زهير دعيم
"الجَمِيعُ زَاغُوا وَفَسَدُوا مَعًا. لَيْسَ مَنْ يَعْمَلُ صَلاَحًا لَيْسَ وَلاَ وَاحِدٌ."
كلّنا في الميزان الى فوق.
نعم كلّنا ولا أستثني أحدًا ، فكلّنا نخطىء وأحيانًا نفقد البوصلة فنضيع ، ونتوه وننحرف ونُضلّ..
علينا أن نعترفَ ونُقرَّ بأنّنا بشر وأبناء للمعصية ، فمن الجميل بمكان أن لا نُدين الغير قبل أن نضع أنفسنا مكانهم ، لأنّنا فعلًا مُعرّضون نحن أيضًا الى أن نتواجد في نفس المُربّع وربما في نقطة اصعب وأعسر.
بالطّبع هناك تفاوت في الخطأة و الخطيئة وأنواعها ، ومع ذلك فحريٌّ بنا أن نتصرّف بحكمة ، فلا ننجرّ خلف مَنْ يُهوِّل ويترصّد ويتربّص وينشر السّقطات وربما يفبركها.
قد يسقط أحدنا وقد يكبو ، وقد تكون كبوته شديدة وصادمة ومع هذا تعالوا نرحمه ؛ نجد له بعضَ الأعذار فننصحه ، بل ونلومه بمحبّة من حيث لا يدري أحد ، فربّما نُقيل عثرته فنربحه ونعيده الى الصّواب والى المُستقيمات.
يزعجني جدًّا من يتسقّط أخطاء الغير فينشرها على حِبال الغسيل ، ويروح يلوكها في كلّ محضر ، ويعلنها في وسائل التواصل الاجتماعيّ وكأنّي به يقول: " علّقوه على مشانق ابواب المدينة " ناسيًا أنّ في عينيه خشبة وناسيًا مقولة السّماء : " من كان منكم بلا خطيئة فليرمها بحجر ".
حان الوقت أن نتريّث وأن نستر عيوب الغير بالمحبّة والنصيحة والصّلاة من أجلهم ...
لستُ أريد أن أُفهمَ خطأً ، فأنا لا أُنادي بارتكاب الفحشاء ، وإنّما بعلاجها إن وقعت ... علاجها بالتبصُّر والحكمة والإيمان ، كيما لا نخسر النَّفس الخاطئة بل نحاول جاهدين ان نعيدها الى انسانيتها الجميلة.
لقد بات مجتمعنا " يرفل" – إن صحَّ التعبير – بالفضائح من خلال وسائط ووسائل التواصل الاجتماعيّ فتنتقل كما النار في الهشيم، فنروح ننقلها ونُبهّرها ونلوكها ونُضفي على ألألم ألمًا وعلى المرارة مرارات وعلى الجُرح جروحًا ..
واخيرًا حان الوقت وأزِفَ ان نتمسك بِ " أحبب لغيرِكَ ما تُحبّه لنفسِكَ"