د. عوض شفيق
ليس جديدا على المجتمع المصري طرح هذا السؤال صراحة او ضمنيا سواء في المعاملات والأعياد والمجاملات والعلاقات الاجتماعية أو على مستوى التعليم في كليات الطب والتعيين في الوظائف القضائية والوظائف العامة أو إدراجه في خانة البطاقة الشخصية أو في العمل به بالمحاكم بأنه لا يجوز شهادة المسيحي على مسلم في الأحوال الشخصية والميراثو الإعفاء من الرسوم القضائية في الشهر العقاري حال استخراج شهادة بتغيير الديانة إلى الاسلام أما الذى يتحول إلى المسيحية يدخل السجن وغيرها من الأمثلة على المستوى المجتمعي.
أما على المستوى الرسمي للدولة ، فقد أعلنها السادات في قرارات سبتمبر 1981 رئيس مسلم لدولة مسلمة والقبض على البابا شنودة وعزله في الدير - وتركه مبارك لمدة اربع 41 شهراً - مع وضع رجال الدين المسيحي من أساقفة وكهنة في السجون مع 1500 شخصية مسيحية وإسلامية.
أما على المستوى الدولي، فقد تحفظت مصر في عام في مارس 1982 بعدم تطبيق أحكام معاهدات حقوق الإنسان نظراً لعدم توافقها مع أحكام الشريعة الإسلامية ومازال آثار تطبيق هذا التحفظ على المستوى المحلى وفى المحاكم وفى مؤسسات الدولة بأكلهما وأجهزتها التشريعية والتنفيذية والقضائية. وكان قبل التحفظ على المستوى الدولي كانت الشريعة الإسلامية المصدر الرئيسي للتشريع وبالتالي للقضاء وفقا لمبدأ الشرعية القانونية "لا جريمة ولا عقوبة إلا بنص" (المادة 95 من الدستور. "وعملا بحق مقرر بمقتضى الشريعة" (المادة 60 من قانون العقوبات في أسباب الإباحة وموانع العقاب)
هل يعتبر سؤال انت مسيحي أو مسلم ؟ من الأفعال اللاإنسانية والتمييزية التي تؤدى إلى وقوع جرائم ضد الإنسانية؟
تطور القانون الجنائي في التسعينات وتعريف الجرائم ضد الإنسانية وفى النظام الأساسي للمحكمة الجنائية الدولية 1998 ذكرت في المادة 7 من النظام الأساسي فئات الجرائم ضد الإنسانية : القتل العمد ؛الإبادة؛ الاسترقاق؛ إبعاد السكان او النقل القسري للسكان؛ السجن او الحرمان الشديد علي أي نحو آخر من الحرية؛ التعذيب؛ جرائم العنف الجنسي؛ والاغتصاب؛ الاستعباد الجنسي؛ الإكراه علي البغاء؛ الحمل القسري؛ التعقيم القسري؛ الاضطهاد؛ الاختفاء القسري للأشخاص؛ الفصل العنصري؛ الأفعال اللاإنسانية الأخرى. هذه فئات الجرائم ضد الإنسانية تقع بسبب التمييز، فالتمييز هو العنصر الحاكم فى الجريمة.
ووفقا للاجتهادات القضائية الدولية تم تعريف الجرائم ضد الإنسانية والإبادة الجماعية هي ممارسة أقصى أنواع التمييز المؤسسي والفردى في الدولة. وفى هذا الرأي أقر قضاة محكمة الدولية ليوغوسلافيا السبقة ومن بين أعضاءها القاضى الدكتور فؤاد رياض عند النظر فى في قضايا الإبادة الجماعية والاضطهاد لمسلمي البوسنة . وفى تقرير 30 يونيه لحنة تقصى الحقائق بالتمييز الواقع ضد الأقباط وقبل وفاته كان ينادى بوضع تشريعات تحد من أعمال التمييز القائم على أساس الدين والمعتقد حتى داخل الديانات وطوائفها.
ولأجل أن تقوم الدولة بالتزاماتها حتى لو تحفظت على أحكام القانون الدولي الإنساني بحجة عدم موافقتها لأحكام الشريعة الإسلامية أن يقوم المشرع بواجباته أيضا بتجريم كافة الأفعال التمييزية من أسئلة هل انت مسيحى أو مسلم؛ تجريم إشارة رابعة تمجيدا للأعمال الإرهابية الإخوانية، وغالبا كل الدول الأوربية في 2015 قامت بتجريم صيحة "الله أكبر" واعتبرت هذه الصيحة أو الصرخة تمجيدا لعمل إرهابي بالقتل أو التهديد بالقتل.
ولمعرفة السمات الرئيسية لفئات الجرائم ضد الإنسانية السالفة الذكر
١) تشكل جرائم بغيضة باعتبار أنها تعدًّ خطيرة على كرامة الإنسان أو أنها تشكل إذلالاً وإهانة لشخص واحد أو أكثر.
٢) ليست عملا منفردا أو متقطعا بل تشكل جزءا من ممارسة منهجية وواسعة النطاق تنتمي إما إلى سياسة حكومية أو سلطة الأمر الواقع السياسية، أو إلى مجموعة سياسية منظمة، أو ترضخ لها أو تتغاضى عنها أو توافق عليها هـذه الحكومة أو السلطة أو المجموعة
فلذلك وجب تجريم هل انت مسيحي أم مسلم؟ وإلغاء وتجريم كافة أشكال التمييز المؤسسي والفردي ...وكل عدوان تمييزى ينزل بإنسان ضرراً غير مشروع . وهذا عدوان إيجابى. أو يمنع عنه حق مشروعاً. وهذا عدوان سلبى. وهذا يظهر فى السلوك العدوانى الذى وقع على الطالبة حبيبة طارق من قبل لجنة مرافبة الامتحانات والمراقبتين المنتقبات والعدوان على حقوقها الشخصية وحقوق الخصوصية فى الملبس وفضحها علانية بعدم اتباع قواعد سلوك دينية اشبه بجماعة الأمر بالمعروف والنهى عن المنكر. بسؤالها هل انتى مسلمة أو مسيحية؟ كل هذه التصرفات والسلوكيات والفتاة مسلمة. ماذا لوكانت حبيبة طارق الضحية مسيحية؟