منذ بداية جائحة فيروس كورونا العام الماضي، يحاول الجميع الوقاية من العدوى عن طريق التباعد الاجتماعي وارتداء الكمامة الواقية واستخدام مطهرات اليدين باستمرار، باعتبارها أداة أساسية في مكافحة انتشار كوفيد-19، وحلا سحريا لتعقيم الأيدي في أي مكان دون الحاجة إلى غسلها بالماء والصابون، غير مدركين للآثار الجانبية التي تظهر مع كثرة استخدام هذه المعقمات.

 
وحذرت هيئة الغذاء والدواء الأمريكية من استخدام مطهرات الأيدي التي تهدد مستخدميها بالغثيان والدوار وحالات عرضية سلبية تتطلب عناية وعلاجا من مقدمي الرعاية الصحية، حيث قامت الهيئة بمراجعة التقارير المقدمة إليها والحالات المسجلة عبر المكالمات إلى مراكز مكافحة السموم الأمريكية للحالات العرضية السلبية على الجلد بعد استخدام معقمات اليدين التي تحتوي على الكحول، وظهرت آثار طفيفة على غالبية الحالات، أدى استخدام المطهرات في بعض الحالات إلى أمراض يلزمها العلاج.
 
وأوضحت الهيئة أن الأعراض الشائعة، بما في ذلك الصداع والغثيان والدوار، تنتج عادةً عن الأبخرة المنبعثة من المطهرات التي تحتوي على 2، ورصدت الهيئة نحو 50 حالة من الحالات السلبية الخطيرة بعد استخدام مطهرات الأيدي التي تحتوي على الكحول، والتي سجلتها السلطات الصحية بعد أن أدت جائحة كورونا إلى فرض إجراءات الإغلاق على الكثير من الولايات المتحدة في مارس 2020.
 
ما هي أضرارا الإفراط في استخدام مطهرات اليد، ومن الأشخاص الممنوعون من استخدامه نهائيا، وكيفية الاستخدام الصحيح للمعقم، الإجابة على هذه الأسئلة في التقرير التالي.
 
أضرار الإفراط في مطهرات الأيد
الإصابة بالأكزيما
أكد أطباء الأمراض الجلدية، أن زيادة التلامس مع المهيجات ومسببات الحساسية قد يزيد من خطر الإصابة بالتهاب جلد اليد أو" الإكزيما "، ويظهر هذا عادة على الجلد مع الاحمرار والجفاف والشقوق وحتى البثور التي تسبب الحكة أو الألم ".
 
تهيج البشرة
معقمات اليدين هي منتجات مطهرة يتم تركيبها لتطهير الجلد، والمكون الأساسي المطهر في تركيبات معقم اليدين هو الإيثيل أو كحول الأيزوبروبيل، ويتم تركيبهما معا مع منعمات لتكثيف الروائح وأحيانًا العطور للحد من الرائحة القوية للكحول، ويمكن أن يتسبب الاستخدام المتكرر له في تهيج الجلد أو جفاف الجلد، وفي حال إذا كانت البشرة حساسة فإن الآثار يمكن أن تكون أسوأ، فالجفاف سببه الكحول.
 
لذلك ينصح بغسل اليدين بالماء الدافئ والصابون باعتبارها أفضل طريقة لقتل أي جراثيم، وفي الأوقات التي لا يمكن الوصول لمغسلة ولابد أن تستخدم المعقم، فمن الجيد اتباع نظام ترطيب الجلد مع المعقم.
 
تأثير التركيبات على الخصوبة 
 تتكون بعض معقمات اليدين من الكحول، مثل الكحول الإيثيلي، كمكون نشط يعمل كمطهر، ومع ذلك هناك بعض معقمات اليدين التي لا تحتوي على الكحول والتي تتكون من مركب مضاد حيوي يسمى تريكلوسان أو تريكلوكاربان. أفادت العديد من الدراسات البحثية أن التريكلوسان يشكل خطرًا على الصحة حيث أن الإفراط في استخدامه له آثار سلبية على الخصوبة ونمو الجنين ومعدلات أزمة"
 
ويعد التريكلوسان عنصرا سهل امتصاصه ودخوله إلى الجسم ومجري الدم يمكن أن يسبب آثارا جانبية مختلفة مثل السرطان والحساسية الهرمونية والآثار العصبية السيئة وضعف العضلات.
 
أما التريكلوكربان فله تأثير على الهرمونات الجنسية مثل الإستروجين والتستوستيرون، والتي يمكن أن تعزز نمو سرطان الثدي وسرطان البروستاتا.
 
ومع رائحة المطهرات القوية، يجب أن تتوخى الحذر كون ذلك يرجع إلى وجود مركبات مثل الفثالات شديد السمية، كما أن العطور المتواجدة في المطهرات تؤدي إلى الإصابة بضيق التنفس والتهاب الجلد، لذلك يفضل استخدام مطهر اليدين عديم الرائحة.
 
مقاومة المضادات الحيوية
يزيد التعرض للتريكلوسان من احتمالية تطوير البكتيريا لمقاومة المضادات الحيوية.
 
مشاكل هرمونية
وفقًا لإدارة الغذاء والدواء الأمريكية، فإن التريكلوسان الموجود في مطهر اليدين يسبب أيضًا مشاكل هرمونية، وهذا يجعل البكتيريا تتكيف مع خصائصها المضادة للميكروبات، مما يؤدي إلى إنتاج سلالات أكثر مقاومة للمضادات الحيوية".
 
التأثير على الجهاز المناعي
يضعف التريكلوسان أيضًا وظيفة المناعة البشرية، وضعف جهاز المناعة يجعل الناس أكثر عرضة للحساسية.
 
التأثير على نمو الجسم
يمكن تحميل مطهر اليدين الذي يحتوي على الكثير من العطور بمواد كيميائية سامة مثل الفثالات والبارابين. الفثالات هي مواد تعطل الغدد الصماء يمكن أن تؤثر على نمو جسم الإنسان وتكاثره. البارابين عبارة عن مواد كيميائية يمكن أن تؤثر سلبيا على عمل الهرمونات والخصوبة ونتائج الولادة ، والتنمية الإنجابية "، كما يقول الدكتور نوريس.
 
الإصابة  باضطراب جلدي
كما يسبب الإفراط في استخدام معقمات الأيدي التي تحتوي على الكحول للحماية من الجراثيم ومسببات الأمراض المسببة للعدوى، يمكن أن تزيد بشكل عكسي من خطر الإصابة بالعدوى عن طريق اضطرابات الجلد، وقد يؤدي الإفراط في المبالغة في إزالة البكتيريا الحميدة التي ليست جيدة على الجلد، على عكس معقم اليدين ، يمكن للصابون والماء إزالة الأوساخ بشكل فعال والتخلص من المبيدات الحشرية والمخلفات الكيميائية الأخرى العالقة على يديك.
 
التسمم الكحولي
العديد من المعقمات تحتوي على مستويات عالية جدا من الكحول، وشهد الأطباء حالات تسمم بالكحول نتيجة شربه، فقد كانت هناك العديد من الحالات على مستوى العالم حيث تم إدخال المراهقين إلى المستشفى بسبب التسمم الكحولي بسبب تناول معقمات اليد.
 
البديل الأفضل
ويؤكد الدكتور هاني الناظر، استشاري الأمراض الجلدية، ورئيس المركز القومي للبحوث السابق، إن كثرة استخدام الكحول في غسل اليدين، قد يسبب  حدوث التهابات جلدية، لأن الكحول مذيب عضوي، إذا جرى وضعه بكميات كبيرة، يؤذي المواد العضوية في الجسم، فتتكسر الأظافر ويتقطع الجلد ويحدث تسلخات، لذا فإن الطريقة الأفضل للحماية هي غسل الأيدي بالماء والصابون.
 
ويوضح استشاري الأمراض الجلدية، أنه يفضل استخدام الكحول عند التعامل مع المواطنين بكثرة في مكان عمل، أو عند تعامله مع أموال ورقية، وأفضل طريقة لاستخدام الكحول، عن طريق وضع كمية في قطنة، ومن خلالها يجري تنظيف اليدين، وعدم تعرضه لليد مباشرة، محذرا المصابين بالحساسية من استخدام المطهرات، لأنها تزيد المشكلة، وعدم خلط الكحل بأي مطهرات أخرى.