تجتاح حشرات الزيز موائد الأميركيين بعد 17 عاماً أمضتها تحت الأرض، وتتحول شيئاً فشيئاً عنصراً جديداً في المآدب، محمّرة بالزيت ومطيّبة برشّة من الملح.
وجه الطاهي الذي ينادي بالغذاء المستدام بون لاي دعوة عبر وسائل التواصل الاجتماعي إلى سكان واشنطن للمشاركة في عملية جمع هذه الحشرات في أحد متنزهات المدينة خلال عطلة نهاية الأسبوع، يليها تذوق لفائف السوشي بالزيز المقليّ.
وشكّل ظهور المليارات من حشرات الزيز في شرق البلاد فرصة لهذا الطاهي الأميركي من أصل آسيوي لإبداء رأيه في طرق الزراعة والمطبخ البديل.
وقال لوكالة فرانس برس "في عالم واقع في قبضة أكبر جائحة في التاريخ - وهي ليست جائحة كوفيد بل تلك المتمثلة في الأمراض المرتبطة بالغذاء - علينا أن نعتمد نهجا ثوريا في ما يتعلق بعاداتنا الغذائية".
بدأت مجموعة الذوّاقة بجمع حشرات الزيز والنباتات الصالحة للأكل بإشراف بون لاي. ثم وُضعت في وعاء سلطة جنباً إلى جنب مع المكونات الأخرى بالقرب من الشواية.
ولاحظ الطاهي أن "ملياري شخص يأكلون الحشرات، إلا أن الأميركيين لا يأكلونها". وأشار إلى أن "نصف العالم يرى أن الحشرات لذيذة، وهي كذلك".
فستيلا روك مثلاً تخاف كثيراً من الحشرات ولم تكن في البداية متحمسة لتناول الزيز.
وقالت المرأة البالغة السادسة والثلاثين "بالنسبة لي، إنها طريقة للتغلب على رهابي".
وهي ليست الوحيدة التي تريد تذوقها. فالمطاعم في العاصمة والمناطق المحيطة بها باتت تقدّم كل أنواع الطعام القائمة على الحشرات، من سندويشات التاكو المقرمشة إلى حشرات الزيز المغطاة بالشوكولاتة.
لكنّ بون لاي يحذّر من تحويل الزيز موضة مطبخية جديدة، إذ من شأن ذلك أن يؤدي إلى الافراط في استهلاكها "كما حصل مع الكثير من الأنواع التي أصبح الناس مهووسين بها".
وبادر الشيف إلى تتبيل الحشرات بالملح قبل قليها في مقلاة كبيرة، ثم تحويلها إلى سوشي، ولفّها بأوراق كبيرة مع الأرز والخضر، وتقديمها بعد ذلك للتذوق.
وقالت ستيلا روك التي كانت تخشى تناولها إن طعمها أدهشها.
وروت لوكالة فرانس برس "شعرت بالرعب عندما حملت (السوشي) في يدي". وأضافت "لم أكن أعتقد أنني سأكون قادرة على أكل حشرة ، لكنني أحببتها حقًا، حنى أنني تناولت واحدة أخرى، فقد كان طعمها لذيذاً فعلاً".
وللفضوليين الراغبين في معرفة مذاقها، أوضحت روك أن "طعمها مثل البندق، وهي مقرمشة جداً"، كالمكسرات.