كمال زاخر
فى صباى وشبابى كان الكهنة فى المدن والقرى يهذبون لحاهم كل بالشكل الذى يروق له، بل وكانت ملابسهم، تحت الفراجية السوداء، خاصة (الروب الإكليريكى) ، ملابس متعددة الألوان، رمادية وبنية فى الغالب وبعضها زرقاء، حتى مرحلة صعود التوجه الرهبانى فى ادارة الكنيسة، بعد مجيئ قداسة البابا شنودة،
اختفت الالوان من ملابس الكاهن واختفت الفراجية نفسها، بأكمامها وجيوبها المتسعة، التى كانت تتيح للكاهن توزيع العطايا على الفقراء دون ان يلحظه احد فيحفظ كرامة المعوزين، ليبقى الروب الاكليريكى، وقد اقتصر على اللون الأسود، واطلق العنان للحى لتشبه النسق الرهبانى، وتراجع الصليب المعدنى وسلسلته ليحل محله الصليب الجلد المضفور الرهبانى، حول العنق وفوق الصدر، والخشبى او العاج فى يد الكهنة.
تراجع موقع الكاهن المتزوج، وسمى الكاهن العلمانى (!!!) ليصبح خلف الكاهن الراهب حتى لو كان الأول قمصاً والثانى قساً. وحين سألت احد شيوخ الكهنة، فى كنيسة الحى الذى اقطنه، لماذا يتعامل بحذر مع نظيره الراهب الشاب، عندما يحل ضيفاً أو حين يشارك فى مناسبة كنسية تخص احد معارفه أو اسرته عندنا، وهو فى سن اولاده بالجسد، بل ويقدمه حتى فى التريب الطقسى بالمخالفة للقواعد الكنسية المستقرة؟، قال بصوت خافت "قد يصبح يوماً اسقفاً، وهم لا ينسون، وسيبادر بترصدى وينكد على عيشتى".
وتسللت مفردات ومصطلحات الحياة الرهبانية الى الشارع القبطى، فيما بقيت حياتهم كما هى، فأصيبت اجيال بحالة شيزوفرينيا، انعكست على حال الأسر الجديدة التى تصاعدت فيها الازمات الاسرية الى ابواب محاكم الأسرة.
هذا غيض من فيض. والتفاصيل أكثر ايلاماً.