هانى دانيال
فى دلالة على الترابط الدائم بين كرة القدم والسياسة وحقوق الإنسان، طلب عمدة ميونخ ديتر رايتر ومجلس المدينة من مسئولى ملعب "اليانز ارينا" الذى يستضيف بعض مباريات بطولة أمم أوروبا "يورو 2020" اقتراحًا لإضاءة الملعب بألوان قوس قزح خلال مباراة ألمانيا والمجر يوم الأربعاء المقبل، للتضامن مع حقوق المثليين من جهة، إلى جان التضامن مع حركات المثليين فى المجر، فى ضوء قانون تم وضعه حاليا لمكافحة نشاط هذه الحركات فى المجر.
ويري مجلس مدينة ميونخ أن ميدنتهم تدعم التنوع والتسامح والمساواة الحقيقية في الرياضة والمجتمع ولذلك هناك رغبة جدية في إرسال رسالة تضامن واضحة إلى مجتمع المثليين في المجر الذي يعاني بموجب التشريع الأخير الذي أقرته الحكومة المجرية."
ياتى ذلك بعد أيام من تصويت البرلمان المجري بأغلبية 157 صوتًا لصالح التشريع الجديد الذي يحظر تبادل المعلومات التي تُعد لتعزيز المثلية الجنسية أو الهويات الجنسية غير الثنائية بين الأشخاص دون سن 18 عامًا، ويمثل هذا القانون أدنى مستوى جديد في حرمان المثليات والمثليين ومزدوجي الميل الجنسي ومغايري الهوية الجنسانية ،وهو الأحدث في سلسلة من التدابير التى تم اتخاذها فى السنوات الأخيرة، والتي تشكل تقييدًا منهجيًا لسيادة القانون والحريات الأساسية في المجر.
ويري مراقبون أن القانون المجري الجديد يتعارض مع ميثاق الاتحاد الأوروبي للحقوق الأساسية ، واتفاقية الأمم المتحدة لحقوق الطفل ، واختصاص المحكمة الأوروبية لحقوق الإنسان ، وأهداف استراتيجية مفوضية الاتحاد الأوروبي بشأن المساواة بين مجتمع الميم.
ويري مجلس مدينة ميونخ أن أنه في هذه الحالة ، وبعد فترة وجيزة من إقرار هذا التشريع ، تقدم مباراة المنتخب الألماني ضد المجر منصة عامة يمكن من خلالها إرسال رسالة مفادها أن ميونخ تمثل مجتمعًا متنوعًا ومتسامحًا". "الرياضة ، وكرة القدم على وجه الخصوص ، تمثل أيضًا هذه القيم".
وتعد الحملات والرسائل الداعمة لحقوق الشواذ LGBT شائعة فى المؤسسات الحكومية عامة وفى كرة القدم خاصة، وتحديدا فى يونيو من كل عام، باعتباره فخر المثليين ويشهد الكثير من الاحتفالات بمختلف العواصم الأوروبية من أصحاب هذه الحركات، حيث يتم رفع علم مجتمع "الميم" على السفارات الأجنبية فى برلين، وبعض الوزارات الحكومية، وشركة النقل العام فى برلين ، وفى كرة القدم يرتدى حارس المرمى مانويل نوير شارة الكابتن بلون قوس قزح ، كما سبق وأن تم إقالة جولت بيتري مدرب حراس المرمى بنادي هيرتا برلين ، بسبب تعليقات أدلى بها قبل أيام لصحيفة مجرية ينتقد المهاجرين والمثليين.
يخشي الاتحاد الأوروبي لكرة القدم "يويفا" ومجلس ميونخ من حركات مجرية تثير الشغب، ومنها "لواء الكاربات" ذو القمصان السوداء، وهم مجموعة النازيين الجدد المتطرفين المكونة من مجموعات اليمين المتطرف من جميع أنحاء كرة القدم المجرية ، متحدون خلف المرمى.
فى أول مباريات البطولة التى استضافتها العاصمة المجرية بودابست بين المجر والبرتغال فى 15 يونيو ، وهو نفس اليوم الذي تم فيه تمرير التشريع المناهض لمثليي الجنس ، عرض مجموعة الكاربات لافتات مناهضة للمثليين وثنائيي الجنس والمتحولين جنسيا وغنوا هتافات مناهضة للمثليين وثنائيي الجنس والمتحولين جنسيا داخل الملعب ، والتي يحقق فيها الاتحاد الأوروبي لكرة القدم حاليا، وفى مباراة فرنسا السبت الماضي سار أعضاء المجموعة إلى بوشكاش أرينا خلف لافتة مناهضة للركوع ، في إشارة إلى بعض المنتخبات الوطنية ، بما في ذلك إنجلترا ، "الركوع" ضد العنصرية والتمييز.
وطلب عمدة ميونخ من الاتحاد الأوروبي لكرة القدم الإذن بإضاءة الملعب الأيقوني بألوان قوس قزح "لإرسال علامة واضحة للتضامن مع المثليين والمثليات ومزدوجي الميل الجنسي ومغايري الهوية فى المجر.
يذكر أن ملعب أليانز أرينا ، هو ملعب نادى بايرن ميونيخ ، ويتضمن غطاء شفاف يسمح بإضاءة الملعب بألوان مختلفة، أضاءت بألوان قوس قزح في عام 2016 في يوم كريستوفر ستريت في ميونيخ.
من جانبها قالت رئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لاين إن الاتحاد الأوروبي "قلق للغاية" ويدرس شرعية القانون المجري الجديد.
من المتوقع أن يكون حوالي ألف ضابط شرطة لتأمين مباراة ألمانيا والمجر، خاصة وأن ألمانيا تبحث عن بطاقة التأهل، كما أن المجر لديها فرصة أيضا فى حال الفوز على ألمانيا والدخول فى المنافسة للتاهل كأفضل مركز ثالث ، ولكن لن يُسمح إلا لـ 14 ألف متفرج بحضورها بسبب اجراءات مكافحة كورونا، فى الوقت التى سمحت فيه المجر بدخول الطاقة الاستيعابية للملعب كاملة فى كل المباريات التى تم استضافتها فى ملعب بوشكاش ارينا فى العاصمة المجرية بودابست.
