الأقباط متحدون - المسيحيون السلفيون .. هم .. المصريون السلفيون!!!!!
أخر تحديث ٠٥:٠٠ | الاربعاء ٢٢ اغسطس ٢٠١٢ | ١٦ مسرى ١٧٢٨ ش | العدد ٢٨٦٠ السنة السابعة
إغلاق تصغير

المسيحيون السلفيون .. هم .. المصريون السلفيون!!!!!

بقلم:المهندس نبيل المقدس

 ربما يخرج علينا أحدهم بالإعلان عن مجموعة يطلق عليها إسم "المسيحيين السلفيين" كآخر صيحة في محاولاتنا العديدة السابقة الفاشلة في تجميع اقبـــاط مصـــر في تشكيل واحد جاد يضم  الفقير والغني .. المتعلم والجاهل .. الأرثوذكسي والإنجيلي والكاثوليكي .. الرجل والمرأة .. الكبــار والصغــار .. الشاب والشابة .. رجال الدين والعلمانيين ... ! 


     يقول القديس بولس الرسول لتيموثاوس الرسول: "أحفظ الوديعة" تي 6:20  .. ويقول فلاديمير لوسكي: "التقليد حياة الروح القدس في الكنيسة ( مجموعة المؤمنين)" .. ويقول البطاركة الشرقيين باختصار وإيجاز: " نحافظ على عقيدة الرب بدون فساد، ونتمسك بثبات الإيمان الذي أعطانا، ونحفظهُ مُنزهاً عن كل شائبة أو نقص كما يُحفظ كنز ملكي وصرح باهظ الثمن، لا نُضيف إليه شيئاً ولا ننتقص منه شيئا " .. ويقول يوحنا الدمشقي: " لن نُغير في الحدود الأزلية التي خطها آباؤنا و" أسلافنــا "، بل نُحافظ على التقليد كما تسلمناه " .  عموماً التقليد بالمعنى القاموسي : هو رأي أو معتقد أو عادة ينقلها "الأسلاف" لذُريتهم عن طريق التعليم والتدريب والمشاهدة، وهذا يكون عادة تلقائياً بالمشاركة والتطبيق. والتقليد المسيحي "السلفي" ، في هذا الحال، هو الإيمان الذي سلَّمه المسيح الرب بشخصه للرسل، ذلك الإيمان الذي تناقلته الأجيال "السلفية" المتعاقبة في الكنيسة منذ عصر الرسل حتي الآن , كما ذكر بولس في رسالته الأولي لكورنثوس 15 : 3 " فإنني سلمت إليكم في الأول ما قبلته أنا أيضاً أن المسيح مات من أجل خطايانا حسب الكتب ". 
   علينا ان نقتدى بأسلافنا وان نعيش بجنسية وطننا السماوى الحقيقي , وفي نفس الوقت بجنسية وطننا الأرضى بحيث نلتزم باحكام القانون – الانجيل – ووصاياه ..  يتكلم الوحي علي لسان بولس في فيلبى 1 : 27: 30 بخصوص هذا الموضوع ," فَقَطْ عِيشُوا كَمَا يَحِقُّ لإِنْجِيلِ ٱلْمَسِيحِ، حَتَّى إِذَا جِئْتُ وَرَأَيْتُكُمْ، أَوْ كُنْتُ غَائِباً أَسْمَعُ أُمُورَكُمْ أَنَّكُمْ تَثْبُتُونَ فِي رُوحٍ وَاحِدٍ، مُجَاهِدِينَ مَعاً بِنَفْسٍ وَاحِدَةٍ لإِيمَانِ ٱلإِنْجِيلِ، غَيْرَ مُخَّوَفِينَ بِشَيْءٍ مِنَ ٱلْمُقَاوِمِينَ، ٱلأَمْرُٱلَّذِي هُوَ لَهُمْ بَيِّنَةٌ لِلْهَلاكِ، وَأَمَّا لَكُمْ فَلِلْخَلاصِ،وَذٰلِكَ مِنَ ٱللّٰهِ. لأَنَّهُ قَدْ وُهِبَ لَكُمْ لأَجْلِ ٱلْمَسِيحِ لا أَنْتُؤْمِنُوا بِهِ فَقَطْ، بَلْ أَيْضاً أَنْ تَتَأَلَّمُوا لأَجْلِهِ. إِذْ لَكُمُ ٱلْجِهَادُ عَيْنُهُ ٱلَّذِي رَأَيْتُمُوهُ فِيَّ، وَٱلآنَ تَسْمَعُونَ فِيَّ ".
 
   المسيحية جاءت لكي تثور علي كل ما هو سلفي . الثورة المسيحية ليست ضد الإيمان الروحي .. بل ضد كل ما هو تقليد سلفي وضعه الإنسان متصورا أنه يفيد وينهض بإيمانه .. كان المسيح يهوديا وعاش يهوديا ومات يهوديا وقام يهوديا وصعد يهوديا .. لكنه كان ثائرا علي افعال الكهنة اليهود السلفيين والفريسيين السلفيين .. اعطانا المسيح له المجد قدرة التحرر من القيود القديمة السلفية .. علمنا الرب كيفية التفكير الصحيح الراقي وعدم قبول الأمور غير المنطقية والتي تناهض الطبيعة البشرية وتشل تفكيرها في كل ما ينبغي أن يكون جديد .. كذلك أعطانـا المعرفة في كيفية الخلاص من حياة الظلام التي يعيشها السلفي . أنا مع الفكر السلفي في لب الإيمان وأن اتمسك بالعلاقة الروحية بيني وبين خالقي من خلال تعاليمه البعيدة كل البعد عن "اللامعقولية" .. أنا سلفي في أن أعيش كما يحق لإنجيل المسيح أي أعيش وأحيا من أجل بشارة المسيح الذي لم يأتي لكي يضع شروطا أو يضع بروتوكولا أو خريطة معيشة بل أتي لكي يرفع البشرية كلها إلي مستوي التحرر وعدم الخوف والرعب منه. الله تركنا لطبيعتنا الفطرية وتركنا أن نشغل عقولنا وميّزنا عن الحيوانات في كيفية التمييز بين الخير والشر .. وبين الطريق واللاطريق إلي الحق , من دون الجماعة التي تُطلق علي نفسها " جماعة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر."    
     لا شك أن موعظة المسيح علي الجبل هي خير دليل علي ثورته ضد السلف والسلفيين التي تمس العلاقة بين الإنسان وأخيه الإنسان .. كانت ثورته ما إلا رفع شريعة السلف المملوءة كراهية وأنانية ونفاق إلي مستوي الرُقي والتحضر والمتمثلة في الحب والسلام و التي لا تتعارض مع طبيعة وفكر الإنسان .. علّمْنَا أن نقبل الغير ففي متي 5 : 43 يقول "43«سَمِعْتُمْ أَنَّهُ قِيلَ: تُحِبُّ قَرِيبَكَ وَتُبْغِضُ عَدُوَّكَ. 44وَأَمَّا أَنَا فَأَقُولُ لَكُمْ: أَحِبُّوا أَعْدَاءَكُمْ. بَارِكُوا لاَعِنِيكُمْ. أَحْسِنُوا إِلَى مُبْغِضِيكُمْ، وَصَلُّوا لأَجْلِ الَّذِينَ يُسِيئُونَ إِلَيْكُمْ وَيَطْرُدُونَكُمْ،  
 
      واضح ان هذه الكلمات الثورية هي كلمات متجددة ومتحضرة دائما .. كلمات لم تخص فئة أو طائفة أو جنس أو ديانة أو زمان أو مكان .. ثورة المسيح والتي ورثناها وصلت إلي أعمق من ذلك ففي متي 5 : 38 يقول المسيح " «سَمِعْتُمْ أَنَّهُ قِيلَ: عَيْنٌ بِعَيْنٍ وَسِنٌّ بِسِنٍّ. 39وَأَمَّا أَنَا فَأَقُولُ لَكُمْ: لاَ تُقَاوِمُوا الشَّرَّ، بَلْ مَنْ لَطَمَكَ عَلَى خَدِّكَ الأَيْمَنِ فَحَوِّلْ لَهُ الآخَرَ أَيْضًا.  
 
     كنت في جلسة مع مَنْ أعتز بهم من الأصدقاء القدامي " لا أقصد بالسلفيين " .. فقد كان منهم المسلم ومنهم المسيحي ومنهم العلماني ومنهم  بلا هوية دينية .. أخذنا الحديث علي مدي ساعتين حول إمكانية إقامة مجموعة سلفية مسيحية .. طبعا لا استطيع أن أذكر كل ما دار من أحاديث وخصوصا كان حديثنا يغلب عليه الصبغة الفكاهية أكثر منها الجدية .. وفى أثناء ذلك خرج علينا صديقى المسلم  بسؤال مضحك لكنه في الحقيقة يملأنا حزن وأسي قال : " بأي وسيلة يمكننا أن نُمَيّزْ المسيحي السلفي عن السلفيين الآخرين ؟؟" , فنحن مثلا نتميز بعلامة الصلاة علي جبهاتنا وكلما إزدادت وضوحا ومساحة كلما كان دليلا علي عمق الإيمان , كما ان اللحية الكاملة بجميع ألوان الطيف تُعتبر السمة الواضحة التي تدل علي ان صاحبها " مسلم سلفي " ثم أضاف آخر " ماتنساش أن يكون من " غير شنب – من غير شنب – من غير شنب " ورددنا وراه هذه اللازمة التي فكرتنا بإحدي أعمال فؤاد المهندس المسرحية .. وبعد لحظة سكون , فاجئنا هذا الذي لا دين له حيث أنه قاريء جيد جدا يقول لنا : " زمان في اليهودية كانت هناك علامة علي جبهة الفريسيين او السلفيين علي شكل جرح غائر يدمي بإستمرار .. فقد كانوا يغمضون عيونهم أثناء سيرهم في الشوارع تجنبا أن تقع عيونهم علي إمرأة , فكانوا كثيرا ما يصطدمون بحوائط او بأعمدة الموجودة في الشوارع .. وكلما كان الجرح عميق وكمية النزيف أكثر كان يُعتبر أنه أكثر تمسكا بشريعتهم , أي أنه سلفي علي اصول , فإنطلقت الضحكات العالية منا - مما جعلني اتشجع وأعلق قائلا : أما بالنسبة للحيــة فأنا أقترح علي المسيحي السلفي أن لا يطلق لحية كاملة .. بل يكتفي "بسكسوكـــة" علي الذقن فقط  مع إطلاق شاربه بطريقة جمالية غير عشوائية . أما بالنسبة للمرأة فيكفي ان تضع شال أزرق نيلي علي أكتافها .. فعلا صدق مَنْ قال : شـــر البليــة .. ما يضحك ....... ثم إنصرفنــــا إلي حال سبيلنـــا ..!! ! 
 
   نحن كأقباط لا ننحاز أن نكون متطرفين في معاملاتنا مع غيرنا ولا ننبذ الآخرين علي اساس ديانة أو اي شيء متباين او مختلف معنا ... نحن سلفيون فقط في حبنا لمصــــر .. لذلك أقول : هبوا يا شباب هذا الجيل و رددوا مثل ما كان يردده الرب : " سمعنا أنه قِيلَ للمسيحيين السلفيين من لطمك علي خدك الأيمن , فحول له الآخر أيضا .. وأما نحن المصريون السلفيون فنقول : إلي كل مَنْ تسول نفسه المساس علي مقتدرات مصـــر منذ السلف حتي اليوم   سوف نصدهُ ونسحقهُ ونشربُ من دمهِ " وهذا إنذار ! .. فمصر لا تستحق ما يجري لها هذه الأيام . نحن نتمسك بتراث أجدادنا وبأخلاقيات السلف المصــــري الأصيــــل , بنــــاة الأهرامات , وأصحـــاب الفن والعلــــوم والفلك والطب والتوحيـــــد ... لا للسفية أو للإخوان في مصر إن كانت مسيحية أو إسلامية , وأهــلاً بالأخوان السلفيين المصريين , تشبها بأسلافنا الذين أفنوا أنفسهم في الحب والعمل والتطوير والعلم  .. والسعي بأن تصبح الشمس مشرقـــــة دائمة علي مصر وليست غاربـــــة .. كما هي الآن .... !!!
 لكَ السلامة يامصـــــــر ..!!   

More Delicious Digg Email This
Facebook Google My Space Twitter