في مثل هذا اليوم 20 مايو1910م..
أمينة السعيد هي ناشطة حقوق المرأة، وأول سيدة تتولى تولى رئاسة تحرير مجلة حواء المطبوعة النسائية الشهيرة التي صدر أول اعدادها عام 1954 وكان معدل توزيعها يصل إلى 175,000 نسخة، ومازال لها قدر من الشعبية والانتشار حتى اليوم. تناولت أمينة السعيد في كتاباتها موضوعات أكبر وأهم من نصائح الجمال ووصفات الطهى التي اعتادات الكتابات النسائية تناولها. كان دفاع أمينة السعيد عن المساواة بين الرجل والمرأة هو وقود كتاباتها القيمة لسنوات طويلة تغير فيها تاريخ مصر.
عاشت أمينة السعيد طفولتها وسط مجتمع أسيوط المغلق عندما كان نضال هدى شعراوي وزميلاتها من أجل المساواة قد وصل إلى ذروته. وما ان بلغت أمينة عمر الرابعة عشر، حتى انضمت إلى الاتحاد النسائي، ثم في عام 1931 التحقت بجامعة فؤاد الأول ضمن أول دفعة تضم فتيات.
عملت السعيد بعد تخرجها سنة 1935 في مجلة المصور وظلت تكتب عمودها بانتظام حتى قبيل وفاتها، وكثيراً ما دافعت من خلاله عن زميلات الكفاح مثل درية شفيق وغيرهما. اشتهرت أمينة السعيد ايضاً بباب "اسألونى"، وقد اكسبتها شجاعتها وجرأتها احترام وشعبية بين زملائها من الكتاب والصحفيين. ثم أصبحت امينة السعيد رئيسة لدار الهلال، وقادت بجرأة حملة جديدة من أجل المرأة المصرية، ولكن هذه المرة ضد المد الأصولي الإسلامي الذي بدأ في سبعينيات القرن الماضي، وتوفيت أمينة السعيد عام 1995 وهى حزينة ومحبطه لما آل اليه حال المرأة في مصر، وقالت قبل وفاتها بأيام: "ان المرأة المصرية اليوم لم يعد لديها الشجاعة الكافية للنضال."
يقول الذين عملوا معها في دار الهلال إنها تميزت بالنظرة النافذة والرأي الثاقب ، وكان لها من وعيها بالمجتمع وهمومه ماليس للكثيرات والكثيرين ، فإذا سئلت فجوابها عن دراية ورشاد ، وإذا كتبت فعن دراسة وسداد صحيح أنها تعلمت وتخرجت في جامعة ، ولكن دراستها للحياة الإجتماعية وخبراتها العميقة بالمجتمع وأحواله كانت أعظم وأعمق. وكانت لا تعجبها آراء وأقوال وأفكار متسرعة من بنات جنسها. إقترحت إحداهن مرة إحالة المرأة العاملة إلى المعاش المبكر وهي في سن الأربعين. إمتشقت "أمينة السعيد" قلمها ووقفت في وجه تلك الدعوة ووصفتها بأنها تلتقي دون أن تدري مع الدعوة المنادية بعودة المرأة إلى البيت. وكان مما قالته أن الدعوة إلى المعاش للمرأة في سن الأربعين هي مجرد تأجير العودة إلى البيت بعد مدة محدودة من العمل. ولم أر قلما أكثر حدة من قلمها ولا صوتا أعلى من صوتها عندما أطلت فتنة بهذا الوطن العزيز. إمتشقت قلمها وإرتفع صوتها ضد التطرف والمتطرفين مؤكدة وحدة هذا الشعب العظيم. وقالت إن المتطرفين والمتعصبين يعملون على تقسيم الشعب وفي الوقت ذاته يعملون على تقسيم المصريين إلى رجال ونساء بدعوى التقوى المزعومة وينصبون أنفسهم لتحديد الحلال من الحرام ، ويزعمون أنهم قوامون على الدين والدين الصحيح منهم براء. وأعادت إلى الذاكرة أصواتا إرتفعت في وجهها عندما كانت طالبة بالجامعة وشاركت في ندوة عن مسرحية أمير الشعراء "أحمد شوقي" – مجنون ليلى – خرجت الأصوات تقول: "وداعا للحياء" لأن فتاة جامعية شاركت في الحديث عن مجنون ليلى. كانت "أمينة السعيدة" من أكثر النساء طلبا لحقوق المرأة وكان لأسلوبها وجرأتها في إقتحام الموضوعات أثر هائل في تشكيل الكيان الإجتماعي ، وتحريرالمرأة من علادات والتقاليد المتوارثة. رحم الله أمينة السعيد إبنة وطالبة وأما وأستاذة عظيمة.!!