرقية الأرثوذكسية، والتى على الرغم من أنها فى شركة مع القسطنطينية، إلا أنها تحكم ذاتها بنفسها بواسطة مجمعها الكنسى الخاص بها، وفى العصور الحديثة، قد أُعطى لقب "بطريرك" لرؤساء هذه الكنائس، مثل كنيسة روسيا وصربيا ورومانيا وبلغاريا وجورجيا.
والكلمة تنطبق أيضاً على الدير المستقل فى جبل سيناء (دير سانت كاترين).
ـ أربع كنائس لها الحق الذاتى فى إدارة شئونها الداخلية عى : فنلندا، اليابان، أمريكا، والصين، وهذه الكنائس لها الحق فى إدارة سئونها الرعوية، ولكن لا يحق لمجمعها المقدس رسامة رئيس للكنيسة، ورئيس كل كنيسة منها برتبة "رئيس اساقفة" ويقوم برسامته البطريرك المسكونى، بطريرك القسطنطينية، ويطلق على هذه الكنائس صفة autonomous (مستقل أو متمتع بالحكم الذاتى).
• وتعترف الكنائس الأرثوذكسية القديمة (اللاخلقيدونية) بثلاثة مجامع مسكونية فقط وهى : نيقية (325 م)، القسطنطينية (381 م)، وأفسس (431 م).
وبتسعة مجامع مكانية هى : قرطاجنة (257 م)، أنقرة (314 م)، قيصرية الجديدة (315 م)، غنغرا (340م)، أنطاكية (341م)، سرديقة (343م)، اللاذقية ـ فريحية، القسطنطينية(394م)، وقرطاجنة (419م).
* أما الكنائس الأرثوذكسية البيزنطية (الخلقيدونية)، فتضيف إلى الثلاثة مجامع الأولى أربعة مجامع أخرى، هى : خلقيدونية (451 م)، القسطنطينية الثانى (553 م)، ترولو "القسطنطينية الثالث" (692 م)، ونيقية الثانى (787 م).
وبالإضافة إلى المجامع المكانية السابق ذكرها، نعنرف بمجامع مكانية أخرى حديثة من أهمها : القسطنطينية (1341م، 1351م)، ومجمع جاسىJassy (1642م)، وأورشليم (1672م)، حيث صاغ المجمعان الأخيران التعليم الأرثوذكسى البيزنطى بخصوص الإفخارستيا، وطبيعة الكنيسة.
• ومنذ أن بدأت "الحركة المسكونية" عام 1948م، أتيحت الفرصة للكنائس الأرثوذكسية الشرقية القديمة (اللاخلقيدونية) أن تتلاقى مع الكنائس الأرثوذكسية البيزنطية (الخلقيدونية) فى اجتماعات مجلس الكنائس العالمى، للتلاقى والحوار معاً بغية الوصول إلى الوحدة المنشودة بينهما.
• وبعد اجتماعات كثيرة غير رسمية أعقبتها اجتماعات رسمية، تم الاتفاق بين العائلتين الأرثوذكسيتين فى الشرق على عقيدة طبيعة المسيح فى دير القديس أنبا بيشوى سنة 1989م، ومنذ نوفمبر 1993 بدأت مناقشة الإجراءات العملية لاسترجاع الشركة الكاملة بين الكنيستين فى المركز الأرثوذكسى لبطريركية القسطنطينية فى تشاميزى بجنيف بسويسرا.
وبعد مرور سنين كثيرة من هذا التاريخ لم يحدث أى تقدم يذكر فى هذا الشأن.
