في مثل هذا اليوم 26 مايو1954م..
مراكب الشمس أو مركب خوفو، هو مركب بني في عهد الملك خوفو حوالي 2500 ق.م. وهو محفوظ في متحف مراكب الشمس في منطقة أهرام الجيزة، مصر.
كانت المراكب والسفن من وسائل النقل الهامة على نهر النيل؛ فلقد تنقل المصريون داخل البلاد، كما سافروا إلى السودان والأقطار الإفريقية الأخرى: لجلب الحيوانات، مثل الأسود والأفيال والنمور والقردة والماشية. كما أنهم استوردوا المنتجات الأجنبية؛ مثل الجلود والذهب والعاج والأبنوس والإلكتروم وريش النعام والبخور. والإلكتروم سبيكة طبيعية، هي خليط من الذهب والفضة.
وكانوا يحتاجون إلى الأشرعة في الإبحار على النيل جنوبا أى عكس التيار، ولكن السواري كانت تدلى وتستقر أفقيا على ظهر السفينة عند الإبحار شمالا؛ مع التيار.
وعلى الرغم من أن عدد المراكب المتبقية غير كبير، فإن الكثير عرف عن أشكال وأغراض استخدام المراكب في مصر القديمة عن طريق مئات من نماذج القوارب التي عثر عليها بالمقابر في عموم البلاد؛ وأهمها نموذج مركب مكت رع. وقد صنعت نماذج لقوارب البردي من الخشب المطلي؛ وإن كانت المراكب الحقيقية تصنع من الخشب، وقلة منها فقط كانت تصنع من عيدان البردي.
وكانت الطواف المصنوعة من البوص (الغاب) تستخدم أساسا لأغراض القنص في المستنقعات؛ بالعصي الطويلة أو بالشباك أو بما يشبه الأوتاد، أو في المسابقات الرياضية المنظمة. وارتبطت المراكب المصنوعة من البردي بالأرباب أو العائلة الملكية. فكانت تستخدم: إما للأنشطة اليومية، مثل الإبحار والتنزه، أو في المناسبات الدينية؛ مثل نقل تماثيل الأرباب أو للحج أو الاحتفالات المرتبطة بطرد الأرواح الشريرة. واستخدمت المراكب الخشبية في نقل البضائع الثقيلة.
وكان للملك سنفرو أسطول من أربعين سفينة؛ استخدمت في استيراد ألواح خشب الأرز من لبنان. وتنوعت معالم وتصميمات المراكب المصرية القديمة؛ وفق وظائفها، وإذا ما كانت للاستخدام في الإبحار على النيل أم عبر البحر المتوسط أو البحر الأحمر. وأبحرت المراكب الدينية والمراسمية (الطقسية) على النيل والبحيرات المقدسة.
وتطورت السفن الحربية في الحجم والمعالم (الإمكانيات والتجهيزات)؛ وأضخمها تلك التي بنيت في عصر الرعامسة، حيث وصل وزنها إلى نحو خمسين طنا متريا.
ولقد عثر على مركبين كبيرين للملك خوفو. واكتشفت إحداهما في عام 1954، وأخرجت من حفرتها جنوب الهرم الأكبر: بينما تبقى الأخرى داخل حفرتها إلى الغرب من الأولى. وتتكون المركب (المستخرجة) من 1224 جزءا من خشب الأرز، بها ثقوب عديدة: لربط الأجزاء معا بحبال من نبات الحلفا.
ويعرض المتحف المصري قاربين أصغر للملك سنوسرت الثالث، وقد عثر عليهما في دهشور.
وعثر بمقبرة الملك توت عنخ آمون على 35 نموذجا خشبيا لقوارب متنوعة؛ بعضها بمقاصير ملونة لراحة الملك وحاشيته.وقد عثر أيضا على مراكب لاستخدام رب الشمس في رحلته السماوية الرمزية..
عام 1954 عند قاعدة الهرم الأكبر بالجيزة ب مصر لوحظ بالصدفة وجود حفرتين مسقوفتين عند قاعدةهرم خوفو الجنوبية عثر في قاع إحداهما على سفينة مفككة متقنة النحت من خشب الأرز ومتصله ببعضها بالحبال لا ينقص منها أي جزء أعيد تركيبها فبلغ طولها أربعين مترا سميت بمركب الشمس وسميت سفينة خوفو ومعروف أن السفن الجنائزية للذهاب لإستعادة الحياة من الأماكن المقدسة سفن روح الألهة.
مكتشف مراكب الشمس؛ فهو عالم الأثار المصري الصعيدي (كمال الملاخ).
وكمال الملاخ، هو (كمال وليم يونان الملاخ) ولد بمحافظة أسيوط بصعيد مصر في (26 أكتوبر 1918)، وتخرج من كلية الفنون الجميلة قسم عمارة عام 1934، ثم درس الآثار في معهد الآثار، بل وحصل على ماجستير الآثار المصرية من جامعة القاهرة.
تم تكليف الملاخ عام 1954، برئاسة فريق الحفائر بمنطقة الأهرامات الأثرية، فاكتشف حفرتين مسقوفتين عند قاعدة هرم خوفو الجنوبية، وعثر في قاع إحداهما على سفينة مفككة متقنة النحت من خشب الأرز، وبلغت قطع أجزاء المركب 1224 قطعة. بعد ذلك أُعيد تركيب مركب الشمس فبلغ طوله 42 مترا، وعرضه بين 6 و5 متر، ويشابه في شكله شكل مركب البردي، واستغرق إعادة تركيبه نحو 10 سنوات؛ ووضع في متحف مركب الشمس في الجيزة في عام 1982.
لم يكن الملاخ، عالما أثريا وفقط، بل كان أديبا وفنانا؛ فقد اشتهر في بلاط صاحبة الجلالة، وكان اسمه وتوقيعه الشهير من العلامات المميزة للصفحة الأخيرة بجريدة الأهرام لسنوات طويلة، كما قدم للمكتبة العربية ما يزيد عن 30 كتابًا في مختلف المجالات، بالإضافة إلى كتاباته الصحفية.
وصدر له العديد من الكتب، أبرزها المجموعة القصصية (حكايات صيف)، بالإضافة لصالون من ورق، خمسون سنة من الفن، الحكيم بخيلا، الآثار والأقدمية، كما ترجم أكثر من عمل مثل سيف وأدهم وانلي ورحل (الملاخ) عن دنيانا في 29 أكتوبر 1987م، عن عمر ناهز 69 عاما، نجح خلالها في تسجيل اسمه بحروف من نور في سجلات الكبار من أبناء مصر، الذين قدموا النموذج الأمثل في الإبداع والانتماء للوطن.!!