محمد أبوقمر
لما شوفت الشيخ محمد حسين يعقوب في المحكمة كشاهد استغربت ، في حاجه غلط ، أكيد في حاجه غلط ، وعلشان أوضح لنفسي علي الأقل الغلط ده هاقول الحكاية دي :
تاجر مواد غذائية اشتري من شركة صناعات غذائية منتج ما ، المنتج مغلف وعليه تاريخ الصلاحية واضح ، مفتش الصحة راح للتاجر ده وأخد عينة من المنتج المذكور ، وبعد تحليل العينة اتضح أنها غير قابلة للاستهلاك الآدمي ، ما يحدث في هذه الحالة هو أن الصحة بتحيل الموضوع للنيابة ضد التاجر الذي تتم محاكمته ويتم عقابه بالحبس والغرامة .
التاجر ده علشان ينقذ نفسه من العقوبة لازم يقدم للمحكمة فاتورة شراء المنتج من المصنع ، ولازم تكون الفاتورة رسمية ( أي عليها اسم الشركة وعنوانها ورقم تسجيلها ورقم الترخيص ورقم الملف الضريبي ) ، لكن أغلب الشركات لا تمنح التجار فواتير رسمية تهربا من الضرائب .
هو ده بالظبط إللي شوفته في قاعة المحكمة اليوم ، التاجر إللي هو الارهابي القاتل إللي بيحول فكر الارهاب إلي دم وذبح وتخريب ومآسي لا حصر لها هو وحده المتهم ، أما صانع الارهاب المنتج الأصلي لكل الخراب فإنه تحول بقدرة قادر إلي شاهد بريء كل ما فعله كما يقول إنه مجرد عابد مؤمن يلقي علي الناس ما قرأه في الكتب التي نقدسها جميعنا.
إحنا بنحاكم أداة الارهاب إللي كل يوم يطلع بدالها ألف أداة أخري مادمنا نعتبر صناع الارهاب مجرد شهود .
الشيخ محمد الغزالي في محاكمة قاتل فرج فوده وقف أيضا في المحكمة كشاهد ولا أعرف كيف تم تقييم شهادته حين قال في المحكمة إن من حق أفراد الأمة تنفيذ حد الردة في حال عطلته سلطات الدولة ، ما يعني إن أي واحد من حقه يقتل أي شخص تم تكفيره .
صناع الارهاب طلقاء ، وما دامت الصناعة قائمة فإننا سنقبض كل يوم علي إرهابي جديد ونحاكمه ولن تنتهي هذه اللعبة إلا بالخراب.