أشرف حلمى
أثار فستان حبيبة طارق الفتاة الجامعية الجدل على مواقع التوصل الاجتماعي على مدار الأيام القليلة السابقة وحتى هذه اللحظة ، وتعاطف معها الملايين من شعبنا المصرى الأصيل الذى أعلن رفضه بشدة لما حدث لها من تصرفات عنصرية تمييزية وإهانات غير أخلاقية من مراقب ومراقبات الامتحانات بجامعة طنطا ، وكشفت للعامة الفكر السلفى المسيطر على ويعتنقه العديد من ابناء الشعب المصرى وبعض المسؤلين ، العاملين والموظفين بمؤسسات الدولة ، خاصة التعليمية منها منذ المرحلة الابتدائية الى الجامعية ، والذى يظهر من خلال ملابس الطالبات خاصة صغار السن بمراحل التعليم الأساسية والثانوية اللاواتي فرض عليهم زى معين ، فمراقب اللجنة عن سؤاله بديانة الطالبة ، المقصود منه إقامة حفلة لإهانتها ولكن النتيجة جاءت عكس إرادته ، فما كان للمراقبات عمل حفله التنمر عليها بسبب فستانها ، وكأن هناك زياً خاصاً لطالبات الجامعة ، ولم اكرر ما حدث من جانب الطرفين والمعروف للجميع .
ما حدث للطالبة يعيد للأذهان ما قام به أحد الإعلاميين المعروفين فى برنامجه على قناة صدى البلد تجاة السيدة نبيلة مكرم وزيرة الهجرة وشئون المصريين بالخارج لدى تأديتها لمراسم حلف اليمين أمام السيد الرئيس عبد الفتاح السيسى عام ٢٠١٥ ، حيث قام بوصف ملابسها بالغير لائقة والمقصود بها فستانها ( نص كم ) مضيفاً ولا يصح ان تلبس هكذا أمام الرئيس ، وقمت بالرد على هذا الإعلامى فى مقال سابق تحت عنوان ( أحنا أسفين يا وزيرة الهجرة ) أثنيت فيه بفستان السيدة الوزيرة مشيراً الى السيدة كريستينا كيرشنر رئيسة دولة الأرجنتين لدى حلفانها اليمين الدستورية امام الكونجرس الأرجنتينى للمرة الثانية بفستان نصف كم فى حضور العديد من رؤساء دول اميركا اللاتينية الاخرى دون نقد من أحد .
فى موضوع الطالبه حبيبه قام الإعلامى عمرو أديب بمداخلة معها فى برنامج الحكاية ، كما قام الدكتور محمود زكي رئيس جامعة طنطا ، بإحالة شكوى الطالبة حبيبة وما أثارته مما تعرضت له من بعض مراقبى لجان الامتحان إلى النيابة العامة ، وهناك الالاف من البنات والفتيات التى تعرضوا لمثل هذا التنمر بسبب ملابسهم دون الإفصاح عنها إضافة الى ما تعرضت له لاعبات الفرق الرياضية المختلفة ، وهناك القليل منها تم الاعلان عنها وتم التحقيق فيها طبقاً لظروف صاحبة الحالة ، والأكثر من ذلك شنت سيدات مصر مؤخراً حملة ضد ما تتعرض لها الفتيات والنساء ضد الافكار الرجعية التى اعتنقها اصحاب الفكر الوهابى بعد واقعة فستان حبيبة ، وذلك للعودة الى ملابس المرأة المصرية العصرية والأنيقة لما قبل السبعينيات تحت عنوان ( البسوا الفستان بيخافوا منه ) .
أما فى موضوع السيدة الوزيرة نبيلة مكرم ، فقد أوضحت في مداخلة هاتفية لبرنامج "حضرة المواطن" المذاع على قناة العاصمة ، بأنها اى السيدة الوزيرة تتقبل الانتقادات حول ارتدائها ملابس "نص كم" أثناء حلف اليمين ، وأكدت أن ارتدائها ملابس نص كم ليس خطأ بروتوكوليا فادحا كما تحدث البعض ، والبرتوكول يشير إلى أن الملابس تكون داكنة ومحتشمه ، ولكن مر الموضوع مر الكرام من جانب العامة خاصة المسئولين عن القنوات الفضائية تجاه ما قام به هذا الإعلامي ، فهل من تفسير ؟!
