كتب – محرر الاقباط متحدون ر.ص
وجه الأنبا نيقولا أنطونيو، المتحدث الرسمي للروم الأرثوذكس في مصر وسائر إفريقيا، رسالة لشعب الكنيسة حملت عنوان "علمنة الكنيسة"، وجاء نصها :
ما يقصد به عندما يجري الكلام عن “علمنة” الكنيسة ليس العلمانيّين، أي غير الاكليريكيّين، وإنّما أن تحمل الكنيسة روح العالم وليس روح الله.
العلمنة هي تغريب أبناء الكنيسة عن حياتها الحقيقيّة، ونشر مفاهيم ليست من جوهرها ولا من روحها. واستبدال ذهنيّة الروح بذهنيّة العالم- أي علمنته. فتصبح الكنيسة أشبه بمؤسسة أو شركة أو مدرسة أو حزب، تبدأ وتنتهي من الإنسان وعنده، وتدور ذهنيّتها في حلقة دائريّة لا تتجاوز حدود هذا العالم وحاجاته الماديّة، أو أيضاً النفسيّة والإنسانيّة.
لطالما عذّبت الاضطهاداتُ والصعوبات الخارجيّة الكنيسة، ولكن هذه جعلت الكنيسة أشدّ لمعاناً فيما بعد، ففي زمن الاضطهادات عاش المسيحيّون روحانيّة كنيستهم وشهدوا لها حتّى شهادة الدم. أمّا الخطر الأكبر فهو إفساد وعلمنة الكنيسة من الداخل.
وعند التَكَلُم عن العلمنة وتطهير حياة الكنيسة منها، لا يعني هذا أبداً فصل الكنيسة عن العالم، ومحاربة العالم. فالعالم “الكون” خيِّر وهو هديّة الله. والعالم “البشر” هم رسالتها ومن أجلهم مات المسيح. أمّا العالم الشرير، الخطيئة والأشرار ورغبات الدنيا غير الروحيّة، فهذا ما يُعلمن الكنيسة.
لا يريد يسوع أن نخرج من العالم بل أن نكون فيه، ولكن ليس منه (يوحنا 17، 15-16). وإن كانت الكنيسة تحيا في وسط العالم، فإنّ رسالتها أن تسهر لكي تكون هي “الخميرة” والعالم هو “العجين”، وليس العكس الذي يعني علمنَتها.