احمد الاشقر
ولنواصل الرحلة ولكن دعني ياصديقي في البداية ان اوجه لك سوءالاً، هل زرت وادي الحيتان في صحراء مصرنا العزيزة'> صحراء مصرنا العزيزة؟ صحراء مصر هي حقيقة عبارة عن كتاب جيولوجي وجغرافي ضخم وهام مفتوح يقدم المعلومات للعلماء والمختصين لفترة اكثر من  ٥٠ مليون سنة سابقة في قارة افريقيا. في وادي الحيتان عثر علماء الحفريات المصريين والاجانب علي اكثر من الف هياكل عظمية كاملة لحيتان ضخمة يصل طولها الي عشرات الامتار ووزنها الي عدة اطنان وعمرها يصل الي عدة ملايين من السنوات ولكن حيتان في الرمال والصحراء!! هذا يعني ان هذه المنطقة كانت تقع تحت الماء وتسبح فيها الحيتان وباقي الحيوانات البحرية ومع الوقت جفت وتكونت رواسب رملية ظهرت علي السطح ومعها ماتت الحيتان بعد نفاذ الماء وبقيت عظامها مدفونة في الرواسب الرملية الموجودة في قاع البحر (اكبر الحيتان حالياً هو الحوت الازرق ويصل طوله الي حوالي ٣٠ متراً ووزنه الي مائتي طن والطريف انه يتغذي علي الكريل اصغر الحيوانات البحرية علي الاطلاق وقد شاهدت جسمه المحنط في متحف الاحياء البحرية في واشنطن) ولكن دعنا نعود الي رحلتنا ونواصل الرحلة معاً ونلمس تواصل العلوم المختلفة مع بعضها.
 
في فترات عديدة من الحياة سواء وقت البلوغ او في فترة الشباب او اثناء فترة النضوج وادراج معني وفلسفة الحياة ثم التقدم في العمر وايضاً في مراحل العمرالمتقدمة يساءل الانسان نفسه ماهو سرهذه الحياة الدنيا ولماذا وجدت اصلاً فقط علي كوكبنا الارض؟ ام توجد حياة اخري علي كواكب اخري؟ وكذلك ماذا عن خلق الكون وكافة انواع المخلوقات في البحر وعلي البر وفي السماء، وانها كلها خلقت بنظام واحد (علي سبيل المثال، الوجه، الكل سواء في البر كالانسان وكل الحيوانات المختلفة او في البحر كالاسماك والحيتان مثلاً او في الجو كالطيور مثلاً، يملك كل منهاعينين للرؤيا وانف للتنفس وفم للغذاء واذن للسمع، هناك جهاز للهضم واخر للقلب ودورة الدم وثالث للتنفس ورابع لاخراج الفضلات ومالم يحتاجه الجسم وخامس للتكاثر ثم جهاز لتحويل كل الاطعمة الي نوع خاص من الطاقة لتزويد كل خلايا الجسم بها ثم اهم جهاز هو المخ واجزاؤه التي تنظم كل هذه العمليات داخل وخارج الجسم).
 
انه نفس النظام من البداية ويكتشف الانسان مع نمو الفهم والعلم والمعرفة والتكنولوجيا ان هناك لكل نوع من المخلوقات دورة حياة خاصة به ومحددة له وحده منذ البداية مهما صغرت او كبرت هذه الاجهز المختلفة داخل جسمه ومعها العديد من الصفات والمزايا والعيوب في المراحل المختلفة، يمر بها منذ الولادة وحتي الممات.
 
دورة يمر المخلوق فيها بمراحل دنيوية عديدة ويتعلم الكثير ويكتسب المزيد من العلم والخبرة والفهم وقد يعيش غنياً او فقيراً، صحياً او مريضاً …..ثم تاتي النهاية للجميع سواء اكان صغيراً او كبيراً غنياً او فقيراً …….ولكن هل يمكن التوصل الي تفاصيل هذه الدورة؟ ولماذا وجدت من البداية بهذه الصورة؟ اعرف ان الله غني عن عباده وان هذه الدنيا لاتساوي عنده جناح بعوضة وان مايوصينا به ماهو الا لمصلحة البشر والحياة علي كوكبنا العزيز، وانا شخصياً لااعتقد انه يمكن لاي انسان مهما كان حجم فهمه وادراكه وكبر عقله وذكاءوه ان يستوعب هذا كله ويصل الي ذلك السر العظيم او جزء صغير او كبير منه والذي علي اساسه تدورة الدائرة لكل نوع من الخلق بشكل يختلف عن الاخر ولكنها ثابتة لكل الانواع وتتفق كلها في البداية وفي النهاية، انه نظام وضعه الله منذ البداية..
 
لقد سافرت الي العديد من بلاد العالم في الشرق والغرب، في الشمال والجنوب وتعرفت الي تضاريس مختلفة بين الجبال الشاهقة التي صعدت الي بعض منها بالاقدام او بواسطة وسائل مواصلات اخري مثل التيلفريك والقطار، ثم البراكين التي سرت ايضا علي حافتها ونظرت الي محتوياتها والنيران تشتعل داخلها كما زرت العديد من الغابات والوديان والانهار والبحيرات والمغارات داخل الجبال وشاهدت اجزاء جميلة من الارض تبدو مثل الجنه، بالورود والزهور والفواكه والخضرة اليانعة التي احياناً تحبس الانفاس من جمالها وروعتها وكذلك شاهدت اجزاء اخري من كوكبنا، صحراوية قاحلة لا تنمو بها حياة من اي نوع كما زرت العديد من المدن في كل البلاد التي زرتها والتي قد تختلف كثيراً او قليلاً ومعها تظهر خواصها وعلاماتها المميزة وكذلك اثارها التي تمتد منذ الاف السنين وبها ماتركه الاسلاف من اثار ومعمار وتخطيطات واعتقادات مختلفة، شاهدت جبال واماكن غاية في البرودة ويكسوها الجليد واخري خضراء جميلة، عشت في اماكن باردة مدة من الوقت واخري شديدة الحرارة وثالثة ذات جو ربيعي معتدل، عشت في كهوف بسيطة علي الجبال وايضاً في فنادق حتي سبع نجوم، كما تعرفت الي شعوب وثقافات وعادات وتقاليد وطقوس دينية واجتماعية عديدة ومختلفة كلها تحاول البحث عن سر هذه الحياة بشكل او اخر وتقدم شكرها لخالق السموات والارض وماعليهما. وشاهدت مئات الانواع من المخلوقات والحيوانات في البر والبحر والسماء ( يقال ان عدد انواع الحيوانات علي الارض يصل الي ٤ مليون نوع ومثلها في الطيور وايضاً في البحار والمحيطات المختلفة)، ويعجز الانسان ان يوصفها اويستوعبها كلها بانواعها والوانها واشكالها واحجامها المختلفة وطبيعة حياتها، فكل منها يختلف عن الاخر في الحجم والشكل واللون وطريقة المعيشة وكيف ان لكل منها دورة حياة خاصة قصرت او طولت يمر بها من ساعة المولد حتي الموت.
 
البعض يعيش طويلاً، مئات الاعوام مثل السلحفاة وهناك من يعيش اياماً قليلة مثل الذباب وحاولت بما حباني الله به من قدرات عقلية وبصرية وحسية ان استوعب هذا الجزء البسيط جداً من العالم الذي اراه والذي نعيش فيه بكل جوانبه ولكني لم اتمكن من ذلك واذا استطت ان افهم الكثير من جزء ما وبداءت في الجزء التالي اجد انني قد نسيت بعض من الجزء الاول. فالقدرات الانسانية مهما بلغت من قوة وامكانية محدودة حتي ولو ان انسان هذا القرن يعرف الكثير واكثرمن مثيلة منذ الفي عام علي سبيل المثال كما ان لديه ادوات تكنولوجية تمكنه من روئة اصغر الجسيمات مثل الفيروسات واكبر الاحجام مثل الكواكب والنجوم الاخري. الانسان ذلك المخلوق الذي جعله الله خليفة له علي الارض تم تزويده بكل مايحتاجه للحياة علي هذا الكوكب وتنظيم شئونه واوصاه بان يتفكر في خلق السموات والارض ومابينهما.
 
هناك الاجهزة البيولوجية المختلفة للحياة علي الكوكب وهناك العقل الذي يفكر ويدبر وينظم وهناك المشاعر والاحاسيس والعواطف المختلفة التي يعبر بها عن حاله ويشارك بها مع اقرانه وهناك الارتباط الوثيق مع الحياة علي الارض.
 
ولنعود الي وادي الحيتان الذي هو واحد من المناطق الجيوجولية الهامة في قارة افريقيا علي انه في الحقيقة ان قارة افريقيا كلها كانت ترقد تحت الماء وهي ثروة تاريخية جيوجولجية وجغرافية عظيمة لانها الاصل والمركز ومنها انفصلت قارة اسيا بعد ان تكون البحر الاحمر وقارة اوروبا بعد ان تكون البحر المتوسط وقارة امريكا الجنوبية بعد ان تكون المحيط الاطلنطي وقارتي استراليا والقارة القطبية التي يغطيها جبال ثلجية يصل سمكها الي عدة كيلومترات فوق الماء وتحته بعد ان تكون المحيط الباسيفيكي، طبقا لتكوين القشرات الارضية المختلفة كما يقول علماء الجيولوجيا، ولذا فان افريقيا كانت  منذ البداية مركزا هاماً في الكرة الارضية وتكوين القارات وهذا التكوين استغرق ملايين السنين من حساباتنا اليوم والله اعلم.
وللحديث بقية