القس مينا عبود .. صاحب الصوت الملائكي الذي نجا من حادث فقد فيه والده واستشهد على يد "داعش سيناء"

احتفلت الكنائس القبطية الأرثوذكسية، أمس 6 يوليو بذكري الشهيد القس مينا عبود، راعي كنيسة المساعيد بالعريش، إذ استشهد في مثل هذا اليوم عام 2013، عقب انتهائه من صلاة القداس الإلهي، بعدما أطلق عدد من الإرهابيين الموالين لجماعة الإخوان الإرهابية الرصاص عليه، ردا على إطاحة المصريين بمحمد مرسي العياط فسقط قتيلًا في الحال أمام مبنى الخدمات الملحق بالكنيسة في العريش ، هو رجل الدين المسالم.

 

ويأتي اغتيال القس مينا عبود أيضا في إطار كراهية وتكفير تنظيم "بيت المقدس" الذي بات يعرف بـ"داعش سيناء"، للمسيحيين ولكل من شاركوا في الثورة  ضد حكم الجماعة الإرهابية، وبالفعل نجح التنظيم في قتل القس مينا عبود شاروبيل البالغ 39 عاما.

 

بعد استشهاده قال الأنبا قزمان، أسقف عام شمال سيناء:" استشهد القمص مينا بعد أن أطلق عليه مسلحون من الإسلاميين التكفيريين في سيناء  النار وهو يقود سيارته بالعريش، وأشار إلى أنه سوف يتم إعداد جنازة شعبية كبيره تخرج من الكاتدرائية المرقسيه بالعباسية للقمص مينا سكرتير نيافته، وستقوم القوات المسلحة بعملية نقل الجثمان إلى القاهرة.

ولد القس مينا عبود، في أسوان، يوم 16 سبتمبر 1974، باسم صليب عبود شاروبيم، وهو صغير تعرض لحادث سيارة أدى لمصرع والده بينما هو ظل سالما، لتتولى والدته تربيته، فراحت تغرس فيه حب الكنيسة ، والالتصاق بها، كونها كانت على صلة وثيقة بالكنيسة، وكانت تعمل بوزارة التربية والتعليم.

 

حاز على دراسته التمهيدية بمحافظة أسوان، ثم حصل على بكالوريوس التجارة، بجامعة عين شمس،عمل بإحدى شركات السيراميك، وانتقل للعمل كمحاسب بإحدى المدارس، كان محبا للألحان، واشتهر بصوته الرنان ذي النبرة الملائكية، فكانت حياته الروحية غالبة عليه، وانتمى لكنيسة السيدة العذراء بالأميرية، لتميز صوته عن رفقائه.

 أسس خورس الشمامسة، باسم الشهيد إسطفانوس، ونظرًا لحبه الشديد بالخدمة، أسس مدرسة تابعة للكنيسة بذات الاسم لتعليم الألحان والطقوس القبطية عام 2006، وما زالت تعمل حتى الآن بإدارة عدد من تلاميذه في الخدمة، بالإضافة إلى نشاطه الملحوظ في أسقفية الشباب، وتزوج من إحدى الخادمات الأمينات بالكنيسة .

عينه الأنبا موسى، أسقف الشباب، عضوًا باللجنة المركزية لمهرجان الكرازة على مستوى الكنيسة القبطية الأرثوذكسية، رشح للكهنوت بكنيسة الأميرية، وقام الأنبا كيرلس، آفا مينا رئيس دير مار مينا بمريوط، والأنبا قزمان أسقف شمال سيناء، بسيامته قسًا في 3 مارس 2012 ليتولى الخدمة والكهنوت بكنيسة مارمينا بالمساعيد في العريش، كما تولى سكرتارية الأنبا قزمان إلى جانب خدمته، قالت الكنيسة عنه :  كان أباٌ يفخر بة الجميع ومعلماً لن ينسي أحد فضله ، لنطلب شفاعته أمام عرش النعمة ."