باتت مساهمة عدد من القساوسة في شراء صكوك أضاحي العيد وتوزيع اللحوم على الفقراء "عادة سنوية" لا يتخلف عنها أقباط مصر، لتجسيد قيم "العيش المشترك" الذي يجمعهم بشركاء الوطن من المسلمين.
ويحمل جديد هذا العام، تضاعف مشاركة قساوسة بشراء صكوك وزارة الأوقاف المصرية، علاوة على اعتزام بعضهم ذبح "خراف" في الأماكن المخصصة بالقرب من الكنائس في عدد من محافظات الجمهورية؛ من أجل توزيعها على الفقراء والمحتاجين.
شراء الصكوك.. عادة سنوية
القمص يؤانس أديب وكيل مطرانية الأقباط الكاثوليك بمحافظة البحر الأحمر يحرص، ومعه عدد من القساوسة المشاركة سنويا في مشروع وزارة الأوقاف المصرية لـ "صكوك الأضاحي" والذي تطلقه الوزارة للعام السادس على التوالي.
ويقول القمص يؤانس أديب في حديث خاص لـسكاي نيوز عربية: "كعادتنا في كل عام فقد قمنا بشراء صكوك الأضاحي من وزارة الأوقاف، وسنقوم بتوزيع اللحوم علي الفقراء وذلك بالتنسيق مع الوزارة".
ويكشف يوأنس: "مشاركتنا هذا العام لن تكتفي فقط بشراء صكوك الأوقاف، بل هناك تفكير أيضا في شراء خراف وذبحها في أماكن مخصصة بالقرب من الكنيسة، من أجل توزيع لحومها على الفقراء والمحتاجين".
ويؤكد وكيل مطرانية الأقباط الكاثوليك بمحافظة البحر الأحمر: "أعيادنا واحدة.. ونعيش نعيش جميعا في وطن واحد، ونسعى لإدخال الفرحة البهجة في قلوب الجميع".
لحظات بركة وسعادة
وبدا لافتا، تضاعف مشاركة الأقباط هذا العام في مشروع الأضاحي الذي أطلقته وزارة الأوقاف.
ويشير الأنبا إيلاريون أسقف مطرانية الأقباط الأرثوذكس بالبحر الأحمر، في حديث خاص لـسكاي نيوز عربية إلى أن المساهمة في مشروع الأضاحي هذا العام بمبلغ 16 ألف جنيه بواقع 8 صكوك، وذلك بزيادة 6 آلاف جنيه عن العام الماضي.
وقال إن "التوسع هذا العام في شراء صكوك الأضاحي في ظل ظروف تداعيات فيروس كورونا الصعبة على الجميع".
وينبه أسقف البحر الأحمر أن "مشروع الأوقاف فرصة لإطعام الجائع وإكرامه سواء مسلم أو مسيحي، ومشاركات بعضنا البعض في المناسبات المختلفة أمر طبيعي"، مضيفا : "لحظات توزيع اللحوم على الفقراء كلها بركة وسعادة".
وأعرب عن أمنيته بأن يعيش الجميع في أيام مليئة بالاطمئنان والأمان.
يشار إلى أن الأنبا إيلاريون رُسم أسقفاً لمطرانية الأقباط الأرثوذكس بالبحر الأحمر خلفا للأنبا ثاؤفيلوس في شهر يوليو من عام 2019، ليصبح الأسقف الثاني في تاريخ مطرانية البحر الأحمر.
روح المحبة وقيم العيش المشترك
ويرى محمود الشيمي وكيل وزارة الأوقاف بالبحر الأحمر في حديث خاص لـسكاي نيوز عربية إن تزايد نسبة مشاركة الأقباط من عام لأخر يعكس روح المحبة السائدة، ويجسد لقيم العيش المشترك بيننا.
ولفت إلى أن مطرانية البحر الأحمر قامت بشراء 11 صكا هذا العام، علاوة على حرص قساوسة على توزيع اللحوم على الفقراء والمساكين سواء مسلمين أو مسيحيين.
ونوه إلى أن ما جمع من أبناء المحافظة (مسلمين وأقباط) لشراء صكوك أضاحي الأوقاف بلغ حتى الآن نحو مليون جنيه.
دعم كنائس دمياط والسويس وأسيوط
إلى هذا، أعلنت عدد من الكنائس منذ أيام مشاركتها في شراء صكوك الأضاحي التي تطرحها وزارة الأوقاف.
ففي دمياط بشمال مصر، شارك الأنبا بندلايمون كاهن كنيسه الأرثوذكسية في دعم مشروع صكوك الأضاحي بشراء صك الأضحية من المديرية.
ووفقا لصفحة مديرية أوقاف دمياط الرسمية عبر "فيسبوك"، شاركت إيفلين متي بطرس عضو مجلس النواب أيضا بشراء صك أضحية من المديرية. وقالت النائبة: "نتعامل دائما كنسيج واحد يعيش تحت سماء واحدة ونسعى أبدا لنكون كلمه وصفا واحدا"، بحسب ما نقلته صفحة أوقاف دمياط عن النائبة.
وثمن الشيخ محمد سلامة وكيل وزارة الأوقاف بدمياط، في كلمة له هذا "الترابط بين نسيجي المجتمع بالمشاركات المجتمعية والإنسانية"، قائلا: "النسيج المصري قوي ولن يهدم أبدا".
كما شاركت مطرانية أسيوط للأقباط الارثوذكس في مشروع الأوقاف لصكوك الأضاحي حيث تم شراء عدد 10 صكوك من صكوك الأضاحي، وفقا لما أعلنته الصفحة الرسمية على فيس بوك لمديرية أوقاف أسيوط.
وفي السويس، قام الأنبا بموا أسقف السويس بشراء 5 صكوك أضحية من دفاتر صكوك الأضاحي بمديرية أوقاف السويس.
وأطلقت الأوقاف المصرية مشروع صكوك الأضاحي للعام السادس على التوالي، بمبلغ 2000 جنيه للصك الواحد، ويستهدف المشروع إيصال لحوم الأضاحي للمحتاجين في منازلهم.
وقال وزير الأوقاف محمد مختار جمعة، في تصريحات صحفية إن الوزارة حققت رقما قياسيا في مشروع "صكوك الأضاحي" لم يحدث في السنوات الماضية".
وبين أن ما جمع حتى الآن تجاوز 93 مليون جنيه بزيادة 14 مليون جنيه عن العام السابق.