د.ماجد عزت إسرائيل

 الدكتور رؤوف عباس وهو صاحب مصر الاقتصادى والاجتماعى'> مدرسة فى تاريخ مصر الاقتصادى والاجتماعى، وأيضًا رائد من رواد حركة الترجمة في مصر والعالم العربي.
 
وساهم فى تكوين بعض الباحثين سواء داخل مصر أو خارجها.
 
هو مفكر ومؤرخ مصرى عربي، متميز عميق الانتماء إلى الوطنيه المصرية والعروبة والحضارات فى شتى بلدان العالم، ولذا سعى فى حياته لتقارب الحضارات، وأندماجها من خلال دراساته وأبحاثه أو زياراته للبعض منها. ومن أجل ذلك قام دكتور رءوف عباس بترجمة العديد من الإصدارت من اللغة الإنجليزية إلى اللغة العربية، وتتميز ترجمته بالدقة ونقل كل ما يريد أن يذكره المؤلف بكل أمانه ولا أبالغ أن ترجمته تعطى أكثر مصدقيه للقارىء البسيط. كما أنه كان يختار ما يترجمه بهدف خدمة العلم والحركة الثقافية وهو ما يعود بفائدة على الوطن العزيز.  
 
 وقد قام الدكتور رءوف عباس بترجمة العديد من أمهات الكتب من اللغة الإنجليزية إلى اللغة العربية نذكر منها يوميات هيروشيما لمؤلفها  م. هاتشيا في عام 1977م، ودراسات فى تطور الرأسمالية للمؤلف مورس دوب في عام 1978م، ومصر للمصريين : أزمة مصر الإجتماعية والسياسية 1878-1882م، للمؤرخ الألماني ألكسندر شولش عام 1983م، والتاريخ الاقتصادي للهلال الخصيب 1800-1914، شارل عيسوى، عام 1989م، وتجار القاهرة فى العصر العثمانى – سيرة أبو طاقية شاهبندر التجار، للمؤرخة نللى حنا1997م، وأيضًا لذات المؤرخة ترجم ثقافة الطبقة الوسطى فى مصر العثمانية عام 2003م، وتوجهات بريطانية – شرقية: مذكرات السير رونالد ستورس للمؤلف رونالد ستورس في عام 2004م،وفراعنة من؟ المتاحف والآثار والشخصية الوطنية المصرية من 1798- 1914م للمؤلف دونالد ريد عام 2005م ، واللورد كرومر - الإمبريالى والحاكم الإستعمارى للمؤلف روجر أوين عام 2005م ، وبرلمان الإنسان – الأمم المتحدة: الماضى، الحاضر، المستقبل، للمؤلف بول كينيدى2008م. وكان هذا العمل آخر ترجمة للدكتور رءوف عباس قبل رحيله عن عالمنا الفاني في (26 يونية 2008م).
 
حقا "الْحَيَاةُ الصَّالِحَةُ أَيَّامٌ مَعْدُودَاتٌ، أَمَّا الاِسْمُ الصَّالِحُ فَيَدُومُ إِلَى الأَبَدِ." (سفر يشوع بن سيراخ 41: 16).
 
  وهنا نريد إلا ننكر دور الدكتور رءوف عباس في تشجيعه لنا لترجمة كتاب جابرييل باير" طوائف الحرف في مصر العثمانية ونقله إلى اللغة العربية. ففى ذات يوم في عام 2004م وفى أثناء عملى رن  موبيلى  الشخصى  حيث كانت مكالمة من  الدكتور رءوف عباس، وقال: لكاتب هذه السطور أين أنت؟ قلت له بالعمل، فقال رحمة الله عليه متى تنتهى من العمل قلت له فى الثالثه،فقال لى أنا فى انتظارك بالجمعية حتى السابعة، فذهبت للجمعية ووصلت فى الخامسة ووجدته يجلس فى مكتبه وحده رحمه الله ،وأنا كنت مشتاق لسماع ما يريده منى، وإذا به يحدثنى عن كتاب جابرييل باير عن طوائف الحرف، ويطلب مني أن أبلغ زوجتى بترجمته باعتبارها متخرجة في كلية الأداب قسم اللغة الإنجليزية وأن اساعدها فى الصياغة التاريخية.....وقال لى هذا كتاب مهم لمرحلة التاريخ العثمانى، وبهذا العمل يكون قد نجحنا فى ترجمة بعض مؤلفات باير ونقلها للعربية، وبالفعل بدأت زوجتى في الترجمة وراجع الراحل الفصل الأول والثانى منها- وما بين 2005-2008م) توقفت فكرة ترجمة هذا الكتاب.
 
وبعد رحيل الدكتور رءوف عباس تواصلت مع صديق عمره الدكتور عاصم الدسوقى، متعه الله بكل الصحة والعافية وهنا اريد أن أوجه الشكر له على جهده في العديد من الاستفسارات والتعليقات. وطوال هذه الفترة كانت اسعى لنشر هذا الكتاب ولكن كانت هناك ظروف صحية لي حالت دون تحقيق هذا الحلم. وأخيرًا، في 2020م عدنا للمحاولة من جديد وتم ترجمة هذا الكتاب وتحقيقه وخرج في صورة جيدة وتم نشره بمركز التاريخ العربي في(21 يونية 2021م) أي قبل ذكرى الدكتور رءوف عباس بنحو خمسة أيام. والأجمل في هذا الكتاب إهداء المترجمة الكتاب إلى روح الراحل دكتور رءوف عباس. ولشيخ المؤرخيين العرب الدكتور عاصم الدسوقي متعه الله بكل الصحة والعافية. وحقا ذكرى الصديق تدوم إلى الابد.