الأقباط متحدون - الأقباط والإخوان
أخر تحديث ١٦:٣٦ | الاثنين ٢٠ اغسطس ٢٠١٢ | ١٤ مسرى ١٧٢٨ ش | العدد ٢٨٥٨ السنة السابعة
إغلاق تصغير

الأقباط والإخوان

بقلم نسيم عبيد عوض
لابد اليوم وقد أصبح واقعا وحقيقة أننا سنعيش فى زمن الإخوان ‘ وخصوصا بعد فوز الدكتورمحمد مرسى برئاسة الجمهورية ‘ وهو فى ألأصل من جماعة الإخوان المسلمين ‘ ورئيس حزب الحرية والعدالة ‘ الذراع السياسى لهذه الجماعة ‘ وبطبيعة النظام الرئاسى أنه يملك كل الصلاحيات التنفيذية ‘ وبالطبيعة يكون له التأثير الفعال وبدون مراوغة  فى مسار السلطات التشريعية والقضائية ‘ أقول انه لابد من فتح الملف الخاص بنا  وبأسم الأقباط والإخوان ‘وأقصد كيف سيكون حال الأقباط فى ظل حكم الإخوان المسلمين على حكم وخلافة البلاد ‘ وهذا هو شغلنا الشاغل ومدار تفكيرنا وقلقنا  المستمر ‘ وفى مقدمة هذا الملف نوضح عدة نقاط مهمة حتى نطرح القضية بكل حيادية وبدون تطرف :
 
أولا: أننا لابد أن نتفق أن زوال طغيان الحكم العسكرى الذى عاش فيه جيلنا ‘ وتحويل الحكم لسلطة مدنية شيئ كنا دائما نتمنى حدوثه بل وطالبنا به مع كل فئات المثقفين والأمناء فى مصر ‘وهذا فى حد ذاته نصرة تاريخية للشعب ومنهم الأقباط بالطبع ‘ وماقام به الدكتورمرسى  سواء بإتمام الصفقة التى كتبت فى مقالى السابق أن ثمنها دماء الشهداء ‘ وسواء بالمناورة أو بغيرها ‘ فما تم نصرا كبيرا لمصر لأنه على الأقل وفقط  مايخص خزائن الجيش التى تغنى مصر عن سؤال اللئيم ‘ وترمم عظام الوطن المتهدم والآيل للسقوط ‘ وطبعا بخلاف المكاسب الإستراتيجية الأخرى‘  ولأن ملف الأقباط الآن سيتم فتحة ومعالجة قضاياه من رجال حكومة مدنية لن تأخذ أوامرها بأسلوب حاضر ياأفندم ‘وحتى ولو كانوا من الإخوان المسلمين لأنهم فى الأصل مصريون ودعواهم بدأت من الإسماعيلية ‘ولم نستوردها من بلاد السعودية أو الخليج ‘أقصد أن هؤلاء الإخوان المصريون يعيشون معنا وبيننا وفى وسطنا وحولنا أكثر من ثمانين سنة‘يعرفون حقيقة المعاناة فى ديار شعب مصر ‘ رغم توجههم الدينى وهذه نقطة نركز عليها كثيرا ولا نعترف بأن مشاكلنا لها توجه أكبر طالما ان ديننا وعقيدتنا وعباداتنا لن يعتدى عليها ‘ وهذه ماينادوا به فى كل وقت ومكان. 
 
ثانيا: أن هذا الملف ليس شائكا كما يظن البعض ‘لأننا لم يسبق أن جربنا الحياة تحت ظل حكومة مشكلة منهم ‘ وبالتجربة وليس بالحصر لم ينال الأقباط من الإخوان أضرارا فى حياتهم مثلما نالوا من عناصر السلفيين ومن الجماعات الإسلامية المتطرفة ‘ ولا أذكر إلا مأشيع فى بداية الخمسينات أن الإخوان سيفجرون الكنائس فى ليلة عيد الميلاد المجيد ‘ ولم يحدث لهذا أن تحقق ‘ وبعد قيام الثورة وحتى اليوم يعيش الأقباط وكنائسهم تحت سيف الإرهاب اليومى ‘ومن أهم أسبابه سحب الدولة غطاء الحماية الأمنية عن الأقباط وتركتهم تحت رحمة المعتدون بكل طوائفهم ‘ ولعل الشاهد اليوم هو دخول فئة البلطجية كواقع ملموس يواجه المجتمع كله ويهدد الأقباط فى معيشتهم وحياتهم وأمن مصر كلها .
 
ثالثا : لابد لنا كأقباط أن نعترف أن الحكم القادم سيكون للإخوان المسلمين ‘شئنا أم أبينا وهذا لا يروعنا كما تتدعى وسائل الأعلام لعدة أسباب :
0 -  لماذا لا يكونون وهم من أفضل الكادرات المدنية الموجود بمصر اليوم ‘يتمتعون بأفضل الدرجات العلمية ‘ وأغلبهم من الأطباء والمهندسين والمحامين وغيره‘ومنهم أعدادا لا تحصى حصلت على درجات علمية من أميركا ودول العالم ‘ والمقصود أننا فى زمن الإخوان المستنير ‘ وأرجوا تذكرة أنهم ليسوا بالسلفيين الذين يطبقون الوهابية السعودية ‘أو جماعات الإسلام المتطرف ‘ ولو أن كتب الإخوان المسلمين هى بالحقيقة السبب فى كل الإرهاب الإسلامى الموجود فى العالم اليوم ‘ ولكننى أتكلم عن تجربتنا المصرية ‘(وأرجوا أن لا أتهم بتغيير كلامى ‘ وتغيير الموقف والكلام نابع من حقائق إلى متى سنظل نتجاهلها‘ ونحن فى سبيل فتح ملف الأقباط لابد لنا من رؤية الواقع وليس خطبا وشعارات ودعاوى فنحن أمام منحنيات متغيرة بتغير التوجه السياسى ‘فالملف هذه المرة سيكون من نقاط وحقائق أمام عينى وليس أساسها كتب وشعارات ‘أو مخاوف يمكن أن لا يكون لها أساس من الصحة)
0 – أنهم الجماعة المنظمة الوحيدة بالأسلوب العلمى والإدارى والقيادى فى مصر اليوم ‘ سواء قلنا أنهم سرقوا الثورة أو غيرها من المسميات ‘فقد سيطروا ونظموا أنفسهم وأعتلوا المنصات ونظموا صفوفهم لينتخبهم الشعب ‘ وكأى صراع سياسى فى العالم كله  لهم  الحق فى التفوق على غيرهم من الأحزاب ‘ والتى على ذكرها فهى أحزاب هشة فارغة تعيش فى صراع القيادات ‘ بأعداد ليس لها وجود أو تأثير فى الشارع المصرى ‘ وإذا أخذنا مثال حزب الوفد الأقوى تاريخيا ‘ فهو صورة باهتة لتاريخ مجيد ليس له وجود اليوم وليس لهم أى تأثير يذكر ولن يكون لآنهم مشغولون بقياداتهم وليس بشعبهم ‘ وباقى الأحزاب محاولات تحتاج لفترة طويلة حتى يكون لها تأثير فى المجتمع ‘ ونظلمهم لو وضعناهم مقابل جماعة الإخوان المسلمين الموجودين كحقيقة واقعية ونظام يعمل ولم يهدأ  لحظة ‘ حتى لو كان تحت الأرض‘ ولكنهم منذ ثمانين عاما يعملون ولم يتوقفوا تحت ضغط السجون أو المعتقلات ‘ فلا بد إعطائهم حقهم فى التواجد فى ربوع مصر ‘ حتى لو إستغلوا شعاراتهم الدينية.
 
0 – العملية السياسية لها كل الحقوق فى إستخدام كل المتغيرات لجذب الشارع والمجتمع لصالحها ‘ وإذا إستخد م الرئيس اليوم كل قوته فى عقد صفقات أو تبديل القيادات  ‘ فنجاحة فى إستخدام كل عناصر القوة لمصلحة قيادته ونجاحها فهذا حقه كاملا ‘ بل ويعتبر قائدا ناجحا فى السيطرة على أركان حكمه ‘ وهذه بالمناسبة ورقة ناجحة جذبتنى لقيادة الدكتور مرسى ‘ فلا ننسى أنه أستاذ هندسة رجلا جامعيا ليس له إلا فصول الدراسة والطلبة والطالبات ‘ وهوو قد أصبح رئيسا لمصر فلابد له من ترتيب إدارة حكمه فى بيوت عنكبوت الحكم العسكر الذى عشش طوال عقودا طويله ‘ كل هذا مع إستخدامه لإمكانيات جماعته وحزبه الأقوى فى تهيئة أركان حكمه ‘ فهذاحقه ونشجعه على ذلك ‘ وخصوصا وقد شكل حكومته من أغلبية مدنية وحتى لو كانت لها خلفية إعتناقها لمبادئ الإخوان المسلمين.
 
0 – فى تاريخ جماعة الإخوان تسطيرتعاونى معهم من أقباط مصر‘ والمثل على ذلك  صداقة حسن البنا بمكرم عبيد وإبراهيم باشا فرج ‘ وإشتراك أقباط فى اللجنة السياسية المركزية للإخوان التابعةلمكتب الإرشاد ‘وهم وهيب دوس المحامى ولويس فانوس عضو مجلس النواب  وكريم ثابت المحامى ‘ كما إتخذ المرشد محمد مهدى عاكف القبطى رفيق حبيب مستشارا سياسيا له والمعين حاليا نائبا من نواب جماعة الإخوان المسلمين ‘ والذى أعلن أخيرا بأن قيام الجماعة بأخونة الدولة إنهيار للجماعة نفسها.
 
وفى كتاب للمؤلف الصحفى عامر شماخ المنشور عام 2008 بأسم (الإخوان والأقباط من يطمئن من ؟!) قال عن الإخوان والوحدة الوطنية  " يؤمن الإخوان بمبدأ المواطنة باعتباره أصلا إسلاميا ‘فهم لا يميزون بين المواطنين فى الحقوق والواجبات على أساس الدين أو الجنس أو اللون ‘ ويعتبرون مصر دولة لكل مواطنيها الذين يتمتعون بجنسيتها وناقش الإخوان فى برنامج حزبهم دور الكنيسة باعتبارها أحد مكونات المجتمع المصرى ولها دورها فى الإصلاح والتغيير وفى دعم القيم الثقافية وعملية التنشئه بدعم قيم المشاركة الإيجابية والتصدى للإزمة الأخلاقية والقيمية التى تهدد المجتمع .. وكتب أيضا أن الإخوان يدركون أن المستفيد من الفتنة الطائفية هم أعداء الأمة ‘ وأن هناك نقاط تلاق مع الأقباط منها الوقوف فى وجه التيارات الإلحادية المعادية للأديان وتيارات الإباحية والإنحلال الخلقى والوقوف فى وجه الصهيونية البغيضة)
 
وهذه التصريحات شيئ عظيم ومطمئن ولكنه لا يمثل الحقيقة ‘ وهذا ماسنتعرض له بالتفصيل فيما بعد  ومناقشة تصريحات الجماعة بعد قرب توليهم السلطة  وحتى اليوم ‘ وفى ضوء تعيين وزير واحد فى حكومة مشكلة من 35 وزيرا والتقهقر نحو تعيين نائب قبطى لرئيس الجمهورية كما وعد الرئيس مرسى فى وعوده الإنتخابية ‘ ورأيهم فى قضية الهوية المصرية وفى كل مايخص المواطنة وغيرها من أوراق الملف القبطى وهذا ماسنفرد له ملفا كاملا.
أن القبطى الذى عايش على أرض وطنه جميع أنواع الحكومات الإسلامية وفئاتها وشرائعها  طوال القرون الماضية قادر أن يتعايش مع حكم الإخوان المسلمين ويعبر بهم زمانهم ويبقى القبطى راسخا على أرض وطنه يمد يديه بالمحبة للمساهمة فى تقدم الأمة ونهضتها . 
الأقباط لهم مطالبهم الواضحة وأهمها المواطنة وتفعيلها قانونيا ‘المساواة الحقيقية فى الحقوق والواجبات ‘ وعدم التمييز فى جوانب الحياة فى المجتمع ‘ وأن تكون الكفاءة هى معيار المفاضلة بين المواطنين بغض النظر عن الدين ‘ العدالة القانونية وعدم تمييز القضاءفى توقيع العقوبات  بين المسلمين والأقباط ‘ إحترام مطالب الكنيسة فى تقنيين بناء الكنائس للعبادة والصلاة ‘ إصدار قانون الأحوال الشخصية للمسيحيين ‘ تطبيق حقيقى لحرية العقيدة والعبادة ‘ ومطالب كثيرة لا تميز فيها لأنها تدخل جميعها تحت بند حقوق الإنسان الحر الكريم ‘ وهذه أيضا سنخصص لها ملفا خاصا فى الحوار الخاص بالأقباط والإخوان .
الذى سيحدث الموازنة فى العلاقة بين الأقباط والإخوان هم المسلمين أبناء الوطن أنفسهم ‘ وهم اليوم واقفون بالمرصاد ونحن جميعا معهم نتصدى لهيمنة الجماعة على البلاد سواءالهيمنة الدينية التى ستغلف المجتمع بصبغة مرفوضة ‘وأيضا للتصدى لكل ما هو ضد حقوق الإنسان ومراقبة تصرفات الإخوان فى تسيير ووضع الخطط لنهضة الوطن و تخوفات عديدة يقف لها الشارع المصرى ويترقب ‘ وكل مانتمناه من فتح هذه الملفات أن يتواءم ويتلاصق أبناءالتربة المصرية فى هدف واحد لا تمييز بينهم ولا فرقة .. وللحديث بقية حتمية . 

More Delicious Digg Email This
Facebook Google My Space Twitter