كتب – محرر الأقباط متحدون
أكد الكاتب حمدى عبدالعزيز، أن مصر والسودان سوف يكونا الأكثر حرصا على سد النهضة من إثيوبيا نفسها في حال الانتهاء من الملء الثاني للسد، مؤكدًا أن أديس أبابا احتفت بما انتهت إليه جلسة مجلس الأمن لأنها تريد كسب الوقت لإتمام الملء الثاني.
وقال "عبدالعزيز" عبر حسابه على فيسبوك، "أظن - كنتيجة لمتابعاتي المتواضعة والفقيرة من حيث المعرفة - أنه لو انتهي الموقف بنجاح الجانب الأثيوبي (لاقدر الله) في إتمام عملية الملء الثاني مزامنة مع تعلية إرتفاعاته ، وهو مايعني وجود أكثر من 13 مليار متر مكعب من المياه خلف سد النهضة ".
وتابع: "عندها سيتم استبعاد ورقة استخدام القوة العسكرية تماماً من أوراق القوي المتوافرة للدولة المصرية، في تعاملها مع أزمة السد. بل سيضاف إلي ذلك أمر في غاية الأهمية الحساسية والتعقيد ستؤثر علي مستقبل التعامل مع الأزمة وإمكانات الخروج منها بحل يضمن الحقوق التاريخية للشعب المصري في نهر النيل، بل ومستقبل حياة الأجيال المقبلة في مصر".
وأكد حمدي عبدالعزيز، أن علي مصر والسودان (لاقدر الله وقتها) أن تكون الأشد حرصاً علي سد النهضة (وربما أكثر من إثيوبيا ذاتها، وربما سيكون علينا الأبتهال إلي الله بألا يلحق بسد النهضة أي أذي) وذلك يفسر حرص الحكومة الإثيوبية الشديد علي سرعة البدء في الملء الثاني للوصول إلي إحراز الهدف الأكثر حيوية واستراتيجية بالنسبة لهم الآن (علي طريق فرض الأمر الواقع) وهو المتمثل الإنجاز السريع لعملية ملء ثلاثة عشر مليارات متر مكعب من المياه قبل انتهاء فترة هطول الأمطار الموسمية والفيضانات.
وأشار إلى أن الأثيوبيون فهموا استراتيجيات العصابات الصهيونية (المجربة جيداً) هي الأنجح في التعامل مع المنطقة. وبالتالي فهم يرتكزون علي كسب معارك فرض الأمر الواقع علي الجميع، وحيازة الوقت عبر إطالة أزمنة المفاوضات بالمراوغة وإدارة الوقت بطريقة تضمن تساقط أوراق القوة لدي الأطراف الاخري المقابلة لتتجرد منها شيئاً فشيئاً وخطوة وراء خطوة مع مرور الوقت
وأختتم أن سر الإحتفاء الإثيوبي بمجريات جلسة مجلس الأمن التي تسير في اتجاه إعادة المفاوضات تحت مظلة الإتحاد الأفريقي دونما أي إلزام جدي لإثيوبيا بوقف الملء لحين إتمام المفاوضات، وهو ماتعتبره إثيوبيا إنتصاراً لها في معركة كسب الوقت.