تأنقن ولبسن ثيابهن النظيفة «الشيِك» وخرجن على عُجالة وقلوبهن تشتعل باللهفة، وكل منهن ترسم في خيالها سيناريو استقبال الأب المغترب بالخارج، واحتضانه حتى يُقتل شوقهن، وعلى بُعد خطوات معدودة من مكان وصول الأب، رحلت الأم وبناتهن الأربعة في حادث سيارة أليم، ووصل الأب صالة المطار خالية تماماً من وجوه بناته الملائكية، فقط تعج بالغرباء.
وبفضل القدر الألهي فشل مخطط الأم وبناتها فبدلاً من أن يحتضنن والدهن، ويتحسسن ملامحه بعد شوق دام لسنوات، رحلن والشوق معلق في صدورهن، واستقبلهم الأب لكن هذه المرة احتضن نعوشهن، استنشق رائحة المِسك الخارج من أكفانهن ناصعة البياض، لم يتخيل الأب أن لحظة الواد قد أتت بالفعل، لكن دون وداع كافٍ أو حتى نظرة أو معانقة أخيرة، فياله من قدرٍ عجيب، كان الأسرة جميعها على بُعد خطوات ودقائق معدودة من الاجتماع أخيراً، إلا أن أمر الله نافذ بموعده.
حالة من الحزن والحداد سيطرت على الأب والشعب اللبناني بأكمله، بعد وفاة الأم وبناتها الأربعة اللاتي رحلن ضحية حادث سيارة أليم، حيث كانت تبحث عن محطة وقود وتفاجأن بوجود طابور طويل أمام المحطة في أثناء انقطاع التيار الكهربائي واضطدام 5 سيارات معاً، ما أدى إلى وفاة الـ 4 وإصابة 3 آخرين في هذا الحادث المأسوي.
«زهرة، أية، تيا، ليا» 4 أبناء والأم فاطمة قبيسي، رحلن في صمتٍ شديد على إثر الحادث الذي وقع بأول أمس، على طريق أوتوستراد السعديات باتجاه بيروت، وجاءت تعليقات رواد مواقع التواصل الاجتماعي في اللبنان وباقي الدول العربية الأخرى التي شعرت بفاجعة لهذا الحادث الأليم «يالله على الألم ياللي بالأب كيف حاله بها اللحظة»، «لا حولا ولا قوة الا بالله العلي العظيم الله يرحمهم ويغفر لهم ويجعل مثواهم الجنه يارب العالمين»، «الله يرحمهم ويتقبلهم شهداء».