بقلم: عماد حنا
وَنَحْنُ جَمِيعًا نَاظِرِينَ مَجْدَ الرَّبِّ بِوَجْهٍ مَكْشُوفٍ، كَمَا في مِرْآةٍ، نَتَغَيَّرُ إِلَى تِلْكَ الصُّورَةِ عَيْنِهَا، مِنْ مَجْدٍ إِلَى مَجْدٍ، كَمَا مِنَ الرَّبِّ الرُّوحِ.
(2كورنثوس 3 : 18).
عزيزي القارئ
قالت فتاة جميلة لرجل حكيم : "إنني أملك كل شيء في الحياة، المال، والجمال، والصحة ، والمركز الاجتماعي، والعائلة، والاصدقاء ... الخ، لكني شقية النفس يائسة يائسة. وقد ذهبت إلى كل الدنيا رغبة في الترفيه عن نفسي فلم أجد إلى ذلك سبيلاً!. قال الحكيم: "يا إبنتي أنت لا تحتاجين أن تذهبي إلى كل الدنيا لعلاج نفسك من الشقاء، انظري في هذه المرآة القريبة وسترين سر شقائها... لقد كان عليها أن تغير المرآة التي تنظر اليها. ففي اهتمامها بنفسها تحول الاهتمام الى أنانية مفرطة انتهى الأمر بها إلى هذا البؤس والشقاء. والحل هو تغيير مركز الاهتمام.
في يوم من الأيام التقى نبي الله موسى مع الله في جبل حوريب، وبقى معه اربعين يوماً كاملة، ونزل موسى ليواجه الشعب، فماذا كانت النتيجة؟ ... لنقرأ النص الكتابي لنعرف. (خروج 34: 29- 33) هدف الكتاب المقدس الرئيسي هو أن يساعد الأنسان على أن يصل إلى تلك الحالة الأولى التي خلقه عليها الله، ففي البداية خلق الله الإنسان على صورته (تكوين 1: 27)، ولكن بعد حادثة التمرد المذكورة في الأصحاح الثالث من سفر التكوين أصبح الهدف الأساسي لله وكذلك الأنسان هو: كيف يسترجع الإنسان صورته الأصلية؟!!.
لذلك نحن نستطيع أن نقسم الكتاب المقدس الى قسمين اساسيين، القسم الأول ما قبل تكوين 3، وهو يحكي صورة الانسان كما خلقه الله، بدون أي تشوه، على صورة الله، والقسم الثاني من الكتاب المقدس هو المحاولات المتعددة التي تمت لكي يستعيد الانسان صورته التي ضاعت منه بالعصيان على الله.
كيف أستعيد هذه الصورة؟ .. سؤال مهم، أجاب عنه الكتاب المقدس، وفي هذا الكتاب نحن نهدف إلى الوصول بالقارئ إلى تلك الصورة عينها التي يريدنا الله أن نصل إليها.
في الواقع في مجتمعاتنا انواع كثيرة من الناس بعضها يرسم صورة التقوى، والبعض يعيشها، البعض يحاول ان يخدعنا بتجميل صورته، ولكن ما أن تتوغل في معرفته حتى ترى الحقيقة واضحة، صورة مشوهة فاشلة وقبيحة، البعض يكذب، والبعض يتجمل، والبعض يستسلم لوضعه.
حقيقية ل ولكن .. هل بالفعل في تصرفاته وردود أفعاله يعكس صورة المسيح، أم يفشل دائماً في ذلك؟ هدف هذا الكتاب هو كيف نعيش حياة مسيحية حقيقية، وكيف يرى الناس يسوع فينا؟.
في الواقع نحن نرى أن الله أعطانا أربع أدوات هامة من خلالها نستطيع الوصول إلى تلك الصورة التي يريدنا الله أن نصل إليها، وهذه الأدوات الأربع هي:
1- الكتاب المقدس، الذي هو كلام الله.
2- الروح القدس، الساكن بداخل إنسان الله.
3- الصلاة التي هي التواصل الكامل مع الله.
4- جسد المسيح الذي يوجه ويرشد وينمي ويعمق وهو ما يسمي بالكنيسة.
إن تدربنا على التعامل مع هذه الأدوات الإلهية ، سوف نصل إلى غاية الله من وجودنا على الأرض، وهي أن نكون صورة لمسيحنا، هذا الكتاب مادته كلها من الكتاب المقدس، ويعتمد على الصلاة ومعونة الروح القدس لكي تتحول الكلمات الكتابية الى حقيقة معاشة، لذلك في نهاية كل فصل نجد صلاة بسيطة إذا لمست قلبك صليها بصورة حقيقية، في كل مرة تقرأ فيها جزءا من هذا الكتاب هو بمثابة جلسة مع الكتاب المقدس وأمام عرش النعمة فيها نتعلم من الكتاب المقدس ما علينا فعله،والنجاح الحقيقي لنا مرتبط بالجدية في الدراسة اليومية، والجدية أيضاً في الطاعة.
لأَنَّ الَّذِينَ سَبَقَ فَعَرَفَهُمْ سَبَقَ فَعَيَّنَهُمْ لِيَكُونُوا مُشَابِهِينَ صُورَةَ ابْنِهِ، لِيَكُونَ هُوَ بِكْرًا بَيْنَ إِخْوَةٍ كَثِيرِينَ.
(رومية 8: 29).
أصلي أن يبارك الرب كل قاريء للكلمة المقدس لتكون حياة حقيقية، من خلالها نستطيع أن نرى انعكاس صورة المسيح على مرآة نفس كل منا.