كتب – روماني صبري
طالب الكاتب الصحفي الكويتي "عبد العزيز القناعي"، بالتمرد على كل ما ورد في المقدس، وانتقد العادات والتقاليد ودعا إلى مراجعة نقدية لسلوك المواطن العربي، وهو مدافع شرس عن علمانية الدولة وعن حقوق المرأة ومساواتها بالرجل وهو ما عرضه لمحاكمات وانتقادات حادة، وشدد الرجل على أن التيارات الدينية خدعت الشعوب العربية، محذرا من خطط تنظيم الإخوان للحد من حقوق المرأة والسيطرة على عقول الأطفال.
وقال "القناعي"، عبر تقنية البث المرئي لفضائية "سكاي نيوز عربية"، الدستور الكويتي في احد مواده يكفل حرية الرأي والاعتقاد، ولكن الأزمة أو المشكلة في بلادنا تنبع من الإثارة والتحريض، فقضيتي لم تحول إلى الحكومة ولم تتخذ الحكومة أي إجراء إلا بعد أن نادى بعض أعضاء مجلس الأمة والغوغاء بإحالتي إلى المحكمة وسجني وحتى بعضهم طالب بإهدار دمي كوني انتقدت ممارساتهم باسم الدين بشكل غير مألوف.
لافتا :" اعتقد ان مسألة إثارة القضايا التي تمس الرأي في الكويت وخصوصا في الجوانب التراثية والمقدسات الدينية تأتي خوفا من ان تفقد السلطة الدينية وبعض رجال الدين دكاكينهم الدينية التي يتاجرون فيها.
موضحا :" في الكويت وفي كل المنطقة جمعيات خيرية وأحزاب إسلامية وتيارات تسترزق باستغلال عاطفة الشعوب بجمع التبرعات لكن أنشطتهم في الأساس سياسية حزبية لضمان الهيمنة على المجتمعات.
وأكد :" يقولون نحن مع حرية الرأي والتعبير طالما لم تمس الدين والسياسية بالعادات والتقاليد والخطوط الحمراء وما إلى آخره، إذا وضعوا لنا حرية مجزئة، حرية مقسمة إلى أقسام، أنت إذا تكلمت بهذا فأنت ضدي، وإذا ناقشت هذه القضية فأنت صديقي، مشيرا:" أصبحت الحرية مفهوم سمج وحرية الرأي مفهوم غير واضح.
واستكمل :" نقد الدين والمقدسات لا يعني أبدا الطعن على هذه الثوابت أو ازدراء الدين أو انتقاصها ومحاولة إزالتها من العقول، بالعكس نحن نحاول تقديم صورة حداثية للمضامين الدينية بشكل يجعلها تتوافق مع العصر الحديث.
موضحا:" فالتفاسير والمفاهيم القديمة أدت إلى ظهور التطرف والتيارات الراديكالية الجهادية، كما تسببت في سوء علاقاتنا مع الغرب، إذ بات الإرهاب والتطرف بضاعة يتم تصديرها .
هناك من يرى انك تطاولت على المقدسات، هذه هي حجتهم في الهجوم عليك، كيف تنزع عنهم هذه الحجة؟، وردا على هذا السؤال شدد المفكر والكاتب الصحفي الكويتي "عبد العزيز القناعي"، الإسلاميين وغالبية الأحزاب الإسلامية تخشى وتخاف من أي رأي ومن أي لسان يتكلم باسم العلمانية للمطالبة بفصل الدين عن الدين.
مستطردا :" بالتالي عندما يضعون مصطلح أن هذا أساء للدين، واحتقر الشريعة وغيرها، هم بذلك لا يقصدون ذلك، بل يرهبونني ويرهبون من يحاول أو يريد أن يتكلم للإصلاح الديني لإعادة تقديم النصوص الدينية بشكل حديث يلائم تطورات العصر الحديث.
كما أوضح :" الإسلاميين يعلمون تماما بان مصطلح (أساء للمقدسات) غير حقيقي، ولا احد يسيء للمعتقدات لأنها معتقدات عاطفية وإيمان فردي داخل كل فرد، بينما هم يبثون الرعب من اجل تخويف الآخرين حتى لا يقومون بأي خطوة فكرية تلغي تجارتهم الدينية.
غابت المرأة عن البرلمان الكويتي في الانتخابات الأخيرة، هل صدمك هذا الأمر، خصوصا في دولة مثل الكويت شهدت تقلد المرأة العديد من المناصب السياسية والثقافية؟ .
وشدد القناعي :" نعم للأسف صدمني الخبر، لكن ما يشفع لنا هو ان الكويت حاليا تتراجع في كل المستويات فلا يمكن ان يتقدم الوطن في مستوى معين ويتأخر في مستويات، التقدم يأتي بشكل كامل أو يكون التخلف عوض هذا التقدم.
مستطردا :"غياب المرأة عن المشهد السياسي، جاء نتاج غيباها عن الدور الاجتماعي، فالمرأة بشكل كبير مهمشة عن اتخاذ عدة قرارات خاصة بها، مهمشة عن الوصول إلى عدة مناصب .
موضحا:" لكن حاليا هناك بعض المحاولات لوصول المرأة لعدة مناصب لكن غيباها عن البرلمان محزن ومفجع في العملية السياسية، فالعادات والتقاليد هي المسيطرة والثقافة القبلية هي المسيطرة على النساء، فالرجل يتحكم في المرأة في كل شؤون حياتها فغابت استقلالية النساء.