سحر الجعارة
 هناك إشارة قد لا يفهمها إلا الأذكياء، تربط ما بين غلام الأزهر «عبدالله رشدى» وبين المؤسسة الدينية الرسمية، فبعد أن منعته وزارة الأوقاف من الخطابة وتوضأ شيخ الأزهر الدكتور «أحمد الطيب» من خطايا «الابن الضال».. ظل الابن مريداً وفياً لشيخه يكتب تحت هاشتاج #الأزهر_قادم، كتبنا كثيراً أن هذا يمنحه مصداقية ويربط «الهرتلة» التى ينثرها على السوشيال ميديا بالإمام الأكبر.. ولم يستجب أحد!.

فجأة، وبعدما أصبح اليوتيوب يدر الملايين على «أبومجانص» اختفى شعار «الأزهر قادم» وتحرر الغلام «ظاهرياً» من قيود الانتماء للأزهر، ففتح نيرانه الثقيلة على نجمات الأعمال التليفزيونية الدرامية، والتى أنتجتها الشركة «المتحدة للخدمات الإعلامية».. وبالقطع كان من حق الشركة أن تقدمه للمحاكمة لأنه أهان بطلات أعمال وطنية عظيمة، وشكك فى المسلسلات نفسها بزعم أنها («تخرق الثوابت الدينية والمجتمعية» وتحقر المرأة).. وقد كتب -آنذاك- الرد عليه.

من المعلوم لكل فقهاء الجنس أن «المرأة» هى قربان جنونهم المستعر، وهى أيضاً البضاعة الرائجة لشباب المتابعين الجهلاء الذين لقنوهم أن المرأة كـ«البهيمة» يجوز وطؤها فى أى وقت وأى مكان.. إلا لعنتها الملائكة طول الليل!.

فكتب «أبومجانص» على الفيس بوك: (نرفض مصطلح #اغتصاب_الزوجة لأن مفيش حد هيغتصب حلاله، لأن الاغتصاب للشىء اللى مش حلالك، ولأن امتناع الزوجة عن زوجها بدون أعذار -صحية أو شرعية أو إرهاق جسدى بسبب عمل المنزل مثلاً تتعسَّرُ بسببه العلاقة- مش شىء متاح فى الإسلام أصلاً بل حرام ونشوز).. ولن أستفيض فى النشر بعدما فوجئت بخصمى اللدود الدكتور «عبدالمنعم فؤاد»، المشرف العام على الأنشطة العلمية للرواق الأزهرى.. يكتب على الفيس بوك: «هلك المتنطعون»: عجيب أن نرى البعض يخرج بكتابات فى هذه الأيام عجيبة فهو يريد أن يشغل علماء الأمة والرأى العام بقضايا هامشية مثل (حرية المرأة فى الامتناع عن فراش زوجها أو استجابته) وقضايا نسوية أخرى ليس الوقت مناسباً لطرحها؛ حتى ينصرف العلماء عن الحديث عن القدس والأقصى وقضية المسلمين الأولى -القدس فريضة الساعة-!!.

وعلى الفور حول «رشدى» بوصلته 180 درجة، وترك النساء فى فراشهن، لينفذ «أوامر فضيلته».. وهاتك يا حزق: «واإسلاماااه.. واقدساااه» فيديوهات وبوستات فالغلام لا يحتمل غضب شيخه، وهذا يدل على أن «عبده مجانص» فى مهمة سرية، يمثل دور «الداعية المنبوذ» من المؤسسات الرسمية ليكتسب مزيداً من التعاطف ثم ينفذ التعليمات حرفياً!.

مع الثورة الدينية والفكرية لسمو الأمير «محمد بن سلمان»، وسقوط أصنام البشر من البخارى إلى ابن باز واستبعاد أحاديث الآحاد من ¾ الدين.. ظن «رشدى» بفطرته البوهيمية أن واجبه نفى استجابة شيخ الأزهر لدعوة سمو الأمير، وكتب على الفيس بوك ليؤكد أن برنامج «الإمام الطيب» قد تم تصويره قبل رمضان، وقبل حوار «بن سلمان».. ومع تتابع الحلقات وجد رجال الأزهر أن أفكار «الطيب» فى البرنامج قد تمنحه «السبق» فى تجديد الخطاب الدينى.. بدأ توزيع محتوى الحلقات على مختلف الصحف.. وبدوره تحول «عبده مجانص» إلى بوق يروج لها.. إنه «الخادم» الذى يتشبه بزهرة «عباد الشمس» ليدور فى فلك الإمام الأكبر.

خطورة ما يحدث أن «الطيب» يخترق المجتمع بأمثال «رشدى».. والأهم أن تحريضه الدائم على العنف ضد المرأة يستوجب تحركاً من «المجلس القومى للمرأة» لتقديم بلاغ للنيابة العامة.. وأتمنى أن يُحاسب «رشدى» على جرائمه وألا يتخفى بحصانة شيخه!.
نقلا عن الوطن