عبد المنعم بدوي
فى أدب ورقه ووداعه ، بثوب وجورب وحذاء أبيض ، أدلى الشيخ يعقوب بشهادته ... إن الثعابين مهما قدمت نفسها بغشاء أملس ناعم ، تبقى ثعابين ، وتلد ثعابين ... إن الأقوال المموهه ، والمعسوله ، والمغلفه بالأكاذيب ، لا تغنيهم عن أفعالهم شيئا .
كانت الشهاده حيث تجرى محاكمة مجموعه من الشبان فى قضية تنظيم داعش ، وسوف يصدر الحكم على هؤلاء الشبان بالأعدام أو السجن ، والسؤال : هل يجدى إبادة البعوض بإعدامه واحدا واحدا ، بينما المستنقع الذى يتوالد فيه موجود ويحيط بنا من كل جانب ؟ الأجدى بطبيعة الحال هو ردم المستنقع ...
ولا مخرج لردم المستنقع إلا عبر " العقل والعلم والعدل والحريه " هى ليست كلمات أو شعارات ، ولكنها لابد أن تكون أفعال حقيقيه ، بحيث يكون للعقل كل أحترامه لاسلطان عليه إلا العقل ذاته ، والعلم أقصد العلم الحقيقى المنفتح على العالم ، والعدل الذى تمتد روافده لتشمل الجميع ، والحريه التى يمليها العقل والعلم والعدل .
ولكن يبقى السؤال : هل هذا ممكن ؟ ، بل هل تجرؤ الدوله على تحقيق هذه المفردات تحقيقا فعليا كاملا ؟
ذلك هو السؤال الصعب .. وبدونه سوف يمضى بنا الزمن وتتغير الوجوه ، وتتغير اللهجه ، لكن الشراب المرير سيظل كما هو ... ذات الشراب المرير .