الكاتب
جديد الموقع
الصفقة الدموية
بقلم: نسيم عبيد عوض
القرارات التى أصدرها الدكتور محمد مرسى الأحد ‘ واستولى بها على كل السلطات ‘ سواء بتقاعد رئيس المجلس العسكرى وهدم أركانه ‘ وبإلغاء الإعلان الدستورى المكمل وإصدار إعلان دستورى مكمل جديد ‘إستحوذ فيه رئيس الجمهورية على كل شيئ فى السلطات ‘ هذه القرارات ليست كما قيل عنها الصدمة المدمرة أو ضربة معلم أو إنقلاب ‘كل هذه الأسماء خيال فى خيال ‘ فالأمر متفق عليه تماما بما فيه تغيير كل هذه القيادات العسكرية ‘ القرارات لم تعد بين يوم وليلة ولكنها كانت جاهزة ومعدة من قبل والشعب المصرى هو وحده المتفرج على مايحدث ويتخيلها كما يحب ويتصور ‘ حتى أن إلغاء الدستورى المكمل وتعديله نشر بالجريدة الرسمية يوم السبت وقبل إعلانه للشعب ‘ والحقيقة المؤكدة أن ماتم هو صفقة الخيانة والغدر ‘ ضحيتها مصر كلها ‘ ودموية لأن الثمن الذى دفع فيها هو دماء المصريين بداية من دماء الشهداء فى ميدان التحرير ومحمد محمود ومجلس الوزراء وماسبيرووالسويس وكل بلاد مصر ‘وإنتهت بدماء جنودنا المصريين على رمال سيناء.
ولذلك هى أقذر صفقة سياسية تمت فى القرون الأخيرة على أرض مصر بين الإخوان المسلمين وقادة المجلس العسكرى ‘ ولا أقول المجلس العسكرى كله ولكن فقط طنطاوى وعنان لأن باقى أعضاء المجلس يأتمرون بالأوامر العسكرية من الوزير ورئيس الأركان وماعليهم إلا قول حاضر ياأفندم ‘‘ والذين كانوا فى نظر شعب مصر الحبال التى يتعلقون عليها لفجر دولة مدنية ‘ والأمل المعقود لتجنب إستيلاء الإخوان المسلمين على السلطة ‘ ولكن الحقيقة أن هؤلاء الخونة باعو مصر كلها بدماء شبابها ‘فى سبيل حياة هادئة سالمة بعيدا عن المحاسبة.
بدأت الصفقة مباشرة بعد إندلاع الثورة يوم 25 يناير فى ميدان التحرير ‘ وخرج الإخوان المسلمين من جحورهم وإنضموا للشعب يوم 28 يناير بعد السماح لهم ‘"وهذا ماأكده عمر سليمان فى أقواله أنهم إتفقوا مع الإخوان بشروط "‘ وقامت القوات المسلحة وبأوامر من القائد الأعلى الذى كان على يمين مبارك فى غرفة العمليات يصدر ويخطط بالضرب والقتل لإجهاض الثورة لصالح مبارك ‘ وبكل فروعها الشرطة العسكرية وقوات المظلات والصاعقة ومعها قوات الشرطة المدنية التى سحقتها قوات الإخوان المسلمين وهدمت سجونها وهربت أفرادها وإرهابييها منها ومن ضمنهم قوات حماس وحزب الله المساجين ‘ ودمرت أقسامها وهربت عتاة الإجرام والإرهاب ليعبثوا فى الأرض فسادا ‘ وقتل شهداء مصر وشبابها وسالت دمائهم على أسفلت وتراب شوارع مصر ‘ حتى قيل أن القوات المسلحة إستخدمت الغازات المحرقة والسامة ضد هؤلاء الشباب.
وبالطبع لم نسمع عن شهيد سقط من بين شباب الإخوان أو السلفيين ‘ ولأن ذلك كان مخططا عسكريا للقضاء على هذه الثورة ‘ تورطت قواتها المختلفة فى قتل وسحل وفرم وإذلال شعب مصر أطفال وشباب ورجال ونساء ‘ وبدأت الصفقة يوم أن قام رئيس المجلس العسكرى بتغيير اللجنة المعينة من مبارك لتغيير بنود الدستور ‘ وتعيين المستشار طارق البشرى ومحامى الإخوان صبحى صالح لإعداد إعلان دستورى ‘وقامت فلول الإخوان ومعهم السلفيين بتعبئة مصر طائفيا لإنجاح الإستفتاء ‘وقالوا نعم وسلمو مصر على طبق لطنطاوى بعد عقد الصفقة ‘ الذى أعفى عن كل مساجين الإخوان وحتى الهاربين منهم ورأينا مطاراتنا تستقبل الإرهابيين فى عودتهم لمصر ‘ وحتى القتلة والمجرمين أخرجهم طنطاوى وعنان من السجون بل وسمح لهم بتكوين الأحزاب السياسية .
وكما بدأت الصفقة بدماء المصريين إنتهت أيضا بدماء المصريين ‘ ولعلكم تذكرون الصورة التى نشرت قبل مذبحة رفح بعدة أيام ‘فى مقر الجماعة ومرشد الإخوان بديع يجلس مع هنية زعيم حماس يتحدثون ويقف على حافة اللقاء محمد مرسى رئيس الجمهورية ينتظر الأوامر ‘ومن الشواهد على تلك الصفقة أيضا زيارة أمير قطر ومعة خزينة مليئة بالمليارات ‘والمعروف أنه مقاول الأمريكان فى تنفيذ عمليات الربيع العربى ‘ وبالفعل تم التنفيذ وسالت دماء جنودنا الآمنين وقت الإفطار على رمال سيناء‘ وكانت هذه الدماء هى كلمة السر لإطلاق سراح الطنطاوى وعنان ومنحهم أعلى الأوسمة ‘ وقبلها تسريح المجرم بدماء الأقباط فى ماسبيرواللواء حمدى بدين قائد الشرطة العسكرية وتسريحه على سيناء ‘ ومعه أيضا رئيس المخابرات الحربية عدو الإخوان اللدود ‘ وبالتالى إطلاق يد محمد مرسى والإخوان فى تغيير كل القيادات العليا من جميع أجهزة مصر ‘ وهكذا قدم العسكريين الخونة البلاد كلها ليد الإخوان المسلمين مقابل التغاضى عن دماء شهداء مصر وعدم محاكمتهم ‘ودعونى أقول بكل صراحة أن هذه الصفقة يدخل ضمنها هروب أحمد شفيق ليتجنب محاكمته عن جرائم إرتكبها ‘ وأيضا لن نتعجب عندما يعفى صحيا عن مبارك ويطلق سراحه من سجنه.
لقد دخل شهود كثيرون فى عقد هذه الصفقة الملوثة بدماء شعبنا منذ بداية الأحداث وتورط الجيش والشرطة فى قتل المصريين ‘بدأت برئيس ووزيرة خارجية أميركا وكل الوفود وكبار المسئولين الأمريكان ‘ولعلكم تذكرون جميعا سفيرة الإنقلابات الأمريكية التى تقود عمليات الإخوان وتتمم لهم الصفقات ‘ أيضا وفود عرب من السعودية والأمارات ورئيس مخابرات قطر يدخل مصر ويخرج ‘ ونظن نحن أنه ليس للمجلس العسكرى دور فى ذلك ‘ وستظهر الأيام القادمة الدور الكبير للموساد الإسرائيلى ‘الذى له علاقات طيبة جدا بالحكام العرب وخصوصا رئيس قطر ‘ لقد تمت الصفقة وهى تسليم البلاد لحكم الإخوان المسلمين ‘ وكان الثمن المدفوع فيها دماء مصر الذكية التى ضاعت هدرا ‘ وتسليم المجرمين والقتلة الأوسمة الرفيعة المستوى قبل تسريحهم للحياة المدنية الهنيئة .
وماسيحدث على أرضنا من إعلان الخلافة الإسلامية سيتحقق ‘ وتقنيين دستور دولة دينية تحمكها أحكام الشريعة الإسلامية سيتحقق ‘ وكل ماخطط له حسن البنا وسيد قطب سيتحقق على أرض مصر ‘ وستدور الأيام وكما فعلها الأمريكان فى أفغانستان ويحققوها اليوم فى مصر ‘ ستصبح بلدنا بؤرة الإرهاب الإسلامى العالمى ‘وستدفع أميركا الثمن غاليا ‘ وستقوم جماعة الإخوان المسلمين بتصفية كل حساباتها من أعدائها على مدى الثمانين عاما الماضية وستفتح كل الملفات لتغلقها كما تشاء ‘ ولكن يبقى ملف المخطط لشعب الأقباط فى هذه الصفقة وخصوصا وبإعتراف كل المحللين أن الإخوان عندهم ثلاثة مشاكل يتفاوضون فى شأنها ولم يستقرو عليها ‘ وأهمها الأقباط وثانيها المرأة وأهمها الديمقراطية ‘ ومايهمنا بإختصار وسنعود إليه لاحقا لنبحثه بالتفصيل وضع الأقباط فى حكم الإخوان المسلمين المطلق ‘ وقد بدأت ملامحه فى التشكيل الوزارى بحرمان الأقباط من المشاركة فى الحكم ‘
وثانيا مشكلة تهجير الأقباط من بلدهم وأرضهم بدهشور ‘والذى وضح تماما أن هناك من الدولة ماشجع على ذلك ‘ وإذا وجدنا المرشد السابق عاكف يظهر فى الصورة بشكل مستمر الآن وهو المعروف بعدائه للأقباط ورأيه فى وضعهم على أرضهم ‘ ملف كبير سنفتحه على الفور ولكن فى بحث مستقل ‘ ولكن الخطورة الكبرى واقعة على شعب مصر كله ‘وإلى أين تأخذه ريادة الإخوان لمصر ‘ وقد يقبلها المسلم العادى اليوم ولكن عواقبها ستظهر إن عاجلا أو آجلا ‘ أما شعبنا القبطى فلن يقبل مايمس كنيسته أو عقيدته ورسوخ أقدام الشعب على أرضه وسيدفع الغالى والرخيص كما فعلنا منذ القرن السابع وحتى اليوم ‘وهذه قصة وملف كبير سنفتحه فى مقال مستقل‘ولحين ذلك نصلى لإلهنا بأن يحمى مصر .
كن في قلب الحدث... انقر هنا لتحميل شريط الأدوات الخاص بالموقع لتصلك الأخبار لحظة حدوثها
تابعونا على صفحتنا علي الفيسبوك
رابط دائم :