ماجدة سيدهم
الأزمة النفسية اللي بتعيشها حلا شيحة ماهي إلا النموذج الأمثل لملايين من تاءالتأنيث اللي ماشيين منساقين على نفس نهج الصراع النفسي والخلل الذهني الخطير داخل قالب ديني محدود للغاية
وخير من عبرت عن تمزق أجيال بتمامها أفضل جدا من ألف مقال تحليلي ..
ولأن حلا شيحة شأن ملايين غيرها تحمل نفس الثقافة المأزومة (ظل راجل ولا ظل حيطة ) فأغلب الظن وربما أن مشاهد فيلم "مش أنا" والكليب "بحبك " مع تامر حسني رغم أنها عادية في فيلم .. عمل أزمة زوجية هي مش قدها (عدم ثقة بالنفس )..
فقالت تلحق وتبدأ بالهجوم والتبرؤ من الفيلم والفن كله باعتباره الطريق الحرام وقبل ماتتأزم الأمور الأسرية أكتر وتنتهي بالطلاق .. وهاتتطلق..
فيبقى طبيعي نرجع للحجاب بسرعة ..وبعدين النقاب .. وندخل في أزمة العزلة وتوابعها المضطربة من عنف وكراهية وعداء .. وبعدين نخلع النقاب ونتجوز أشكال وألوان ونتحجب تاني ونرجع من تاني للفن الحلال وفلوسه الحلوة ..
وبعدين نكتشف أنه حرام ..وأرجع أهاجمه رغم إن جوايا مش مقتنع ..يعني عيني فيه بس بسبب الرعب من كلام الدراويش لازم أقول عليه إخيه ..يعني قرارات مهزوزة وحسب الحاجة ..
وهكذا يستمر التشوه والتفسخ النفسي الخطير مابين الطبيعية النقية لأي إنسان طبيعي وأغلال شيوخ الحرام ... يعني من أقصى التطرف لأقصى التطرف غير المحسوب وكلاهما اضطراب نفسي مضر جدا ..
* على فكرة. ..حلا شيحة حد كويس ..زي ناس كتير غيرها من فنانين وإعلاميين ومشاهير ( ومعروفين بالإسم ) .. وناس عادية .. بس تايهين وضايعين ..مش مرتاحين ولا مقتنعين ..
حتى المادة الفنية او الإعلامية اللي بيقدموها مش موزونة ..فيها حيرة ومش مكتملة ولا واضحة ولا جريئة ...مادة متوترة جدا ..
لأن بوضوح فيه حاجة ضد العقل وضد الطبيعة وضد الإنسانية والحرية وضد الأخلاق وضد التطور والتحضر .. بس الشيخ أبو كرباج و أبو تعليم على قده بيقول غير كدا ..ولأنه اقنعنا أنه عالم فمشينا وراه وصدقناه ..
الناس القلقانة دي تعبانة بجد ...وخايفة تشغل مخها وتسأل وتقرر .. يمكن خايفين تكون فيه حقيقة تانية وتبقى كارثة ..
الناس دي خايفة تعرف ..خايفة ترفض ..خايفة تقول لأ..
خايفين من كل حاجة .خايفين يعيشوا ..خايفين يختبروا الحب بنضافة . خايفين من النور .. .خايفين يتصالحوا مع البشر ..
هو دا مش إرهاب برضه ..؟
ودا يمكن بيفسر الاقبال المتزايد من بعضهم على زيارة الكنايس وايقاد الشموع ومشاركة في احتفالات لبعض القديسين بالصعيد أو بلبنان ..كنوع من تحدي قهر شيوخ الصحرا ورفض فكر التراث العدائي و غير الإنساني ..أو البحث عن السلام وعن الآخر واكتشاف الحقيقة والراحة من دون وصاية أو ترهيب ..الحياة أبسط جدا من كل تعقيدات الخرافة والتعتيم .
اللعنة على كل من شوه نفسية شوارع المحروسة وحرم الفنون والجمال والحرية ..وخلى قيم التراث والهبو الصحراوي أعلى من القيم الإنسانية والأخلاقية وزرع في كل شبر كل هذا التشتت والقلق ..