حسن المستكاوي
شخصية الأهلى الهجومية ضرورة فى مواجهة نهضة بركان المغربى!
** مبروك للأهلى التأهل للدور قبل النهائى لدورى أبطال أفريقيا للمرة 17. بعد تجاوز صن داونز أقوى فريق فى كرة القدم الأفريقية حاليا، بما يملكه من مهارات وقوة وسرعات ولياقة وكرة أرضية وقدرة فائقة على تبادل المراكز وعلى تبادل الكرة.. لكن أمام الأهلى مواجهة أخرى وبطولة أخرى، وستكون من مباراة واحدة مع نهضة بركان المغربى، وستكون اختبارا صعبا، نظرا للجهد البدنى الذى بذله لاعبو الأهلى أمام صن داونز. إلا أن الوجه الآخر والحقيقى للأهلى، أى شخصية الفريق الهجومية لا يمكن تأجيلها فى تلك المباراة لأى سبب أو لأى مبرر، والمغامرة المحسوبة مطلوبة، من أجل بطولة أخرى مطلوبة من جماهير الفريق.
** عندما تأكد تشكيل الأهلى، قلت:
«موسيمانى يفعل الصواب، وذلك استنادا على نتيجة مباراة الذهاب. وعلى قوة وأسلوب لعب صن داونز. وبناء على القدرات البدنية للاعبيه وحالة الإجهاد التى يعانون منها بجانب إصابات وغيابات باتت مؤثرة فى صفوف الفريق». وكررت ذلك عدة مرات خلال المباراة على الرغم من امتلاك صن داونز للكرة بنسبة 70% مقابل 30 % للأهلى. وتبادل الكرة وتمريرها 594 مرة مقابل 263 مرة للأهلى. وعلى الرغم من حصول الفريق الجنوب أفريقى على ضربات ركنية وإرسال كرات عرضية مميزة 47 مرة مقابل 4 كورنر و10 كرات عرضية للأهلى لم تذهب إلى أحد، ولكنها كالعادة مرسلة، بالونة، إلى منطقة جزاء المنافس لعل وعسى تذهب إلى أى زميل..!
** نعم اختار مدرب الأهلى التخطيط للتأهل للدور قبل النهائى. ولم يفتح ملعبه أمام فريق خطير. فقرر تحصين دفاعه بخمسة لاعبين، أربعة فى الدفاع، أيمن أشرف، وهانى، وفى القلب ياسر وبانون، وأمامهم رامى ربيعه ثم السولية وديانج. ثم أفشة. ثم صلاح محسن ومحمد شريف. وصحيح أن الأهلى لم يصنع فرصة واحدة بخلاف الهدف. وصحيح أن صن داونز سيطر وصنع بعض الفرص، لاسيما من الجبهة اليسرى التى صال وجال فيها موديبا، نتيجة موقف واحد لواحد مع هانى أو موقف اثنين أوثلاثة على هانى دون مساندة دفاعية حقيقية من جانب خط الوسط أو أفشة باستخلاص الكرة وليس بمجرد التواجد فى المساحة، لكن فى النهاية لابد من الاعتراف أنه لو كان موسيمانى لعب مباراة مفتوحة لربما تغيرت فرص الأهلى فى مواصلة طريقه نحو اللقب العاشر
** أردد دائما أن مقولة «المهم الفوز وليس مهما الأداء» هى مقولة خاطئة، لأن الأداء الجيد يفرز نتيجة جيدة غالبا. لكن علينا أولا أن نعرف ما هو الأداء الجيد وكيف تكون أشكاله. فعندما هزمت إيطاليا منتخب البرازيل بالهجوم المرتد فى كأس العالم 1982 ومضت فى طريقها نحو اللقب. لم يقل أحد فى تاريخ اللعبة والبطولة أن إيطاليا لم تلعب، وأنها هزمت آخر جيل عظيم فى الكرة البرازيلية بالحظ أو بكرة قدم سيئة. وهنا يثور السؤال: «لماذا لم ينجح الأهلى فى هذا التحول المهم من مواقف الدفاع فى ملعبه إلى هجوم مضاد مؤثر على مرمى صن داونز؟»
** الإجابة: كان هناك قرار من موسيمانى بعدم المغامرة استنادا على الفوز 2/صفر فى مباراة الذهاب. كما أن سرعات قوة ولياقة لاعبى الأهلى أقل من لاعبى صن داونز. بجانب الإجهاد الشديد، والإجهاد حالة عامة فى الكرة المصرية وفى الكرة العالمية فى هذا الموسم بالتحديد. لدرجة أن مانشستر يونايتد لعب ثلاث مباريات فى خمسة أيام لظروف الموسم المضغوط ولأن الفريق تأجلت له مباراة ليفربول لأسباب اقتحام ملعبه. وأفضل المدربين فى العالم عبروا عن شكواهم من الإجهاد.. إلا أن بند نقص سرعات وقوة ولياقة لاعبى الأهلى مقارنة بلاعبى صن داونز وليس بلاعبى الدورى المحلى، أمر يستحق الدراسة والتوقف أمامه. فعندما يكون هناك فريق له شخصية البطل، ومطالب بالاشتباك فى أكثر من بطولة، وجمهوره يطالبه بالفوز بكل الألقاب. فإن الأمر يستحق تعزيزات مدروسة بعمق، فلا يكفى أن يظهر لاعب فى فريق ما لأسباب تتعلق بالمسابقة وبالضغوط فيكون القرار هو سرعة التعاقد معه. فالأهلى لا يجب أن يراهن على الدفاع، لأن ذلك لا يعكس شخصيته
** هناك نقطة مهمة. الدفاع ليس شخصية موسيمانى. أليس هو نفس المدرب الذى قدم طوال سنوات كرة هجومية مميزة وهو يقود صن داونز؟ ثم إن تلك المقارنة مع فايلر غير عادلة، فالموسم الآن مضغوط.. ويفتقد الأهلى مثلثا هجوميا شرسا مكونا من معلول وأجاى، ورمضان صبحى. وكان أحد أهم أوراق فايلر الهجومية.
** فى المؤتمر الصحفى بعد مباراة العودة قال موسيمانى: «حققنا هدفنا بالتأهل. أخذنا قرارات سيئة فى بعض الأوقات. لكننا فزنا بثلاثة أهداف مقابل هدف فى المباراتين».

** نعم. معك حق موسيمانى. معك حق فى تلك المباراة تحديدا وفى مواجهة صن داونز بالتحديد.. وليس معك حق فى قولك أنك لعبت على الكرات الثابتة، فهى كانت كرة واحدة سجلت منها هدفا واحدا فى هذا اللقاء. وبالفعل هناك بعض القرارات السيئة فى مباريات أخرى سواء فى الدورى أو فى مباراة الذهاب مع صن داونز وعليك أن تفكر فيها وتعالجها.. فمن حسن الحظ أن الأهلى لعب مع فريق يلعب كرة قدم، ولا يستخدم أساليب وحيل العنف أو إهدار الوقت، واستهلاك الأعصاب. وأكرر أنه أفضل فريق يلعب كرة القدم فى أفريقيا حاليا وتجاوزه وإكمال الطريق إلى الدور قبل النهائى هو انتصار هزم فيه الأهلى ظروفه وما يعانيه لاعبوه من إجهاد. وهزم أيضا أقوى فريق فى الطريق.