كتبها – Oliver
- منذ إنفصلت الخليقة عن الله بالخطية '> الله بالخطية لم تعد واحداً مع الله. أوهمتنا الحية بأننا سنكون مع الله واحداً إن أكلنا من الشجرة فأكلنا و إنقسمنا حتي على بعضنا البعض. فلم يعد آدم يهتم بحواء و يراها كنفسه بل رآها سبب سقوطه و رأت حواء الحية سبب سقوطها و تفسخت كل العلاقات بين من كانوا واحداً.
- تجسد رب المجد و صار واحداً معنا في جسم بشريتنا ليصالحنا مع الآب فيجعل المتفرقين واحداً. كان طريق المصالحة هذا متنوع السبل فالمصالحة لا تتم بالفداء وحده. بل بكل أعمال المسيح و تعاليمه. لنتأمل كيف كان يهدف رب المجد أن يجعل الإثنين واحداً بأنواع و طرق شتى.
- عند ولادته أظهر قوة. جعل بيت لحم الصغري لها إسم بجوار أورشليم العظمي. جمع الصغري مع العظمي مت2: 6. وما صنعه مع المدن صنعه مع البشر. فجعل المجوس الأمميين لهم نصيب الرعاة اليهود. جمع الإثنين قدام مولده. و لما كانت مصر خصماً لشعب الله هرب فى طفولته. إحتضنته مصر و هو إحتضن مصر و ذابت العداوة القديمة. صار لمصر نفس مذبح الله الذى في أورشليم.
- حين إعتمد في الأردن إنفتحت السماء وبقيت مفتوحة لكي تلد المعتمدين ولادة ثانية فيلبسون نفس المسيح و يسكنهم نفس الروح القدس فيكونون واحداً على شبه إبن الله.
- أصعد إلى البرية ليجرب من إبليس صار واحداً مع المجربين غير متغرب عن معاناة البشر. وبعد غلبته لإبليس عاد فجمعوا إليه جميع السقماء فشفاهم. إتحد الجميع في شفاءهم بقوة ربنا يسوع.
- صعد إلى الجبل يعلمنا و يمنحنا كلماته أدوية شفاء من الإنقسام . رباط المحبة الذى يلملم المتبعثرين مساكين الروح و الحزاني و الودعاء و أنقياء القلب فى نفس حضن إبراهيم.. صانعي السلام مطوبون لأنهم يجمعون المختلفين معاً بالغفران كالمسيح. طوب الرحماء لأنه بالرحمة يصبح المانح و الآخذ متحدين فى عطايا الله. الرحمة تصنع قلباً مشتركاً وما نعانيه من أجل ملكوت الله يصنع مجداً مشتركاً.
- حين يعلمنا أن نكون نوراً فهو يشجعنا أن نقدم المسيح لغير المبصرين كي يجتمع البعيدين مع القريبين. نور المسيح يوحد الكل في الإستنارة. ينهانا عن الغضب على الأخوة ليحفظ وحدة الأخوة. يعلمنا محبة الأعداء فتتحد القلوب المتنافرة بإسمه المخلص. تعاليم المسيح الحلوة تجعل الإثنين واحداً. لذلك كن مراضياً لخصمك في الطريق لأن المسيح يريد خلاصك و خلاص خصمك.
- المسيح جعل الزواج سر ظاهر و خفي للوحدة. وحدة جسدية ظاهرية و وحدة قلبية كامنة . إذ ليسا بعد إثنان لأنه جعل الإثنين واحداً.
- لماذا شجعنا المسيح على الميل الثاني لمن يسخرنا للميل الأول. إنه يعلمنا وحدة الأشواق. من يطلب منا ميلاً بالسخرة نزيده ميلاً بالمحبة فيكون البذل بإرادتنا وسيلة تجمع الميلين معاً. و تجمع الميول معاً. هكذا من يأخذ الثوب عنوة نعطه الرداء برحابة قلب كي تكون محبتنا ليس عن قهر بل إرادة في الإتحاد بالوصية. فنجعل طالب الثوب بالقوة يلبس رداءنا بالمحبة فنغلب سخرته بقوة محبتنا و تحصل الوحدة .
- إن شمساً واحدة تشرق على الكل. أرضاً واحدة نحيا عليها. سماءاً واحدة تظللنا. هذه كلها درس للوحدة.
- العطاء دم واحد يسري بين قلبين. لغة الصلاة الربانية تضع الجميع بلسان واحد قدام عرش النعمة.
- هكذا كان تعليم الرب يسوع فعلاً عميقاً للوصية كي بها نصير للمسيح واحداً. ثم لا يكتفي بتعليمنا بل يصلي لأبيه عنا كي نكون واحداً. ثم لا يكتفي بالصلاة بل يموت الواحد الأعظم من أجل الكل فيجمع النفوس في شبكة خلاصه. ثم إذ يقوم يقيمنا معه و إذ يصعد يجلسنا معه في السماويات و إذ يرسل روحه القدوس يصير روح المسيح روحنا نحن أيضاً فنكون مثله متحدين بروحه ثابتين في الواحد الذى لم يترك وسيلة إلا و جعل بها الإثنين واحداً. و إذ يأتي في مجيئه الثاني يأخذنا معه على نفس سحابة مجده و نور شخصه إلى عظمة ملكوته فتكون الأبدية وحدة فى مجد بلا إنقطاع بلا إنقسام بلا إفتراق.
