سليمان شفيق
قررت اكتب هذا المقال بشكل مبسط لانني اواجة عدة اتجاهات داخل مصر وخارجها ، داخل مصر هناك قوي لا تستوعب موقف النظام المصري من التضامن مع الشعب الفلسطيني وخاصة حركة حماس علي انها جزء من الاخوان الذين يشنون حربا مسلحة ضد الشعب والجيش والشرطة .
وخارج مصر هناك قوي فلسطينية لديها تخوف من ان يكون نظامنا يحاول تفريغ المقاومة من مضمونها ويقلقون من "التبعية السابقة" للولايات المتحدة وماترتب بعد كامب ديفيد ، وبالطبع اتفهم هذا الفلق لانة من نظام السادات وحتي مبارك كانت تلك التبعية حقيقة ، والان يحاول نظام الرئيس عبد الفتاح السيسي الخروج من تلك التبعية بمزيد من تسليح القوات المسلحة من مصادر مختلفة وتقوية العلاقات مع الصين وروسيا وغيرهم والاستفادة من التعددية القطبية الجديدة ، ولايعلم الطرفين الداخلي والخارجي ان مصر شعبا وجيشا وقيادة يعتبرون القضية الفلسطينية قضية أمن قومي ومع اقامة دولة وطنية فلسطينية مستقلة وعاصمتها القدس الشريف ، كما ان غزة كانت ولازالت جزء من هذة المعادلة وبموضوعية لم يتعامل النظام المصري في عصر السيسي مع حماس علي انها جزء من الاخوان ويحاول الخروج من الازمات السابقة منذ 2011 وحتي 2013 ومما اثير من قبل نظام مبارك ، ارث صعب في مواجهة المعترضين داخليا والمتخوفين خارجيا وبالطبع اقدر وجهتي النظر وادعوهما انتظار المستقبل .
اعود الي السؤال هل تستطيع حركات المقاومة تحريرفلسطين بدون وجود عربي واقليمي داعم ؟
من 2006 وحتي 2014 وصولا ل 2021 حاولت اسرائيل اكثر من مرة انهاء حزب الله او حركة حماس وخاضت حروب عدوانية جنونية ولكنها فشلت وهزمت عسكريا امام حماس او حزب الله وادي الامر الي انسحابها من جنوب لبنان ومن غزة
الامر الذي يطرح العديد من الاسئلة حول مقدرات حماس وحزب الله في مواجهة اسرائيل رغم تغيير الوضع العربي وقدراته بعد اتفاقيات كامب ديفيد 1978 وما تبعها حتي الان من اتفاقيات مثل الاردن او اتفاقيات تطبيع واعتراف متبادل من معظم دول الخليج والمغرب ، وظهور اعراض صداقة بين اسرائيل والسعودية.
هل تستطيع المنظمات الاسلامية المقاومة ان تنطلق الي تحرير القدس عبر حرب اقليمية كما المح السيد حسن نصرالله مؤخرا؟
ام ان قدرات حماس وحزب الله مقدرات دفاعية ولن يستطيعوا خوض تلك الحرب دون التواجد المصري خاصة بعد الاتجاهات الجديدة للنظام المصري في دعم القضية الفلسطينية وحماس ، ام ان الامر لايعدوا محاولات من حماس لابعاد ابو مازن وتحل حماس محل سلطة رام الله كما حدث مع ابو عمار من قبل وصولا لاوسلو ولكن ابو عمار كان من الذكاء لاحتفاظة بمنظمة التحرير الفلسطينية ؟
من غير الخفي ان حماس اعترفت باسلو عبر خوضها الانتخابات التي حازت فيها علي الاغلبية عام 2006، ولازالت تحتفظ بتلك الشرعية الاوسلاوية حتي الان في حفظ مكانتها .
من جهة اخري هناك تنظيمات اسلامية اخري كما نري في سوريا لاتحارب اسرائيل بل ويعالج بع ض مصابيها في اسرائيل .
بعيدا عن تحليل الوضع الداخلى، والتحديات التى تواجة القيادة المصرية، وما أكثرها، والانتقادات الحقيقية والمزيفة التى تلوكها الألسن بوعي او بدون وعي ، وبصفتى صحفى عجوز وإعلامى «بعض الوقت»، أؤكد أن القطاع الأكبر من الإعلام الفضائى قد صار عبئا على النظام والرئيس بل والشعب الذي عجز عن شرح القضية لكل الاطراف !!
اولا : اسرائيل هي التي بادرت بالعدوان الاستيطاني ومحاولات طرد الالاف من سكان حي الجراح بالقدس وايضا السماح بالاستفزازات من قطعان المستوطنين علي المسجد الاقصي لكي تدفع حماس لرد الفعل وتوجية صاواريخها التي دخلت للعمق للمرة الاولي بشكل ظه فية ضعف غير مسبوق للقبة الحديدية وهذا بشهادة العالم دفع نتنياهو الي قبول الضغوط المصرية والامريكية لوقف اطلاق النار، ناهيك عن انة للمرة الاولي منذ سنين تنتفض الكتلة العربية في داخل 48 .
كل ذلك يحتاج الي ان نؤكد ان الكاسب الرئيسي هو الشعب الفلسطيني الذي دائما يشعر بالعزة والكرامة من اي صدام مع العدو الصهيوني .
نحتاج الان لضبط البوصلة، ولعلنى أذكر الأجيال الجديدة أن الصراع العربى الإسرائيلى من 1948 وحتى الآن قد كلفنا «200 ألف» خسائر بشرية وحوالي 600 مليار دولار وحوالي خمسة ملايين مشرد ولاجئ، فى حين أن حروبنا الأهلية المذهبية والأهلية فى السودان من 1956 وحتى إعلان دولة جنوب السودان، والعراق من 60 إلى 1991، ولبنان 1975 إلى 1990 واليمن الشمالى 1962 إلى 1972، وإلخ، قد كلفتنا خسائر بشرية مليون ونصف المليون و2300 مليار دولار، وثلاثة عشر مليون لاجئ ومشرد.
وإذا توقفنا فقط أمام تكلفة الصراعات المذهبية فى العراق بعد سقوط بغداد وحتى ظهور داعش سنجدها: «الخسائر البشرية مليونا قتيل والمشردوون ثلاثة ملايين والمادية 1200 مليار دولار".
أما حروب داعش فقط فى السنوات الاخيرة فهى كالتالى: «الخسار البشرية 750 إلفا، اللاجئون والمشردون 14 مليونا والخسائر المادية 1300 مليار دولار»، أى أن خسائر حروبنا الداخلية العربية العربية تمثل اكثرمن أربعة ملايين فى حين أن خسائرنا مع إسرائيل «200 ألف»، وخسائرنا المادية 4800 مليار دولار فى حين أن خسائرنا مع إسرائيل «600 مليار» وإذا وصلنا للمشردين واللاجئين من جراء حروبنا العربية العربية سنجدهم 27 مليونا، فى حين أن حروبنا مع إسرائيل شردت « من 4 الي ملايين فقط".
ناهيك عن حرب صدام وإيران وغزوه للكويت، أى أن خسائرنا من بعضنا البعض تبلغ عشرين مرة حجم خسائرنا مع العدو الصهيونى، وللأسف أن الـ«4800 مليار» كان يمكن أن تحدث تنمية وقفزة حضارية فى المنطقة، وأغلب هذه التكلفة من 1990 وحتى الآن دفعتها العربية السعودية، ولم أحسب بالطبع الحرب الأهلية الدائرة فى اليمن الآن.
العرب لا يعون الدرس، كل تلك الحروب الداخلية لم تستفد منها إلا إسرائيل التى تقدمت تكنولوجيا وعلميا بطريقة مذهلة، ونحن حتى الآن يتحاور بعضنا حول ازياء النساء وهل يجوز تهنئة غير المسلمين في الاعياد ام لا؟!!
جأت حرب اسرائيل العدوانية علي غزة وصمود حماس وتراجع اسرائيل والمساندة المصرية ، وفتح الحوار حول اتجاهات مختلفة الاتجاة الاول يتجة نحو الجلوس علي مائدة المفاوضات والعمل علي اعمار غزة وتقود ذلك الاتجاة مصر ،ولكن بالطبع هذا الاتجاة غير متوازن في من سيجلس يعبر عن فلسطين ؟ الممثل الشرعي وهومنظمة التحرير ويقودة ابو مازن والسلطة ؟ ام من يمتلك زخم شعبي ويمتلك سلاح المقاومة وهو حماس ؟
الاجابة علي ذلك السؤال لدي قيادة حماس اذا ارتكزت علي شرعيتها الانتخابية السابقة عبر اوسلو والتي اهلتها لتشكيل الوزارة حينذاك ، ولكن ذلك سيتطلب منها الاعتراف باسرائيل وحل الدولتين .
او انها سوف تتفق مع ابو مازن لتشكيل حكومة جديدة عبر انتخابات جديدة علي غرار موقف حزب الله في لبنان سلاح المقاومة خارج نطاق المفاوضات .
عي الجانب الاخر تديين الصراع لن يفيد الا "يهودية" اليمين الصهيوني حيث سيكون الصراع ديني بين دولة "يهودية صهيونية" ودولة اسلامية اخري ، وهذا لايعني عدم احترم اليهودية والاسلام كأديان او المقاومة الاسلامية حماس ، ولكن اغلب من كانوا يؤيدون المقاومة دوليا من قبل اثار قلقهم تديين الصراع ، وايضا لاخلاف علي ان القدس والاقصي وكنيسة القيامة وحائط البراق "المبكي" الخ تهم العالم اجمع كما تهم اصحاب الديانات المختلفة.
نعود للوضع الاقليمي : سبق القول ان القوي العربية تتجة نحو التطبيع ولا يوجد سوي النظام المصري بقيادة السيسي ان يتملص من ذلك الارث ، وسوريا تخوض نضالا حقيقيا ضد الارهاب ولا ننسي ان الجيش الحر فصيل اخواني .
بعض "الطيبين" من التيارات الاسلامية الفلسطينية يغازلون تركيا دون ادراك انها عضو في حلف الناتو ؟ والعض الاخر يتوجة الي ايران وهم يدركون انها لاتهتم بعروبة فلسطين ولا القدس وحتي توجهها الخارجي مع تقديري له ينطلق من استخدام المقاومة في الضغط علي الغرب والولايات المتحدة الامريكية ويمكنهم في فترة لاحقة التضحية بكل ذلك مقابل "القنبلة " وباق الدولة الفارسية الشيعية، وبالطبع من حق ايران استخدام من يقبل ، بل وكنت ولازلت اطالب الدول العربية خاصة الخليجية الحوار مع ايران ، والسعودية فعلا بدات في ذلك ، وتظل الحقيقة ان كانت المقاومة هي عمود الخيمة فأن الخيمة من الشهداء عبد القادر الحسيني وحتي ياسر عرفات صنع قماشها في مصر ، اللهم اني قد ابلغت اللهم فأشهد.