"المهندس باسل قس نصر الله، مستشار مفتي سورية
الحرب الأهلية اللبنانية هي حرب متعددة الأوجه، واستمرت من عام 1975 إلى عام 1990، حيث بدأ القتال بين الموارنة والقوات الفلسطينية، لكن تغيّر المعطيات أدّى إلى تغيّر التحالفات خلال هذه السنوات، فأصبح أصدقاء الأمس أعداء اليوم، أما الغد فكان مجهولاً بين الجميع.
المؤلف هو آلان مينارغ Alain Ménargues. وهو صحفي فرنسي ومُدير سابق لراديو فرنسا الدولي، كتب عن هذه الحرب كتابين ونحن نستعرض الكتاب الاول.
-بدأت (الحرب اللبنانية) يوم الأحد 13 نيسان 1975
-في 17 كانون الثاني 1975، عَبَرَ "حافظ الأسد" للمرة الأولى الحدود السورية اللبنانية ليلتقي رسمياً الرئيس "سليمان فرنجية" في فندق "بارك أوتيل" في شتورا.
-في 12 نيسان 1976 ، صرّح "حافظ الأسد" علناً أنه سيكون جاهزاً لنجدة المسيحيين: "سوريا جاهزة للتحرك نحو لبنان للدفاع عن المقهورين فيه دون تمييز بين الطوائف".
-أُوقِفَ "بشير" (الجميّل)، في نهاية تموز (1978)، على حاجز سوري في الأشرفية (بيروت) وأحتُجِز لبضع ساعات.
-كان رجال "آل الجميل" يحملون لقب "شيخ" أباً عن جد، إذ كان الأمير "بشير أحمد أبو اللمع"، الأمير الحاكم آنذاك، قد مَنَح جد "بيار الجميّل" هذا اللقب لقاء "خدمات أسداها" له، حوالي عام 1855.
-كان "بشير الجميل" يتمتع أيضاً بدعم رهبان الكسليك الموارنة. إذ أن اثنين من مسؤوليهم، الأباتي "شربل قسيس" والأباتي "بولس نعمان" قد أعلنا تأييدهما لقيام "فضاء حيوي مسيحي".
-تعود الاتصالات الأولى بين الإسرائيليين و(بعض) المسيحيين في لبنان إلى عام 1951. طلب حزب الكتائب انذاك مساعدة مالية لحملته الإنتخابية التشريعية ... وافق (رئيس وزراء إسرائيل) "موشيه شاريت" على منحهم مبلغا متواضعا وقدره 3000 دولار اميركي.
-توجه "جورج عدوان"، زعيم مجموعة التنظيم المسيحية القومية الى سفارة إسرائيل في باريس، الكائنة في شارع "رابليه"، وطلب بعد التعريف عن نفسه، مقابلة "شخص مسؤول" فوجد نفسه بحضور "دافيد كمحي" الذي عرّف عن نفسه كأحد أفراد البعثة.
-أوضح كريم بقرادوني. في 30 آب 1981 "بوسع إسرائيل أن تجعل منه ربما قائداً عسكرياً، بينما بوسع سورية ان تجعل منه زعيماً سياسياً. اليوم أصبح بشير زعيماً سياسياً".
-في اليوم الخامس على اندلاع الحرب في الحادي عشر من حزيران 1982 اتصل سفير الولايات المتحدة عند الساعة الثانية ليلاً بـ (رئيس وزراء اسرائيل) "مناحيم بيغن" مطالباً بوقف العمليات العسكرية باسم الرئيس (الاميركي رونالد) "ريغن"، وأبلغ الدبلوماسي رئيس الوزراء الإسرائيلي أن (الزعيم السوفيتي) "ليونيد برجنيف" اتصل بالرئيس "ريغن" على الهاتف الأحمر مشيراً بأن المضي قدماً بالعمل العسكري في لبنان قد ينجم عنه صراع بين الدولتين العظميين في مناطق أخرى من العالم.
-وصل "شيمون بيريز" الى قصر المختارة (لبنان في حزيران 1982). طَلَب مقابلة "وليد بك جنبلاط" مؤكداً أنه مُرسل من جانب "ويلي براندت" رئيس الأممية الإشتراكية التي يَشغل فيها الزعيم الدرزي أحد مراكز نائبي الرئيس ... لم يكد (شيمون) "بيريز" يرحل حتى اتصل "وليد جنبلاط" هاتفياً بـ "ويلي براندت" في المانيا الذي قال له أن النائب الإسرائيلي لم يكن مكلفاً باية مهمة.
-(قال بشير الجميل في 23 حزيران 1982 في اجتماعات لجنة السلامة العامة): "السرعة" عند (الزعيم الفلسطيني ياسر عرفات) ابو عمار تعني عشر سنوات. ياسر عرفات يتنفس ستين مرة في الدقيقة، لكنه يكذب مئة وعشرين مرة في الدقيقة.
-عقد في 16 حزيران 1982 اجتماع سري في مقر السفير الاميركي في اليرزه (لبنان) ... امسك (المبعوث الأميركي فيليب حبيب) القائد المسيحي (بشير الجميل) بيده، وحدّق في عينيه قائلا: "قرّرت الولايات المتحدة أن تدعم ترشيحك لانتخابات الرئاسة. سنتولى أمر العربية السعودية والمسلمين هنا. ونطلب منك أن تساعدنا بسلوكك ... دعني أُقبِّلك، وليكن الله معك"
-دخل امين الجميل يوم اول تشرين الثاني 1982 في مفاوضات سرية مع الإسرائيليين أسفرت يوم 17 ايار 1983 عن عقد معاهدة صلح. وأقرّت الحكومة الإسرائيلية هذه الاتفاقية كما صوّت لصالحها نواب البرلمان اللبناني باستثناء بضعة نواب. لكن (الرئيس اللبناني) "أمين الجميل" امتنع عن نشرها ولم تُنفذ فقط.