الأقباط متحدون - أنا والتيار الديني والبورنو
أخر تحديث ١٣:٣٢ | السبت ١٨ اغسطس ٢٠١٢ | ١٢ مسرى ١٧٢٨ ش | العدد ٢٨٥٦ السنة السابعة
إغلاق تصغير

أنا والتيار الديني والبورنو

بقلم: أسامة عثمان

 حكايتي مع البورنو بدأت  من زمان زمان مش من جامعة لء لء ارجع كمان شوية، ومش من ثانوي كمان إرجع كمان شوية ،أيوه حكايتي مع البورنو بدأت من إعدادي وبالتحديد في أولى إعدادي ، ففي أحد الأيام في هذا العمر الغض شاهدت واحد جارنا واقف في محل يتبادل شيئا غامضا مع إحدى البنات تقف في محل آخر فانتابتني الريبة وصممت أن أعرف ماهية هذا الشيء الغامض وإذ بي استفوجأ بأنها ورقة من إحدى المجلات الأجنبية بها مالا عين رأت ولا يد لمست ولا خطر على قلبي الغض من قبل ،بصراحة أحسست بصدمة حضارية ،إيه اللي بيحصل ده ،  إيه اللي أنا شايفة ده ،  طبعا كان هذا هو المتاح وقتها حيث لم يكن وقتها ظهر النت هذا الاختراع العجيب الذي افقد الشباب جو المغامرة في إخفاء المجلات عن أعين والديهم .


المهم تفوت الأيام وأدخل مرحلة ثانوي وفي السنة الثانية أتعرف على التيار الديني وأنضم إليه ، واللي بستغربله حاليا إنه منذ أن رأيت الصورة في أولى إعدادي حتى إنضمامي للجماعات الإسلامية لم أحاول أن أبحث عن هذه المجلات مرة أخرى ليه مش عارف ، المهم بعد انضمامي للجماعات كنت أسمع من زمايلي عن شرايط الفيديو اللي بيتفرجوا عليها وسهراتهم في مشاهدت هذه الأفلام الخليعة ( الخليعة ده أنا بقولها كده بس إنما من جوه كنت بقول يا ولاد المحظوظة ) ، بس طبعا مكنتش بقدر أروح معاهم أتفرج لأني طبعا ملتزم !! وكنت مشغول بقضية أكبر من الكلام ده ، سامع حد بيقولي قضية إيه ؟ قضية الخلافة يا حلو منك له ، المهم دخلت المعتقل في منتصف التسعينيات وأنا بالداخل وقع في إيدي أحد أعداد مجلة روزاليوسف وكان بيتكلم عن فيلم ( غريزة أساسية ) لشارون ستون حفظها الله ورعاها ، حقيقي مخبيش عليكم  تمنيت إني أشوفه !! سامحوني  معلش بقى السجن والخنقة وكده يعني بعدها خرجت من المعتقل في أول عام 98 وقابلت أحد أصدقائي حكى لي أنه شاهد الفيلم على شريط فيديو وحكى لي عن أحداثه ، وطبعا ليس من رأى كمن سمع ، المهم مكثت بعدها ثلاث سنوات أبحث في الكتب الإسلامية عن سبب هزيمة جماعتنا في مواجهة النظام وانشغلت عن شرايط البورنو ( أم الغباء اللي أنا فيه لتاني مرة أعيش في دور صاحب قضية وانشغل عن القطاقيط ) .
 
المهم قعدت أقرأ أقرأ وهب لقيت نفسي في بداية الألفية الجديدة لابس في المعتقل تاني ( أم القرف ده عاوز أفضى للقطاقيط مش عارف ) ، مكثت في المعتقل ثلاث سنوات .
 
 وفي أحد الأيام المشهودة داخل المعتقل ضبطت الجماعة تنظيما من أفرادها يتداول صور البورنو ومجلة الشبكة ومثيلاتها فيما بينهم ،( ضبطوا من قبل مرشدين الجماعة على أفراد  الجماعة ) جاء اسمي في  تنظيم البورنو وتم توجيه اللوم لي  ليس كمشارك فيه ولكن لأني علمت ولم أبلغ ( عالم عبيطة أبلغ عنهم وأنا متعاطف معهم طب إزاي؟!! ) طبعا حد يسأني وليه لم تشارك معهم طبعا الإجابة معروفة كنت لسه غبي وعبيط ومشغول بأشياء تافهة ، أفهمكم الحكاية لما اكتشف عدد كبير داخل المعتقل زيف الجماعة وانشققنا عنها ، مارست علينا الجماعة بالداخل أشكال من الاضطهاد كثيرة كان رد فعل المنشقين عنها على نوعين : نوع وجد سلوانه في تشكيل تنظيم البورنو يفرغ همومه مع تلك الحوريات ويخفف من ألم الاضطهاد  معهن ( عرفتوا ليه كنت متعاطف معاهم ؟) ، ودول كانوا معظم المنشقين ، أما الباقين فتصدوا لمواجهة الجماعة وحربها وفضحها أمام المغفلين اللي لسه مافقوش وللأسف كنت منهم ، مش أعيش؟ لء غباء مستحكم بعيد عنكم .
 
وفي بداية 2003 وبعد إرهاقي من مواجهة الجماعة لقيت إنه لازم شوية fun فاشتريت تليفزيون وبدأت أشاهده بعد انقطاع قرابة 12 عام ، وكان أحيانا الإرسال يلقط بث قنوات ( الشوتايم ) ويا سلام بقى لما يكون الفيلم (+18) ده بالنسبة لنا كان قمة الانحراف معلش بقى السجن وإمكانياته ، 
فكرني الوضع ده بفيلم ( وداعا شوشانك ) لما المساجين يفرحوا بأي لقطة حلوة للممثلات ( الحرمان صعب بعيد عنكم ).
 
وفي أواخر 2003 خرجت من المعتقل وفضلت قرابة عام مشغول في العمل والدراسات الجامعية وكان سلواني الوحيد في مشاهدة فيلم كل أسبوع في الويك إند وكان غالبا فيلم تركي لممثلة الإغراء الرائعة ( بانو ألكن ) حفظها الله ورعاها .
 
بعد هذا العام سافرت إلى السعودية للعمل وكان فاتحة خير يا أحبابي فقد اشتريت هذا الاختراع المسمى ( الريسيفر) وركبت له هذا الصحن اللاقط المسمى ( الدش ) ، صراحة أنا كنت مشتريه من واحد زميل لي كان نازل مصر نهائي ولقيت الدش والله عليه ثلاثة رؤؤس ( النايل سات – والعرب سات – والأوروبي ) وما أدراك ما الأوروبي كان عليه ساعتها قناة بورنو فاتحة 24 ساعة في اليوم 7 أيام في الأسبوع، قعدت ساعتها أول سنة في السعودية ( بلد الخير) أشتغل و أتفرج على هذه القناة ولقيت نفسي أخيرا فضيت للقطاقيط .
 
بعد سنة لقيت دماغي بتزن !! فيه إيه ؟ فيه إيه؟ لسه السؤال اللي محيرني مش لاقي إجابته هو إحنا ليه كتيار إسلامي انهزمنا أمام الحكام الطواغيت؟ وليه متفرقين في جماعات كتير ومش متوحدين ؟ وليه أساسا فيه فرق ومذاهب هو مش إسلام واحد؟!!، قوم إيه تركت القطاقيط وضحيت بيهم وانغمست وانشغلت تاني وقعدت أقرأ أقرأ فضلت كده بعيد عنكم ثلاث سنوات لحد ما وصلت للزتونة بتاعة الموضوع وحليت اللغز المقدس.
 
كنت قد انتقلت للعمل في مدرسة جديدة خاصة معظم المدرسين فيها من المصريين وكانوا من الأخوان المسلمين ، وكلام في سركم كده معظم التعليم في السعودية مسيطر عليه الأخوان المسلمون زي ما يكون فيه اتفاق ضمني بذلك نسيبكم تسيطروا على التعليم بس تدرسوا المناهج الوهابية بتاعتنا ، والأخوان ما يتوصوش طبعا عايشين هناك سلفيين آخر حاجة  ووهابيين اوعى وشك  .
 
 المهم كنت قد انتهيت من الوصول للزتونة فاحتجت إلى أن أكافئ نفسي بعد المجهود الجبار وطبعا مفيش أحسن من الحوريات القطاقيط ، وكانت القناة اللي على الأوروبي أغلقت بس مكنش فيه مشكلة لأن هذه الفديوهات منتشرة في السعودية ومع الشعب كله على موبايلاته وطبعا الاختراع العجيب اللي هو النت موجود .
 
كان معانا اثنين مدرسين في المدرسة من الأخوان المسلمين وأحدهم كان له مركز قيادي في الهيكل التنظيمي للجماعة، كانوا هم الاثنين بيوفروا للمدرسين هذه الفديوهات كانوا لما يظبطوا مع أحد الطلبة ( كارت ميموري) عليه بورنو ياخدوه منه بحجة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر كي يمسحوه ويرجعوه تاني للطالب ، طبعا كان بيتمسح ويرجع للطالب ، بس قبل ما يتمسح كان بينزله على اللاب بتاعه ويتم توزيعه على تنظيم البورنو داخل جماعة الإخوان المسلمين ، ومع إني لست عضوا في الجماعة بس الشهادة لله كانوا جدعان معايا وبيجيبولي ما عندهم من فديوهات ( مش عارف إيه الحكاية ده تاني تنظيم في جماعة تانية ،هي كل الجماعات فيها تنظيم بورنو ولا إيه الحكاية ) .
 
 وكان بييجي عندي في غرفتي عشان يتفرج عندي على الفديوهات على الكمبيوتر بتاعي لأنه مكنش عنده كمبيوتر أحد سائقي  المدرسة وده كان سلفي وكان بعد المدرسة بيشتغل محفظ قرآن وإمام مسجد ، وده لأنه كان بيثق فيا إني مش ححكي للمدرسين في المدرسة ( اللي هم بيتفرجوا بردو بس هو مش عارف ) .
المهم خلصت رحلة العمل في السعودية ونزلت مصر بعد ما شبعت منها ومن القطاقيط وتفرغت للدراسات الجامعية وكنت كل حين ومين أبص بصاية كده على خفيف لما القطاقيط توحشني ، لحد ما تحققت الأمنية القديمة وجدت في أحد الأيام على النت فيلم ( غريزة أساسية ) بجزءيه للرائعة شارون ستون وشاهدتهما وهكذا تحقق الحلم بعد أكثر من عشر سنوات ( مش عارف ليه أحلامنا كلها كده مؤجلة التحقيق ) .
وبعدها بفترة قامت الثورة وانشغلت بهذا الحدث السعيد انشغالا تاما وبسبب سعادتي نسيت القطاقيط تماما ( أيتها الحوريات معلش سامحوني ) وبعد الفرحة اللي ما تمت جت جماعات البورنو ( الإسلام السياسي سابقا ) وركبت الثورة ومارسوا الفعل الحرام مع العسكر لحد ما قهروا الثورة وماتت على إيديهم بوصولهم للحكم.
 
المهم أنا دلوقتي مش عارف أعمل إيه إزاء هذا العدوان من جماعات الهباب أواجههم ولااااا ... لء خلاص مفيش قطاقيط ... أواجههم ولا أتجوز وأجيب لي بنوتة حلوة أربيها وانشعل بيها وبأمها ؟ 
يا ريت تشوروا عليا الله يكرمكم 

More Delicious Digg Email This
Facebook Google My Space Twitter