بقلم: محمود عرفات

يعد إردوغان أحد أبرز أوراق الاسلام السياسي تزييفا فهو لا يصل إلى ربع ما يتردد عنه في الاعلام العربي لكن الاسلام السياسي يطرحه بالكذب كبطل مغوار و نموذج ، المتابعين لا يهتمون بالقراءة و يكنفون بالجزيرة و العربية و مقالات مختصرة مليئة بالكذب الفج لأقلام بلحيو و للحى نبتت لها أقلام !

 
مؤخراً تابعت بالكثير من الضحك و الدهشة ردود الفعل الاسلامية على التوتر البالغ بين العراق و تركيا ووصف نوري المالك لتركيا بالدولة الطائفية المعادية فالاسلاميون صاحوا بالجهاد ضد الرافضة الكفار  و الغريب أن (مؤرخ) إسلامي صاح بأن هؤلاء الشيعة يردون جميل رفض استخدام أرض تركيا لغزو العراق من قبل الجيش الأمريكي بإهانة إردوغان البطل الاسلامي !
 
ما دفعني للدهشة و الضحك معاً أن هؤلاء (الخبراء) يجهلون كل شئ عن غزو العراق و موقف إردوغان و حزبه الحاكم و الجيش التركي و موقف المعارضة القومية و الحزب المعارض الاول حزب الشعب ، هؤلاء الإسلاميون يضربون كل مرة المثال لنا على مدى عدم إهتمامهم بالبحث و عشقهم للتخمين و قراءة رؤوس مواضيع الاخبار من المواقع الاسلامية و النصف إسلامية و منها قد يبتكرون كتاب أو أكثر عن إردوغان و تركيا و ربما حتى يكتبون تحليل إستراتيجي و لذا قمت على مدار الايام الماضية بمراجعة ما سجلته من ملاحظات و أخبار هامة قبيل فترة الغزو الامريكي للعراق و ما تم الاعلان عنه و جمعته في متتاليه مع شرح لأخبار و تسريبات رسمية و نصف رسمية تشرح لنا شيئين الأول طبيعة تفكير حزب العدالة و التنمية و الثاني تأريخ لسياسة تركيا مع المنطقة في وضعية هامة هي إحتلال قطر مجاور بصورة تجعلنا نستنتج بسهولة سياستها المقبلة تجاة أي قطر آخر بأزمة أو غير أزمة.
 
في 1 مارس 2003 صوت حزب العدالة و التنمية الحائز على 363 مقعد لصالح غزو العراق بناءً على إحالة القانون من قِبل إردوغان للبرلمان في 25 فبراير 2003 مع ترك الحرية للأعضاء للتصويت دون توجية مباشر مع وضوح موقف الحكومة بالموافقة على القانون الخاص بإنضمام تركيا للتحالف الدولي و نشر 62000 جندي أمريكي و 255 طائرة حربية و 65 طائرة هليكوبتر لستة أشهر فوافق حزب العدالة و التنمية بواقع 99 عضو رافض و 19 عضو ممتنع عن التصويت و 245 عضو وافقوا على استخدام أرض البلاد لغزو العراق و الانضمام للتحالف الدولي وسط دعوة اردوغان للموافقة على القرار و مشاركة الجيش بالغزو لوجود فوائد وطنية بالأمر و كاد الامر ينتهي بالموافقة لولا أن العدد المطلوب كان ينقصه 3 أصوات في ظل رفض حزب الشعب و الاحزاب القومية العلمانية!!
الأكثر مدعاة للضحك أن الجيش التركي إنقسم على نفسه و مالت الاغلبية لرفض القرار و إعتباره مضر بالصالح الوطني مع أن قائد الاركان لاحقاً إثر تظاهرات كُردية حاشدة بتركيا و العراق ضد تركيا بين أنه كان مؤيد للأمر و من الطريف أن الرافضين المتعنتين هم (بالصدفة) المتهمين بالتخطيط لمؤامرة إرجينكون الانقلابية المزعومة ضد الحكومة و معهم كل صحفي أو رجل أعمال رافض لسياسات اردوغان الموالية للغرب..!!
 
 
لكن كيف حدث كل هذا و ما هو تسلسل الأمر؟
حين وُضعت الخطط الأمريكية لغزو العراق شملت تدخل الفرقة الرابعة الميكانيكية مع فرقة أو إثنتين من الجيش التركي من الشمال بحيث تنضم تركيا للتحالف الدولي لغزو العراق و لكن البرلمان التركي رفض لعدم تحقيق الأغلبية بفارق 3 أصوات لقوة الموقف المعارض بقيادة حزب الشعب و الاحزاب القومية المعارضة.
 
 
*1* كانت البداية حين بدأ كولن باول حشد تأييد سياسي منذ 2002 في حكومة بولنت أجافيد بجوار جهود رامسفيلد العسكرية بإغراءات مالية و عسكرية في محادثات مع الرئيس التركي أحمد نجدت سيزار.
 
 
*2* من 10 الى 14 نوفمبر 2002 زار حلمي أوزوك قائد الاركان التركية واشنطن و قابل رامسفيلد و تباحثا بشأن التحالف و المقابل المادي و الأهم ضمان عدم قياد دولة كُردية.
 
 
*3* في نفس الوقت كان بول وولفويتز بأنقرة يعلن صراحة أن دولة كُردية بالعراق غير مقبولة في محاولة لطمأنة الأتراك و عاد في 4 ديسمبر 2002 مع وكيل وزارة الخارجية مارك جروسمان و أكد على ضمانات للأمر و إستحالة قيام دولة كُردية.
 
 
*4* في 11 ديسمبر 2002 إلتقى بوش بزعيم حزب العدالة و التنمية إردوغان الذي لم يكن قد تولى أي منصب سياسي بعد في واشنطن و بعده صرح إردوغان لمقربيه أن موقف الحزب لا بد أن يكون مؤيد للعملية العسكرية.
 
 
*5* في ديسمبر 2002 قام الجيش التركي بمسح عسكري شامل على مواقع تمركز الجيش الأمريكي الأساسي بها منذ الحرب العالمية الثانية لكي يستوعب القوات الاضافية المقترح قدومها لتركيا تحديداً في قواعد أنجريليك و باتمان و ديار بكر و الاسكندرونة و مرسين.
 
 
*6* في 20 يناير 2003 رئيس وحدة التفتيش المشتركة ريتشارد مايرز  زار نظيره التركي و كرر الزيارة بعد أسبوع جيمس جونز القائد العسكري للناتو.
 
 
*7* في 6 فبراير 2003 صوت البرلمان التركي ذو الاغلبية الاردوغانية على الموافقة على توسيع و رفع مستوى القواعد الأمريكية بتكلفة 200 الى 300 مليون دولار للإستعداد لقدوم القوات الجديدة لغزو العراق بعد الموافقة المرتقبة على القرار و الموافقة على نشر 3500 فني و عسكري أمريكي جُدد للقيام بالتعديلات المطلوبة في إطار زمني قدره 3 شهور.