مؤمن سلام
تقوم فكرة العدالة الإجتماعية على تقليل الفجوة لأقل حد ممكن بين طبقات المجتمع، وليس إلغائها، لأن إلغائها بجانب أنه مستحيل هو أيضاً مدمر لفكرة المبادرة الفردية التي هى قاطرة تطور الانسانية، والتي انتجت المفكرين والعلماء والفلاسفة والمخترعين العظام.
ويتم تضييق هذه الفجوة عن طريق رفع مستوى الطبقات الاقل لتقترب بقدر الإمكان من الطبقة الأعلى، وهذا يتم بطرق مختلفة تتراوح بين الضرائب التصاعدية والبرامج الاجتماعية والتعليم المجاني والرعاية الصحية المجانية وحماية التنافسية والكفاءة من أى فساد سلطوي أو راسمالي.
يعني بالبلدي كده تغني الفقير من غير ما تفقر الغني
فهل هذا ما قام به عبناصر؟
الحقيقة لا بالطبع لقد أفقر عبناصر الأغنياء والدولة المصرية دون أن يغني الفقراء.
لقد وزع عليهم 5 فدادين من أملاك القطاع الخاص وليس عن طريق الاستزراع كما كان برنامج الملك فاروق الذي تحدثنا عنه سابقا، لتكون النتيجة ما نراه الأن من تفتيت الرقعة الزراعية وتحولها لأراضي بناء بعد أن أصبح مالك القيراط والقيراطين لا يجد أى جدوى اقتصادية من زراعتهم.
لقد أدخلهم الجامعة (التعليم ما قبل الجامعي كان مجاني قبل الانقلاب)، بأعداد ضخمة (الفقراء لم يكونوا ممنوعين من دخول الجامعة وأكبر دليل عبناصر نفسه) فكانت النتيجة ان أصبح حامل الأبتدائية القديمة (الإعدادية الأن) أكثر علماً وثقافة ووعياً ودخلاً من خريج الجامعة الحالي.
قام بتوظيف الجميع في الحكومة فكانت النتيجة جهاز بيروقراطي مُتكلس مُتعفن نعاني منه حتى الأن.
قام بتأميم كل المشاريع الاقتصادية المصرية فدمر الراسمالية الوطنية الوليدة، وتحول القطاع العام إلى عزبة ووكر فساد وإفساد، فقد تم سرقته عند تأميمه وعند إدارته وعند بيعه.
يعني ببساطة عبناصر أفقر كل المجتمع لصالح أصحاب السلطة الجُدد، وهذه ليست عدالة اجتماعية ولكن انقلاب اجتماعي يُضاف للإنقلاب العسكري الذي قام به.
العدالة الاجتماعية مرة أخرى هى إغناء الفقراء دون إفقار الأغنياء