الأقباط متحدون - مأفرم! أفرم!
أخر تحديث ٠٢:٠٣ | الخميس ٢٣ اغسطس ٢٠١٢ | ١٧ مسرى ١٧٢٨ ش | العدد ٢٨٦١ السنة السابعة
إغلاق تصغير

مأفرم! أفرم!


بقلم : ماجد سوس                                            
نعم الله لا يترك شعبه. ليست هذه مجرد كلمات رنانه الغرض منها تهدئة النفوس ولكنها واقع عملي. الله حفظ الأقباط 2000 عام بأعاجيب  خارج نطاق حسابات البشر. الأقباط شعب مسالم طيب لا يحمل سلاحًا ولا يحمل ضغينة داخله. يستغرب البعض لماذا يقبل المسيحي الصلح والتغاضي عن الذل والكره والظلم بهذه السرعة والسهولة. ليست عندي إجابة منطقية. منذ أيام قليلة بث الشيخ وجدى غنيم فيديو مسجلاً على موقع اليوتيوب، يؤيد فيه فتوى الشيخ هاشم إسلام، التى تبيح قتل من سيتظاهرون يوم 24 أغسطس المقبل، واعتبارهم من الخوارج. قال وجدي غنيم: القرآن يقول: "من اعتدى عليكم فاعتدوا عليه بمثل ما اعتدى عليكم"، وأضاف: "احنا مش مسيحيين علشان اذا ضربنا حد على خدنا الأيمن نعطي له الأيسر "، نحن نتبع تعليم القرآن، ويجب أن نعتدى عليهم بنفس اعتدائهم علينا"، مشدداً على أن الإسلام دين القوة وليس دين الضعف مستشهداً بالآية التى تقول: "أعدوا لهم ما استطعتم من قوة".. 
لن أعلق على ما جاء في القرآن أو ما يدعو له الإسلام فليس لي شأن به، ولكن تعليقي ينصب على أن الشيخ يعترف بأن المسيحي شخص محب للسلام وعنده قدره على الغفران أو أنه بالأحرى له القدرة على أن يطفئ لهيب الفتن عن طريق إعطاء الخد الآخر! وأن المسيحي هو من  يستطيع أن يضيع على الشيطان الفرصة للوقيعة بين الناس.
الأقباط لا يمكنهم أن يمحوا من ذاكرتهم ما حدث للرئيس السادات حين هاجم الكنيسة وباباها، وهنا أنقل لكم ما سجله الكاتب الكبير الأستاذ حسنين هيكل قائلا: "... بعد أكثر قليلاً من شهر واحد قُتل الرئيس السادات فى حادث المنصة، وبدأ كثيرون من عامة الأقباط يعتقدون أن كرامات البابا بدأت تتجلى وتحل على الذين ظلموه أو ساعدوا ظالميه. ثم أضيف إلى أسطورة الكرامات عنصرًا آخر، حين أصيب بالسكتة القلبية صحفى قبطى تطوع لكتابة مقال عنيف ضد الأنبا شنودة فى جريدة الأهرام". 
هل تتذكرون يوم ظهور وباء انفلونزا الخنازير حين أفتى شيطان للحكومة المصرية بقتل كافة الخنازير وهي مصدر رزق مئات الزبالين الغلابة ولاسيما أن الخنازير كانت تتغذى على القمامة التى تكاثرت ومعها الأمراض الفتاكة وهو الأمر الذي لا تعبأ به الحكومة المصرية أمام إذلال الأقباط وتشريد الآلاف فقد صمت الآذان عن النداء الذي أصدرته منظمة الصحة العالمية الذي صرح بكل وضوح أن هذا المرض لا علاقه له بالخنازير لا من قريب أو من بعيد... يومها تحدث بعض الأشخاص عن المرض الذي أصاب حفيد الرئيس مبارك وهو مرض ليس له علاج أودى بحياته وكانت صدمة عظيمة للرئيس وعائلته وحزنت عليه مصر كلها.
 رغم رفضي للربط بين الحادثتين ورغم علمي أن أحدا لا يستطيع أن يجزم بوجود مثل هذا العلاقة، لكنها كانت علامة للبعض أن الله لا يُشمخ عليه وقد فعل هذا مع شعبه في القديم حين أذل فرعون شعب الله .
ثم جاءت حادثة كنيسة القديسين الشهيرة التي راح ضحيتها عشرات من شباب الأقباط ووقتها شاع بين الناس أن الأمر دُبر بمعرفة وزارة الداخلية وكانت المفاجأة، فبعد أربعين يوما تقريباً أجبر الرئيس مبارك على التنحي ثم زج به وبأولاده في السجن وحكم عليه بالسجن المؤبد.
بعد ثورة 25 يناير استمر مسلسل الهجوم على الأقباط وكنائسهم وظهر فصيل أمني جديد على مسرح الأحداث وهو الشرطة العسكرية تحت قيادة لواء شرطة يدعي حمدي بدين والذي كان وراء مذبحة ماسبيرو التي قتل فيها عشرات من شباب الأقباط ثم قام القتلة الحاقدون بإلقاء بعضٍ من جثثهم في النيل... ومن قبلها وبعدها كان وراء عدم القبض على من ارتكبوا هذه الحوادث ضد الأقباط ولم يقدم أيًٌ منهم للمحاكمة... وقد أقيل حمدي بدين في 9 أغسطس مجاملة من الرئيس الإخواني محمد مرسي لأنه لم يؤمن له الطريق جيدا فكانت إقاله مهينة.
أما المجلس العسكري الذي قدم مصر على طبق من الذهب للإخوان المسلمين متغاضيًا عن أبسط حقوق الأقباط من أمنهم وحمايتهم وتأمين كنائسهم بل وأصدر الأوامر بقتلهم، فقد أقيل أيضا بمهانة مزرية.
 ويروي الكاتب الصحفي عبد الله السناوي رئيس تحرير جريدة العربي السابق والكاتب الحالي بالشروق وقائع الإطاحة بالمشير طنطاوي والفريق سامي عنان فقد آشار إن ما جرى جاء مباغتا حيث جرت إزاحة ثلاثة جنرالات فى يوم واحد لأسباب مختلفة، أطيح باللواء «مراد موافى» مدير المخابرات العامة، بذريعة أنه صرح لوكالة أنباء «الأناضول» عن معلومات قدمها للسلطات المسئولة، فيها إشارة للرئيس والمشير معا، تفيد بأن هناك عملية متوقعة فى رفح ضد قوات التأمين المصرية.. وأطيح باللواءين «حمدى بدين» قائد الشرطة العسكرية و«نجيب عبدالسلام» قائد الحرس الجمهورى بذريعة عدم تأمين موكب الرئيس أمام قصر «الاتحادية» وكان التقدير العام داخل «العسكري»: «عنده حق» فى أن يطلب من المشير بحكم نصوص الإعلان الدستوري المكمل استبدالهما بآخرين. كما أضاف السناوي أنه أطيح بمدير المخابرات العامة حتى تطفأ الأنوار فى المجلس العسكرى، ولا تكون هناك عيون أخرى تطلع على ما يجرى من اتصالات وترتيبات لإنهاء ازدواجية السلطة.. وكان السبب في الإطاحة بمدير الشرطة العسكرية هو أن  يصبح المشير بدون أنياب أو قدرة على إصدار أوامر باعتقال خصومه فى منازلهم. وأطيح بقائد الحرس الجمهورى الموالي للمشير حتى يصبح الرئيس آمنا في قصره الرئاسي ويصبح المشير نفسه عندما يستدعي إليه هو الرهينة.
وكشف السناوي تفاصيل اللحظات الأخيرة لإتمام الانقلاب مشيرا إلى أنه تم استنساخ سيناريو الإطاحة بالمشير عبد الحليم أبو غزالة.. وأوضح إنه جرى إستدعاء المشير للرئاسة وتبعه «عنان» وتم إخطارهما بقرار إقالتهما. وأن المشير بدا متماسكا حين دخل رجله «السيسى» إليه وزيرا للدفاع. وأيقن فى لحظة أن كل شىء قد انتهى، وأنه جرى الانقلاب عليه. خاصة وأنه انتظر لفترة أطول من المعتاد بينما كان الوزير الجديد يحلف اليمين الدستورية أمام الرئيس. وكانت الفكرة هنا السيطرة على ردود الأفعال لحين السيطرة على مقاليد الأمور.
كان السيسي يعد سرًّا لهذه المهمة، فعلى الرغم من أنه طبقا لـ «لائحة الأقدمية العسكرية» يحتل المرتبة (١٥٤)، فإن تلك لم تكن المشكلة، فهو «الأنسب» عند الإخوان ربما لأنه واحد منهم كما أشار لذلك الإعلامي توفيق عكاشة من قبل أو ربما كانت مجرد إشاعة ألقى بها سامي عنان أو غيره ليخلق أعداء للوزير الجديد وهو أصلح لسبب يعود لكفاءته، سنرى.
أما المفاجأة فكانت مع رئيس الأركان سامي عنان فقد حاول التقرب جدا من الإخوان المسلمين وبالطبع كان الأقباط هم كبش فداء وقيل أنه كان قد قرأ الفاتحة مع الدكتور مرسي، قبل أن يصل إلى سدة الحكم، على «الولاء والإخلاص». وربما يكون له دور خفي في نتيجة الانتخابات وفي واقعة تكشف النقاب عن طبيعة المصادر التي استند إليها.. أشار السناوي إلى أن السيسي شهد واقعة قراءة الفاتحة وهو أمر يطرح تساؤلات كثيرة ولكن أهمها أن الإخوان باعوا عنان أيضا كما باعوا طنطاوي قبله.
خرج شباب الإخوان يهتفون نفس الهتاف الذي قيل للسادات في ثورة التصحيح في 15 مايو 1971 ولكنهم هتفوا هذه المرة قائلين "أفرم أفرم يا مرسي" زاعمين أن ما قام به الرئيس الإخواني هو ثورة تصحيح جديدة .
يبقى تساؤل وإجابة، التساؤل هو: من هو الذي يحرك الأحداث ولصالح من يحدث هذا والإجابة بالطبع الله يسمح بها لصالح أولاده فهل نخاف بعد هذا ونحن نرى أصدقاء الأمس قد صاروا أعداء اليوم والعكس لتنجلي حقيقة واحدة، فالله وحده الذي يسمح بالفرم أو بالشوي والأمر الواحد الأكيد هو أن مصر ستبقى دوما في يد القدير.

More Delicious Digg Email This
Facebook Google My Space Twitter
المقال الموضوع يعبر فقط عن رأي صاحبه وليس بالضرورة عن رأي أو اتجاه الموقع